أحيطت الزيارة، التي قام بها وفد خليجي، الخميس، للعاصمة صنعاء، بتكتم شديد من طرف السلطات الرسمية اليمنية، والتي جاءت بعد يومين على مقترح عُماني، يتضمن مبادرة خليجية ثانية أو تكميلية، لإنهاء الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، منذ ثلاثة أعوام، فيما تجري دول الخليج مشاورات لبحث بديل للرئيس هادي، ضمن مبادرة خليجية جديدة.
وأكّد وزير الشؤون الخارجية العُماني، في تصريحات صحافية، أنّ "الوضع في اليمن بات يتطلب مبادرة خليجية ثانية، أو تكميلية للمبادرة الأولى، لاستيعاب المتغيرات الجديدة".
ووصل وفد يتكون من 19 شخصية، الخميس، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، برئاسة رئيس جهاز الاتصالات العامة في سلطنة عُمان سنان الهلالي، وعقد مع الرئيس هادي اجتماعًا مغلقًا استمر لساعات.
وكشفت مصادر مطلعة، لـ"العرب اليوم"، أنَّ "الوفد العماني السعودي، الذي اجتمع مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، طرح عليه مقترح التنحي عن السلطة، كشرط رئيسي يمكن للوسطاء الخليجيين إقناع الأطراف السياسية في اليمن بالقبول بمبادرة خليجية ثانية، لكن هادي رفض المقترح، مما دفع الوفد إلى مغادرة اليمن فورًا".
وأضافت أنَّ "الوفد وصل الساعة العاشرة والنصف من صباح الخميس، وكان في استقباله بعض المسؤولين في الرئاسة اليمنية، وتم نقله لمقابلة الرئيس هادي، وغادر العاصمة، بعد ثلاث ساعات".
وأشارت إلى أنه "تضمن اللقاء نقاشًا في شأن تطوّرات الوضع في اليمن، ودراسة أي تدخل خليجي".
وفي سياق متصل، التقى وزير الخارجية عبدالله محمد الصايدي، الجمعة، في إطار مشاركته في منتدى "صير بني ياس" الخامس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتيمان، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس.
وأبرزت مصادر إعلاميّة يمنيّة أنَّ "الحديث ركز على أهمية تقديم المجتمع الدولي للمساعدات التنموية والاقتصادية لليمن، في هذا الظرف الحرج"، لافتة إلى أنَّ "المسؤولين الأمميين عبرا عن استعدادهما لحث الدول المانحة، لاسيما دول الجوار، على تقديم الدعم الضروري للجمهورية اليمنية، تجنبًا لمزيد من تردٍ في الأوضاع الاقتصادية".
يذكر أنَّ الأطراف السياسية اليمنية وقعت، في 21 أيلول/سبتمبر الماضي، اتفاق "السلم والشراكة"، بمشاركة جماعة أنصار الله "الحوثيين"، والذي تضمن تشكيل حكومة وتخفيض أسعار الوقود.
وأعلن مسؤول خليجي، في وقت سابق، أنَّ "مشاورات جرت لبحث بديل للرئيس هادي، ضمن مبادرة خليجية جديدة، لإعادة الحياة السياسية في اليمن إلى مسار الانتقال السلس للسلطة".
وتشهد اليمن تطورات في الأوضاع الأمنية والاقتصادية، حيث سيطر المتمردون "الحوثيون" على العاصمة صنعاء، ومحافظتي الحديدة وحجة، غرب البلاد، ومحافظتي ذمار والبيضاء جنوب غربي البلاد، ومحافظة إب وسط اليمن، والجوف وعمران وصعدة (المعقل الرئيس للحركة).
ويتّهم مسؤولون يمنيون، وعواصم عربية وغربية، إيران، بدعم "الحوثيين" بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في دول عدّة من المنطقة، بين إيران والسعودية، جارة اليمن، فيما زعم مسؤولون في اليمن أنَّ الرئيس هادي ووزير دفاعه سهلا لـ"الحوثيين" السيطرة على المدن واقتحام المقرات الحكومية والأمنية، بغية أضعاف خصومهما، الذين شكلوا عائقًا أمام قرارته، ومعيقين للعمل السياسي في اليمن، من بينهم زعيم قبيلة "حاشد" كبرى القبائل اليمنية، الذي تم تهجيره من عمران بعد صراع دام لشهور مع "الحوثيين"، والجنرال علي محسن الأحمر، قائد ما كان يعرف بـ"قوات الفرقة الأولى مدرع"، التي خاضت حروبًا ستة ضد "الحوثيين".
وتستغل الجماعات المسلحة ضعف الحكومة المركزية في صنعاء في مهاجمة مواقع حكومية ونهبها في مناطق مختلفة من البلاد، ومن بين تلك الجماعات "القاعدة"، و"الحوثيين"، وجماعات قبلية.
أرسل تعليقك