عبَّر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قلقه الشديد من رؤية المفاوضات السورية قد علقت في جنيف من طرف المعارضة، لافتاً الى أن ذلك "يعني أن الهدنة قد تُخرق بين لحظة وأخرى، وهذا يعني بدء القتال والقصف الجوي من جديد، ما سيزيد من معاناة المدنيين وويلات أخرى بفعل هذه الحرب".
كلام الرئيس الفرنسي جاء في عمَّان حيث التقى اليوم الثلاثاء، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في بداية زيارة رسمية يجريها للمملكة الاردنية، المحطة الثالثة والأخيرة من جولته الشرق أوسطية التي شملت لبنان ومصر، داعياً إلى إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية.
وقال بيان للديوان الملكي، إن "القمة الأردنية الفرنسية تناولت جهود محاربة الإرهاب وعصاباته، ومستجدات الأزمة السورية، وتطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة، وجهود إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ أبريل/نيسان 2014".
وفي كلمة ترحيبية، أكد العاهل الأردني أن "الزيارة تشكل خطوة مهمة في سبيل تعزيز العلاقات الوثيقة بين بلدينا، والتي هي راسخة وتاريخية، ليس في المجال السياسي فحسب، بل أيضاً في جوانب التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني".
وقال وفقاً للبيان نفسه: "يسرنا جداً وجودكم معنا هنا اليوم، حيث نشهد توقيع اتفاقيات مهمة بين بلدينا، والتي تعد مؤشراً آخر على سعينا المشترك لتعزيز علاقاتنا الثنائية". وأضاف أن "منطقة الشرق الأوسط تشهد تحديات كبيرة، ولكننا وفي كل مرة، نرى فرنسا تمارس دوراً قيادياً مميزاً، وإن مواصلتنا تنسيق مواقفنا حيال مختلف الأمور يثبت دفء ومتانة العلاقات بين بلدينا".
بدوره، أشار الرئيس الفرنسي إلى أهمية إيجاد حلول سياسية لمختلف التحديات، مبيناً بالقول: "لقد جئت اليوم من مصر، حيث ناقشنا تطورات الوضع في ليبيا، ونحن في الأردن الآن، مدركين تماماً أهمية مباحثات جنيف، ومن المقلق للغاية أن نرى المفاوضات وقد أُجلت هناك (من طرف المعارضة)، ما يعني أن الهدنة قد تُخرق بين لحظة وأخرى، وهذا يعني بدء القتال والقصف الجوي من جديد، ما سيزيد من معاناة المدنيين وويلات أخرى بفعل هذه الحرب، وبالتالي يضيع الأمل. وعليه، فإن علينا فعلاً إيجاد حلول سياسية، وهذا هو أحد أسباب وجودي بينكم اليوم".
وشهد الملك عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة الأردنية والوكالة الفرنسية للإنماء للأعوام (2016- 2018)، وقعها عن الجانب الأردني، وزير التخطيط والتعاون الدولي، عماد فاخوري، وعن الجانب الفرنسي، نائب المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية، جاك موانفيل، والسفير الفرنسي في عمان ديفيد بيرتولوتي.
ووُقعت مذكرة تفاهم بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي وشركة "إيجس" الفرنسية لإعداد مشروع برنامج فاقد المياه وإدارة الأصول في محافظات الشمال في الأردن، وقعها عن الجانب الأردني وزير التخطيط والتعاون الدولي، وعن الجانب الفرنسي الرئيس التنفيذي للشركة، نيكولاس غاشيت، وأمين عام وزارة المالية الفرنسية الدكتور توماس شتيفن.
كما جرى توقيع ملحق لبروتوكول التعاون، الذي وقع في 4 مايو/أيار 2009 بين وزارتي العدل في البلدين، وقعه عن الجانب الأردني وزير العدل بسام التلهوني، وعن الجانب الفرنسي السفير الفرنسي، ديفيد بيرتولوتي.
من جهته، سلّم أمين عمان عقل بلتاجي الرئيس الفرنسي "مفتاح عمان" والذي يعد دلالة رمزية على الهوية التاريخية والتراثية والسياحية المميزة للعاصمة الأردنية.
وفي إطار زيارته للمملكة، شارك الرئيس الفرنسي يرافقه رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور في منتدى الأعمال الأردني الفرنسي، والذي عُقد في غرفة تجارة عمان وسط العاصمة الأردنية.
أرسل تعليقك