صنعاء - عبد العزيز المعرس
دعا وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي، "الحوثيين" إلى تسليم كل المؤسسات الحكومية والالتزام باتفاق "السلم والشراكة"، في الوقت الذي سيطرت فيه الجماعة على مجمع حكومي ومنزل مسؤول رفيع في الجيش، فيما تستعد لاقتحام محافظة تعز كبرى المحافظات اليمنية.
وكان المسلحون "الحوثيين" سيطروا على عدد من المؤسسات الحكومية في مدينة القاعدة ومركز مديرية السياني، وعدد من مكاتبها الحكومية دون أي مقاومة تذكر من قبل قوات الجيش والشرطة بالإضافة إلى اقتحام منزل الناطق الرسمي باسم الفرقة الأولى مدرع المنحلة سابقًا العميد عسكر زعيل.
وأكد الصبيحي أثناء زيارته محور عتق في محافظة شبوة جنوب البلاد برفقة عدد من القيادات العسكرية والأمنية الكبيرة، أنَّ "اتفاق السلم والشراكة يعطي جماعة "الحوثي" حقًا لهم، وعليهم واجب تسليم كل مؤسسات الدولة للحكومة والمسؤولين القائمين عليها".
وشدَّد على أنَّ العاصمة صنعاء تعرضت لهزة قوية بعد دخول "الحوثيين" إليها في أيلول / سبتمبر الماضي، مشيرًا إلى أنَّها تعرضت للإهانة للمرة الأولى في تاريخها، بسبب عدم الدفاع عن الشرف العسكري، مضيفًا "للأسف وجدنا بعض المعسكرات عليها حراسات من مسلحي الحوثيين، ووجدنا الكثير من الوزارات لا يستطيع أحد أن يديرها بسبب وجودهم، كم يحز في النفس أن أرى طقمًا عسكريًا تفتشه لجان شعبية وهذا لم يحصل في كل جيوش العالم".
وبعد أسابيع من سيطرة جماعة "أنصار الله" المعروفة باسم "الحوثيين" على مدينة إب وسط اليمن، تستعد الجماعة لاقتحام مدينة تعز، التي استعصت على الحوثيين من دخولها بعد تهديدات أعلنها أبناء المدينة بمواجهة "الحوثيين" في حال فكروا في اقتحامها عسكريًا.
وتفيد الأنباء الواردة من محافظة إب، أنَّ المسلحين "الحوثيين" انتشروا في مدينة القاعدة، وشكلوا نقاط أمنية في مداخل المدينة ومخارجها وبسطوا سيطرتهم على مركز مديرية القاعدة التابع لمديرية ذي السفال، حيث أفاد سكان محليون، بأنَّ المسلحين "الحوثيين"، طلبوا من حارس منزل العميد عسكر زعيل تسليم البيت، وسيطروا عليه، لافتين إلى عزم عناصر الحوثي تفجير منزل زعيل، كما حدث مع الكثير من منازل المناوئين للجماعة سابقًا.
ومن غير المستبعد، أن تهاجم جماعة الحوثي تعز، خصوصًا بعد وصول المشرف العام للجماعة في مدينة إب، أبو محمد الطاووس، وتعيين لجان ثورية في المحافظة برئاسة خالد السياغي، وهو ما يعني أنَّ الجماعة أحكمت قبضتها ورتبت وضعها الأمني في مدينة إب، الأمر الذي يدعوها لمواصلة تمددها نحو محافظة تعز.
وحسب المراقبين، فإنَّ دخول الحوثيين تعز، يُعد نهاية مشوار إكمال سيطرتهم على جميع المحافظات التي كانت تشكل دولة شمال اليمن قبل الوحدة بين الشطرين عام 1990، باستثناء محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، وأجزاء من محافظة شبوة على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وبسيطرة الحوثيين على تعز، تكون الجماعة قد أحكمت قبضتها على مضيق باب المندب الذي يتبع إداريًا مديرية ذباب، بالإضافة إلى سيطرتهم على ميناء المخا التاريخي.
أرسل تعليقك