تعرَّف على أسرار شارع المُعز من سبيل يسقى المارة إلى متحف نسيج عالمى
آخر تحديث GMT06:29:05
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

كانت تُصنع هناك كسوة الكعبة من "القباطى" بأوامر الخليفة

تعرَّف على أسرار شارع المُعز من سبيل يسقى المارة إلى متحف نسيج عالمى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرَّف على أسرار شارع المُعز من سبيل يسقى المارة إلى متحف نسيج عالمى

شارع المُعز
القاهرة - العرب اليوم

شهد شارع المعز حكايات لا تنتهي، وهناك في سبيل محمد علي الشهير بسبيل النحاسين قصة من قصص الجمال، جمال المكان والحي والسبيل الذي يعد آية من آيات الفن ثم اكتملت المنظومة بعد تأسيس واحد من أكبر متاحف النسيج في العالم كله، وهكذا تحول المبنى من سبيل لسقاية المارة إلى متحف يمنع الزائرين من محبى فن النسيج الذي يعد فنا مصريا بامتياز منذ أبدعه المصري القديم وسار على نهجه وريثه في الحقبة القبطية ثم الإسلامية.

سُمعة عالمية للنسيج المصري

وتمتع النسيج المصري عبر العصور بسُمعة عالمية حتى طلب الخليفة عمر بن الخطاب أن تصنع كسوة الكعبة من "النسيج القباطى".

ويقول الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج "المتحف من أهم ثلاثة متاحف متخصصة في النسيج على مستوى العالم، ويضم 700 قطعة نادرة، وقد تم تأسيسه في السبيل الذي بناه محمد على باشا عام 1828 ترحما على روح ابنه إسماعيل  الذي توفى في السودان.. وكان السبيل ملحقا به مدرسة لتعليم الأطفال مبادئ العلوم وتحفيظ القرآن، تعرف باسم "مدرسة النحاسين"  نسبة إلى المنطقة التي توجد بها ورش كثيرة للنحاس".

وكان هذا المكان يستغل منذ عام من 1828 حتى عام 1954 كمدرسة لتعليم الأطفال في المرحلة الابتدائية، ومن أهم الشخصيات التي التحقت بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر  وأيضًا الأديب نجيب محفوظ ولكن بعد ثورة يوليو أهمل المبنى بشكل كبير وأغلق تمامًا.

ويوضح الدكتور أبو اليزيد، أن المتحف يضم  أربع قاعات بالدور الأرضي وفى الدور الثاني، وتم اختيار القطع والمجموعات المعروضة من متاحف عديدة مثل المتحف المصري والمتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي ومخازن وزارة الآثار.. فهناك 350 قطعة في العرض 350 قطعة بمخازن المتحف، فنحن نمتلك فقط 700 قطعة نسيج نادرة من العصور المختلفة ونختار من كل فترة قطعا لم تعرض من قبل، لكى يتم تجديد القطع بشكل مستمر.

ومن أهم القطع الموجودة لدينا “مئزر" الملك توت عنخ آمون وهو الجزء الذى  كان يرتديه في المنطقة السفلى من الجسم، وهناك قفاز نادر الصنع والشكل كانت ترتديه سيدات المجتمع في الدولة القديمة.

مفروشات العصر الفبطي

كما نمتلك عددا كبيرا من المفروشات والسرائر والفوط وأكياس المخدات من العصر القبطى، وهذه الجموعة تبهر من يشاهدها لما تتسم به من دقة وتنوع فى الألوان وشكل الغرزة.

وتُعد هناك مرتبة من الكتان مبطنة من الوبر الكثيف لتكون ناعمة أثناء النوم،  وقد لاحظنا شيئا لافتا للنظر وهو أن الأسرة كانت غير مزدوجة فهى لفرد واحد.

ويكشف الدكتور أبو اليزيد أسرارا أخرى، فيقول من الأشياء النادرة أيضًا وجود مجموعة من إيصالات من عدد المغاسل التى تم اكتشافها، وقطع عديدة من الشقفات الفخار والحجر باسم الشخص الذى يريد تنظيف ملابسه أو وجود رسم بعدد القطع التى يسلمها إلى المغسلة، لأنه كان هناك عدد كبير لا يعرف القراءة، فقد كان الملوك والأمراء لديهم مغاسل خاصة بقصورهم، وللعامة مغاسل أخرى بها موظف استقبال يسجل عدد القطع التى يتسلمها من ملابس مثل  “الشنديد أو المئزر” وكان الدفع من خلال تبادل السلع.

أول من عرف مساحيق الغسيل السائلة

كما عرفنا أيضًا أن المصريين القدماء أول الشعوب التي عرفت مساحيق الغسيل السائلة وأدوات التنظيف التي كانوا يصنعونها من ملح النطرون وبعض الزيوت النباتية لإزالة البقع. وكان المصري القديم لا يرتدى شيئا بالجزء العلوي وكان في الشتاء يرتدى نوعا من الكتان يتميز بكسوة من الوبر الثقيل.

وكان من المجموعات الجميلة بالمتحف جلباب لرجل يشبه موديلات فترة الأربعينيات، وأيضاً فستان نادر التفصيل وجد فى متاع جنائزي خاص بإحدى السيدات بالمقبرة الخاصة بها، فقد قامت هذه السيدة بتفصيل 12 فستانا لتأخذها معها في الحياة الأخرى عندما تعود، وهو مصنوع بطريقة البليسية و«الكشكشة»، وعندما درست طريقة صناعته تعرفنا على أن القماش يتعرض للبخار ويوضع عليه شىء ثقيل ليصبح بهذا الشكل.

تطورت صناعة الكتان 

ويوضح الدكتور أبو اليزيد: تطورت صناعة الكتان بشكل كبير لدى قدماء المصريين، فقد كانوا يأخذون عيدان الكتان بعد زراعتها ونضجها ثم يتم تجفيفها وفركها إلى أن تتحول لخيوط، لذلك كانت توجد بها فتحات بالنسيج.. كما توصلوا لصناعة النول فقد عرفنا ذلك من خلال طبق في مدينة تورين بإيطاليا يعود إلى منطقة نقادة مرسوم عليه نول منذ 4000 سنة قبل الميلاد، يدل على أنهم توصلوا لصناعة الملابس ويدل على أنه كانت هناك صناعة قائمة.متحف المتروبولتين  

كما توجد لدينا مجموعة من ملابس الأطفال، منها غطاء لرأس صبى من نسيج الكتان زين بعلامة "عنخ" الهيروغليفية رمز الحياة من الصوف الأحمر والأزرق.

ومن أهم قطع النسيج التى خرجت من مصر وذهبت إلى متحف المتروبولتين  ببريطانيا، فستان به إبداع فى الصناعة وتجسيم لجسد المرأة خصوصاً فى منطقة الخصر، فهو مصنوع من خامة نادرة به شبكة مشدودة تشبه الاستيك المطاط.

وكانت درجات الألوان تحدد بناء على لون البشرة فأصحاب البشرة البيضاء كانوا يميلون إلى ارتداء اللون الأبيض والألوان الهادئة، أما أصحاب البشرة الداكنة فيمليون إلى الألوان الصاخبة.

وكانت كل فترة زمنية ملابسها تتميز برموزها الخاصة بها، فالزى القبطى كان يتميز بوجود الصلبان على الملابس، وهناك قطع بها علامة الصليب المعكوف الذي استخدمه هتلر بعد ذلك كعلامة للنازية، كما نجد هناك النجمة الثمانية حول الصليب من القرن الرابع الميلادى وتم تكرارها فى الزخارف الإسلامية بشكل كبير فى القرن السادس .

وتوجد قطعة بها وجه يرمز للسيد المسيح وبجانبه الخروف، هى شعار المتحف الآن، وتعود تلك القطعة إلى العصر الأموي.

ويتنوع النسيج ببعض الزخارف النباتية التي تنتمي لعصور مختلفة ولكنها  انتشرت في العصر الإسلامي على الأكثر، لكن هناك بقايا لعدد من القطع لأن النسيج يتعرض بسهولة للتآكل لو لم يتم الحفاظ عليه، وهناك عدد من الفوط الحرير التى تميز بها العصر الإسلامي.

كما تميز الماهرون من صناع النسيج بوضع ما يشبه الماركة الآن على قطع مختلفة من الملابس، مثل الختم على الأكمام، أو شعار صناعة البلد الذى نسجت به فى ذلك الوقت.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرَّف على أسرار شارع المُعز من سبيل يسقى المارة إلى متحف نسيج عالمى تعرَّف على أسرار شارع المُعز من سبيل يسقى المارة إلى متحف نسيج عالمى



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 العرب اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
 العرب اليوم - مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 العرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه

GMT 23:53 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لتنسيق اللون الأسود في ديكور منزلك

GMT 14:20 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتنسيق الأحذية مع الأزياء المختلفة

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 12:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab