الحكم على جهادي مالي بالسجن 9 سنوات لتدميره أضرحة إسلامية
آخر تحديث GMT00:10:31
 العرب اليوم -

كشفت محاكمته أهمية اعتبار الاعتداء على التراث جريمة حرب

الحكم على جهادي مالي بالسجن 9 سنوات لتدميره أضرحة إسلامية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكم على جهادي مالي بالسجن 9 سنوات لتدميره أضرحة إسلامية

سجن الجهادي الإسلامي أحمد فقيه المهدي
تمبكتو ـ عادل جابر 

قرّرت المحكمة الجنائية الدولية سجن الجهادي الإسلامي، أحمد فقيه المهدي لمدة 9 سنوات وذلك لتدميره أضرحة إسلامية تاريخية في مدينة تمبكتو المالية.

وقال القاضي أن المهدي، وهو عضو في جماعة جهادية مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، قد ارتكب جريمة من جرائم الحرب في صيف عام 2012 وذلك عندما قام بتحطيم تسعة اضرحة دينية تم بناؤها منذ قرون.

وعلى الرغم من أن جريمة تدمير التراث الثقافي تصل عقوبتها إلي السجن لمدة 30 عاماُ، ولكن حصل المهدي على حكم مخفف بعد توصية المدعيين. وأشار القاضي إلى وجود أسباب دفعت المحكمة لاصدار حكم مخفف، منها اعتراف المتهم بذنبه والتعاون مع المدعيين واظهار الندم.

وكان المهدي قد اعترف خلال جلسة محاكمته الشهر الماضي بالتهم الموجهة اليه حول تدمير الأضرحة التاريخية، قائلاً: "اشعر بالأسف الشديد والألم العظيم، وأنا انصح المسلمين في جميع أنحاء العالم بعدم ارتكاب مثل هذه الأفعال لأنها لا تجلب الخير للبشرية"، وأضاف: "أود أن اطلب العفو من كل الناس في تمبكتو، أعدكم أن هذا كان أول وآخر فعل غير مشروع ارتكبه في حياتي"

ويعد المهدي، الذي كان يرأس "شرطة الأخلاق" في جماعة أنصار الدين التابعة لتنظيم "القاعدة"، أول متطرف اسلامي يتم محاكمته امام المحكمة الجنائية الدولية، كما يعد أول متهم يتم محاكمته لجرائم حرب تتعلّق بتدمير تراث ثقافي.

تم إعادة بناء الأضرحة التسعة المحطمة مرة اخرى بواسطة الجهات المانحة الأجنبية، كما تم إصلاح باب خاص بأحد المساجد المحلية القديمة. وتعد هذه الاضرحة جزءً من التراث العالمي المعترف بها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"

وقال القاضي أن المهدي كان مسؤولاُ عن الاعتداءات على الأضرحة بشكل مباشر، حيث أن جماعة أنصار الدين كانت تعتقد بأن تلك الأضرحة تنتهك الشريعة الإسلامية. وأوضح القاضي أن الجرائم ضد الممتلكات أقل خطورة من الجرائم ضد الأشخاص، ولكنه أشار إلى أن تمبكتو كانت رمزاً لنشر الإسلام في أفريقيا.

قامت قضية المهدي بالتركيز على أهمية اعتبار تدمير المعالم الثقافية كجريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية، وهذا ما يعكس الرغبة المتزايدة بضرورة تصدي القانون الدولي للهجمات المتعمّدة على التراث.في حين كانت القضية ضد المهدي هى الأولى من نوعها في المحكمة الجنائية الدولية، تعاملت الأمم المتحدة سابقاً مع الاعتداء على الثراث الثقافي باعتباره جريمة حرب وتحديداً بعد قصف مدينة دوبروفنيك الكرواتية والمعالم المعمارية في موستار البوسنية.
 
وتأتي هذه القضية وسط قلق متزايد بشأن مصير العديد من المعالم الثقافية والدينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أن العديد من المعابد والكنائس والمواقع الأثرية والمكتبات والمتاحف يتم مهاجمتها من قبل الإسلاميين الذين يعتبرون تلك المعالم وثنية.

ويعد تفجير تماثيل بوذا العملاقة في باميان الأفغانستانية من قبل طالبان في عام 2001 من بين أشهر الأمثلة على هذا الأمر، بالإضافة إلى تدمير الجهاديين لكنوز كالح العراقية وتدمر السورية.

ولا توجد محاكمات دولية لتلك الجرائم في العراق وسورية واليمن لأنها ليست أعضاء بالمحكمة الجنائية الدولية، ولذلك لا يمكن التصرف دون وجود تفويض محدد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي هذا العام، أقام الدبلوماسيين والسياسيين العديد من المؤتمرات والاجتماعات من أجل بحث كيفية الدفاع عن التراث الثقافي. وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند قد اعلن الأسبوع الماضي عن إنشاء شراكة بقيمة 100 مليون دولار مع دولة الإمارات وذلك لحماية المواقع الثقافية المهددة أو ترميم المعالم المتضررة.

كما ألقت محاكمة المهدي بمزيد من الضوء على الأحداث التي وقعت في تمبكتو خلال فترة احتلالها من قبل الجهاديين، حيث قاموا باعتقال وخطف الشابات المسلمات من أجل اجبارهن على الزواج أو استخدامهن كعبيد جنس من قبل المقاتلين الأجانب.

وقالت المدعية العامة بالمحكمة، فاتو بنسودة أن مكتبها لا يزال يحقّق في كثير من الجرائم، مؤكدة: "كانت هذه قضيتنا الأولى في مالي"، وقال المحامي الذي يدافع عن أكثر من 50 امرأة مالية، مايومبو كاسونجو انه يشك في صدق ندم  المهدي، مؤكداً على مسؤولية الجهادي المالي عن الاستعباد الجنسي والزواج القسري لهؤلاء النساء كونه كان رئيساً لشرطة الأخلاق.

ويعد المهدي، الذي تم اعتقاله في النيجر في عام 2014 عندما قامت القوات الفرنسية باعتراض قافلة جهادية، هو القائد الجهادي الوحيد في تمبكتو الذي تمت محاكمته.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكم على جهادي مالي بالسجن 9 سنوات لتدميره أضرحة إسلامية الحكم على جهادي مالي بالسجن 9 سنوات لتدميره أضرحة إسلامية



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab