ميادين الأولياء في القاهرة تجمع الآلاف لقضاء ليالي رمضان
آخر تحديث GMT03:01:53
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

في أجواء روحانية رقيقة في الشهر الكريم

"ميادين الأولياء" في القاهرة تجمع الآلاف لقضاء ليالي رمضان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ميادين الأولياء" في القاهرة تجمع الآلاف لقضاء ليالي رمضان

ميادين الأولياء في القاهرة
القاهرة- مينا جرجس

في ميادين الأولياء بمصر، تشعر بأن لشهر رمضان أجواء تختلف عن أي مكان آخر في العالم، تجد أن كل ما يميز الشهر الكريم من معالم تتوافر في هذه الأماكن، التي تُشعرك بنفحات الشهر الكريم في حضرة أولياء الله بدءً، من صوت الآذان والتراويح، مرورًا بباعة الفوانيس والمطاعم والمقاهي التي تسهر حتى الصباح وهي تكتظ بالمواطنين، الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب.

"العرب اليوم" قامت بزيارة إلى ميدانين من ميادين الأولياء هما ميدان الحسين بما يشمله من منطقة الأزهر، وميدان السيدة زينب، حيث توجد روح رمضان الحقيقية، التي تربط الحاضر الذي نعيشه بما تبقى من الزمن الجميل الذي كان رمضان يأتي ببشائره وروحانياته، التي بدأت تختفي تدريجياً.

ميادين الأولياء في القاهرة تجمع الآلاف لقضاء ليالي رمضان

وفي الحسين، المعروف بـ"قاهرة المعز"، توافد المئات على المنطقة الشهيرة التاريخية، التي تحوي مسجدًا تاريخيًا، باسم الإمام الحسين وبه ضريحه، الذي يأتيه الآلاف خصيصاً للتبرك به، فيما يصطف على مدخل المسجد العشرات يوميًا من الفقراء والمحتاجين الذين ينتظرون تبرعات الشهر الكريم من الآتين إلى حضرة "سيدنا الحسين" لتقديم النذور والصدقات.

وبجوار المسجد، يتواجد سرادق كبير يضم "حبايب الحسين" من الصوفيين، الذين يلتفون في حلقات ذكر ويتمايلون على أناشيد دينية ومقولة "الله..الله"، فيما يتواجد شيخ المشايخ على مقعده في وسط السرادق يستقبل الضيوف الذين يأتون للمعايدات بمناسبة الشهر الكريم، وفي خارج المسجد، تمتلئ طرقات منطقة الحسين وشوارعها الضيقة التي يتزاحم بها الصائمون كل عام، بالباعة الذين يعتبرون شهر رمضان موسمًا للحصول على الرزق والحسنات، من خلال مساعدة الصائمين في توفير احتياجاتهم للإفطار.

ورصدت "العرب اليوم"، تواجد شاب هزيل البنية، يغطي العطش وجهه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وعدم القدرة على تناول قطرات الماء، تتخبط خطواته، ويغطي التعب والإجهاد وجهه، إلا أن هذا لا يمنعه عن سعيه لبيع العصائر الرمضانية المحبوبة لدى المصريين خاصة في ساعات الإفطار، بمقولة "عصير رمضان يا بهوات.. الأذان على وشك النداء.. ساقع ومثلج ويروي عطش الصايمين".

ويقول محمد، بائع العصائر لـ"العرب اليوم"، إن الصائمين يتوافدون عليه لشراء العصائر الرمضانية وهو موسمه الذين يعشق العمل فيه كل عام، لافتًا إلى أن شهر رمضان له طقوسه وعادته الخاصة، وتشتهر منطقة الحسين باحتضان الباحثين عن الروحانية الرمضانية.

وعقب صدور صوت قرآن المغرب – ما قبل الإفطار- يبدأ المتواجدون في التدافع والبحث عن المحال والمطاعم التي توفر الإفطار، فضلاً عن أن الزحام الشديد يدفع المواطنين إلى النداء على بعضهم بصوت مرتفع حتى يسمع كل منهم الآخرين، نظرًا لتوافد العديد على الحسين والانتشار في شوارعه وطرقاته الضيقة، التي تجذب الآلاف يوميًا، خاصة في شهر رمضان الكريم. ولكن ما أن بدأ مسجد الإمام الحسين في بث آيات القرآن الكريم، حتى أصبح المكان أشبه بصحراء لا يوجد بها بشر.

ميادين الأولياء في القاهرة تجمع الآلاف لقضاء ليالي رمضان

ومع انتشار هذا الهدوء، إلا أن الأجواء الرمضانية لم تتوقف في منطقة الروحانيات الرمضانية -الحسين- حيث بدأت المحال التي تعرض الفوانيس الرمضانية، والياميش، والمكسرات، والعصائر، وأدوات الطقوس الرمضانية، في فتح أبوابها، حتى تحافظ على جمهورها من الراغبين في عيش الأجواء الروحانية التي يشهدها الشهر الكريم بصفة عامة، ومنطقة الحسين بصفة خاصة.

وعقب الإفطار، ساد الزحام من جديد، واكتظت المقاهي بالمواطنين، ويقول مصطفى حسن، الذي حضر مع أسرته لقضاء ليلة رمضانية لـ"مصر اليوم"، إن رمضان في الحسين شكل تاني ولذلك حضرت أنا وأسرتي لنشعر بأجوائه الجميلة التي بدأت تتضاءل تدريجياً في زمننا الحالي، وهو ما حرصنا عليه، وحتى أُشعر أولادي بعظمة بلدنا ونفحات الشهر الكريم، ويقول جمال علي، يعمل بأحد المقاهي، إن رمضان هو شهر الخير على منطقة الحسين، وهو الذي يعود فيه العمل مرة أخرى، بعد أن يتأثر طوال العام بقلة عدة السياح وتراجع السياحة، ولكن تعود المنطقة لريادتها من جديد في رمضان، ونعمل كثيرًا، حيث يتواجد الآلاف يومياً بمنطقة الحسين.

وفي منطقة السيدة زينب، تشعر وكأنك في سوق كبير لهدايا رمضان، حيث يتواجد العشرات من باعة الفوانيس والحلوى، يقدمون كل ما هو متعلق بروح رمضان، إذ يتواجد الفوانيس بمختلف أشكالها وأنواعها ما بين الصاج (القديم والشهير)، والخيامية والصيني، بجانب لعب الأطفال المرتبطة برمضان، فيما ينتشر "الكنفانية" – أي باعة الكنافة، وأصحاب المسامط، التي يفد إليها مواطنون من مختلف أرجاء مصر، لتناول وجبة إفطار في "مسامط السيدة".

ويقول عرفة- أحد أصحاب محال الكنافة- إن شهر رمضان هو شهر الخير بالنسبة لمنطقة السيدة، حيث يتواجد يومياً المئات من المواطنين، ونعمل بشكل أكبر في هذا الشهر، نظرًا لارتباط الكنافة بشهر رمضان باعتبارها إحدى علاماته المميزة، ويقول "عم إبراهيم"، صاحب مسمط: "نعمل في شهر رمضان أكثر من أي وقت آخر، فوجبات الإفطار في المسامط إحدى علامات الشهر الكريم التي اعتدنا عليها سنوياً، ونسعى للحفاظ عليها وتوريثها لأولادنا."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميادين الأولياء في القاهرة تجمع الآلاف لقضاء ليالي رمضان ميادين الأولياء في القاهرة تجمع الآلاف لقضاء ليالي رمضان



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab