القاهرة ـ العرب اليوم
عثر علماء الآثار من جامعة جوتنبرج، على مجوهرات وتمائم ذهبية على شكل جعران "خنفسة" صنعت في عهد الملكة نفرتيتي وزوجها أخناتون (1350 قبل الميلاد)، وذلك خلال أعمال التنقيب في مقبرتين من العصر البرونزي كانتا مخبأتين لمدة 3000 عام في مدينة هالة سلطان تكه في قبرص. وتمكن الباحثون من تحديد تاريخ القطع الأثرية من خلال مقارنتها مع اكتشافات مماثلة صنعت في مصر. وتحكي المجوهرات الذهبية، إلى جانب التمائم على شكل خنفساء مع الهيروغليفية وبقايا الأسماك المستوردة من وادي النيل، قصة التجارة المكثفة مع مصر. وإلى جانب المجوهرات الفخمة، اكتشف علماء الآثار أيضا مجموعة مكونة من 500 قطعة أثرية في المقبرة و155 هيكلا عظميا .
وتعد المقبرة واحدة من اثنتين اكتشفتا في عام 2018 في جزيرة البحر الأبيض المتوسط الصغيرة، واستمر العمل في استخراج الرفات ما يقرب من أربع سنوات نظرا لأن "العظام كانت هشة للغاية بعد أكثر من 3000 عام في التربة المالحة"، حسب ما ذكر العلماء. وقال العلماء إن: "المعثورات تشير إلى أن هذه مقابر عائلية للنخبة الحاكمة". وينتمي أحد الهياكل العظمية لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات دفن مع الكثير من المجوهرات، بما في ذلك تاج من الذهب الخالص وقلادة من الخرز.
وعُثر على قلادة من الذهب الخالص على شكل زهرة اللوتس مع أحجار كريمة مرصعة، تشبه المجوهرات التي كانت ترتديها الملكة المصرية القديمة في الأسرة الثامنة عشرة. ويقول علماء الآثار إن هذا الاكتشاف وزخارف أخرى تحكي قصة التجارة المكثفة لأولئك الموجودين في قبرص مع مصر. وأحد الاكتشافات المهمة بشكل خاص هو ختم أسطواني الشكل مصنوع من معدن الهيماتيت، مع نقش مسماري من بلاد ما بين النهرين (العراق حاليا)، والذي تمكن علماء الآثار من فك شفرته. وقال البروفيسور بيتر فيشر، قائد الحفريات، في بيان: "النص يتكون من ثلاثة أسطر ويذكر ثلاثة أسماء. الأول هو آموري، إله يُعبد في بلاد ما بين النهرين. والملكان الآخران هما ملكان تاريخيان، أب وابنه، نجحنا مؤخرا في تعقب نصوص أخرى على ألواح فخارية من الفترة نفسها، أي القرن الثامن عشر قبل الميلاد. ونحاول حاليا تحديد سبب وصول الختم في قبرص على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من مكان صنعه".
وقال فيشر: "تُظهر المقارنات أن معظم القطع تعود إلى زمن نفرتيتي وزوجها إشناتون حوالي عام 1350 قبل الميلاد. وجدنا مثل قلادة ذهبية: زهرة لوتس مرصعة بأحجار كريمة. ارتدت نفرتيتي مجوهرات مماثلة"، مشيرا إلى إن الخطوة التالية من هذا العمل المذهل ستكون تحليل الحمض النووي للهياكل العظمية. ومن بين القطع الأثرية التي تم العثور عليها هناك أيضًا أحجار كريمة من الهند وأفغانستان والعنبر من ساحل بحر البلطيق. تشير هذه الاكتشافات ، وفقًا للعلماء ، إلى أنه في العصر البرونزي ، لعبت قبرص دورًا رئيسيًا في التجارة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك