هادي يعترف بخيانة كانت وراء سقوط صنعاء بعد يومين من توقيع الاتفاق
آخر تحديث GMT10:19:55
 العرب اليوم -

مستشار الرئيس يؤكد وجود مؤامرة وراءها أنصار صالح

هادي يعترف بخيانة كانت وراء سقوط صنعاء بعد يومين من توقيع الاتفاق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هادي يعترف بخيانة كانت وراء سقوط صنعاء بعد يومين من توقيع الاتفاق

عناصر من الحوثيين في العاصمة اليمينة صنعاء
صنعاء - عبدالعزيز المعرس

اعترف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بأنَّ ما حدث من اجتياح أنصار عبد الملك الحوثي للعاصمة صنعاء، هو نتيجة مؤامرة وغدر، تعرَّضت له البلاد، من الداخل والخارج تفوق التصورات. واصفًا الاجتياح الحوثي بأنَّه كان قاسيًا، مؤكدًا تحمله المسؤولية عما حدث.

وأشار هادي إلى أنَّه ورث دولة مفككة يتجذر فيها الفساد، وأنَّه جلس منذ عامين على كرسي من نار، محاولًا إطفاء الحرائق والنيران من حوله.

في حين أعلن الحوثي زعيم الحركة المتمردة "انتصار الثورة" بعد أن سيطر أنصاره بشكل شبه تام على صنعاء، في خطاب ألقاه ونُقل عبر شاشات عملاقة أمام مؤيديه في وسط العاصمة اليمنية.

وتحدّث الحوثي أمام أنصاره قائلًا "نبارك لشعبنا انتصار ثورته الشعبية التي أسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف في اليمن"، مؤكدًا أنَّه "انتصار لكل الشعب وكل مكوناته"، كما عدَّ اتفاق السلام الذي وقّعت عليه جماعته، التي تتخذ اسم "أنصار الله"، يُشكّل "صيغة سياسية جديدة" للبلاد.

وشكر الجيش الذي "رفض قمع الثوار"، وذلك في إشارة إلى عدم مواجهة الجيش للحوثيين أثناء سيطرتهم على صنعاء يوم الأحد الماضي. إلا أنَّه أكد عدم وجود أي توجُّه للثأر، مشيرًا إلى أنَّ اليد ممدودة إلى خصومه في "التجمع اليمني للإصلاح"، وهو الحزب الإسلامي القريب من الإخوان المسلمين "لسنا في وارد الثأر أو الانتقام".

وطالب الحوثي من خصومه السياسيين المشاركة في الحياة السياسية بدلًا من الإقصاء، مضيفًا "أيدينا ممدودة للسلام والتفاهم، وكحزب يمكن له أن يعيد لحمته مع الشعب ومع هذه الثورة المباركة من خلال هذا الاتفاق، اتفاق الشراكة الوطنية". إلا أنَّه أكد في الوقت نفسه عزمه تحويل مقر عدوه اللواء علي محسن الأحمر في شمال صنعاء إلى حديقة.

وأكد أنَّه من الممكن "تحويل الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة باسم 21 أيلول/ سبتمبر"، في إشارة إلى تاريخ السيطرة على صنعاء وعلى هذا المقر وباقي المقار العسكرية المهمة في العاصمة.

و شدَّد في كلمته على ضرورة رفع "المظلومية" عن الجنوبيين والتوصل إلى حل لقضية الجنوب، حيث ينشط حراك مطالب بالانفصال عن الشمال. مؤكدًا إعادة اللحمة الوطنية بحل القضية الجنوبية، مضيفا إنَّ "إخوتنا في الجنوب متضررون ومظلومون، والكل مؤمن بمظلوميتهم، وحتى الآن لم يتلقوا الإنصاف ولم تتحقق لهم العدالة".


يُذكر أنَّ الآلاف من أنصار الحركة المتمردة شاركوا في مسيرة للاحتفال بانتصارهم في صنعاء أمس الأربعاء، ولكن الرئيس عبد ربه منصور هادي قال في كلمة له إنَّ العاصمة "لن تسقط"، بعد 48 ساعة من توقيع اتفاق الشراكة، الذي آلت بموجبه الكلمة العليا إلى الحوثيين.

واجتمع الرئيس اليمني بمجالس النواب والشورى والوزراء في دار الرئاسة في صنعاء، موضحًا أنَّ ما جرى في صنعاء، أخيرًا، عبارة عن مؤامرة يقف وراءها جهات عدة. مضيفًا "أدرك أنكم جميعًا تشعرون بالصدمة مما حدث ومن تسليم بعض مؤسسات الدولة ووحدات الجيش بالصورة التي شاهدناها، ولكن عليكم أن تعرفوا أيضًا أنَّ المؤامرة كانت فوق التصور وأننا طُعِنَّا وغُدِرنا، إنها مؤامرة تعدَّت حدود الوطن".

وأضاف هادي "تحالفت فيها قوى كثيرة من أصحاب المصالح التي فقدت سلطتها أو من الذين جعلتهم ثاراتهم الشخصية يثأرون من الوطن قبل ثأرهم من الأشخاص ومن الانتهازيين الذين نراهم في كل فاجعة يأكلون من كبد هذا الوطن".

وتابع هادي "مع الأسف، إنَّه موقف اختلطت فيه الأمور على قطاع كبير من البسطاء والأتقياء من أبناء هذا الوطن الذين دفعهم طول المعاناة ووطأتها وضبابية المرحلة واستقطاباتها وضراوة الحملات الإعلامية وشراستها وقبل كل ذلك، تقصيرنا كدولة وضعف وانتهازية بعض منا بالدفع بهم للذهاب والتخندق في الموقف الذي لا يُعبِّر صدقًا عن حقيقة تطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم في الدولة المدنية الحديثة"

واعتبر الرئيس اليمني ما حدث في صنعاء من اجتياح حوثي  بالصدمة القاسية، قائلًا "كان عملًا قاسيًا، ولا يمكن لأي عبارات أو لوم أو تهرب من المسؤولية أن يعبر عن قساوة وصعوبة ما حدث، وما أسهل أن نقوم فقط بذلك! وما أصعب أن نقرر جميعًا أن نتحمل المسؤولية في هذا الظرف الذي يحتاج منا جميعًا أن نتوحد وأن نتماسك لندافع عن حلمنا الذي حكناه وصغناه معًا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، حلم الشعب في الحياة الكريمة وفي الدولة العادلة الرشيدة وفي المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية".

وخاطب هادي الحاضرين والشعب اليمني "لا بدَّ أن أشير وأكرر إلى أنَّني عندما تسلَّمتُ الدولة في عام 2012 لم أتسلَّم منها إلا شبه دولة لسلطة متفككة، ومؤسسات متغولة في الفساد، وجيش منقسم الولاءات، ومحافظات عدة خارج سيطرة الدولة ولم يكن من الممكن أن يجري تغيير كل هذا في عامين قضيتها بإطفاء الأزمات ومحاولة تحقيق التوافقات وبتجنيب البلاد الحروب قدر ما استطعت".

واعترف هادي بأنَّ "الكرسي الذي أجلس عليه لم يكن أبدًا وجاهة ولا منصبًا، بل كان كرسيًا من نار، وأمانة ثقيلة أجمعتم في مرحلة معينة على تكليفي إياها، ولن أنسى أبدًا المسنين والعجائز الذين ذهبوا بين السواتر الترابية والمتاريس تحت إطلاق النار لانتخابي، ليس لشيء إلا بحثا عن الأمن والاستقرار والدولة المدنية". مجدِّدًا التزام الدولة اليمنية بتنفيذ كل بنود الاتفاق الموقع من أجل السلم والشراكة مع الحوثيين والأطراف كافة في الساحة اليمنية.


وفي سياق متصل، أكد مستشار الرئيس اليمني فارس السقاف لـصحيفة "الشرق الأوسط"، أنَّ "التقييم الأولي لتنفيذ الاتفاق أنَّه يسير بشكل جيد، وأستطيع القول إنَّ وقف إطلاق النار تم منذ ليلة التوقيع على الاتفاق، والآن نحن بصدد تنفيذ بقية البنود، وطبعًا أول هذه البنود تكليف من يرأس الحكومة، وأيضًا تعيين مستشاري الرئيس (من أنصار الله والحراك الجنوبي السلمي)، وبعد ذلك فض الاعتصام تدريجيًا". مضيفًا "أعتقد أنَّ الهدوء عاد إلى العاصمة صنعاء، ويتم تسليم المقار الحكومية التي تمَّت محاصرتها والترتيبات جارية لإتمام الاتفاق".

وحول الخطوات التي جرت عقب التوقيع، المتمثلة في محاصرة واقتحام عدد من منازل الشخصيات البارزة في الدولة أو على مستوى الساحة اليمنية، يقول مستشار الرئيس اليمني إنَّ "هذه عملية خاطئة وانتقامية لا تولد سوى المشاكل والثارات، وأعتقد أنَّ الإخوة الحوثيين، أدركوا أنَّ هذه أخطاء وتلافوا الكثير مما وقع"، وأضاف "نحن نقول إذا كانت هناك أي قضايا فيمكن أن تحال إلى القضاء، وهناك إجراءات يجب أن تتبع، ولا نريد للفوضى أن تعم أو الانتقامات، لأنَّ الانتقام يجر انتقامًا والدم يجر دمًا، وأعتقد أنَّ الإخوة في جماعة "أنصار الله" يدركون ذلك ومقتنعون بهذا الأمر".

وحول حديث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأنَّ ما يجري مؤامرة خارجية، أوضح السقاف أنَّها "مؤامرة داخلية من أنَّها قد تكون خصومات النظام السابق وبقاياه الذين يقاومون التغيير ولا يرون أنَّه يسير في مصلحتهم والذين هم ضد عملية التسوية السياسية"، مردفًا أنَّ المؤامرة إذا كانت خارجية "فهي إقليمية تتحالف مع الحوثيين، وعلى كل حال الحديث الآن عن النقد واللوم والشكوى، كما قال الرئيس في خطابه يجب أن نتجاوزه ونلتفت الآن إلى المستقبل ونمضي في التسوية السياسية، ونحن الآن نريد أن نمضي والتغيير لم يجر تقبله من بعض القوى التي كانت في الحكم، وحركة الحوثيين فرضت نفسها بالقوة، والآن نريد أن نعيدها إلى مسارها الصحيح بأن تكون ضمن العملية السياسية".

وتشهد الأوضاع الميدانية في صنعاء هدوءًا حذرًا في ظل استمرار سيطرة الحوثيين على معظم مؤسسات الدولة بذريعة حمايتها من النهب والسلب، ومن المفترض أن يجري تسليم هذه المؤسسات إلى قوات عسكرية متخصصة في ضوء الاتفاق المبرم بين الطرفين، غير أنَّ الحوثيين، كما يقول بعض المراقبين، يحشرون أنفهم في كل التفاصيل، حتى فيما يتعلق بتسيير حركة المرور داخل العاصمة التي شهدت حركة نزوح كبيرة لعدد من السكان من داخلها باتجاه الأرياف خشية تردي الأوضاع.

ورحَّب عدد من الأطراف الدولية والإقليمية باتفاق السلم والشراكة في صنعاء، بينها إيران وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وقبل ذلك مجلس التعاون الخليجي، وحسب مصادر دبلوماسية في صنعاء فإنَّ هذه الأطراف "تتطلع إلى الالتزام بتنفيذ الاتفاق دون خروقات ودون تلكؤ أو مبررات واهية، لأنَّ أي طرف يعمل على ذلك لن يكون في مصلحته"، حسب تعبير تلك المصادر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هادي يعترف بخيانة كانت وراء سقوط صنعاء بعد يومين من توقيع الاتفاق هادي يعترف بخيانة كانت وراء سقوط صنعاء بعد يومين من توقيع الاتفاق



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:35 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

زلزال بقوة 3.6 درجة يضرب سوريا

GMT 08:20 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ارتفاع حصيلة قتلى القطاع الصي في غزة

GMT 10:24 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

زلزال بقوة 4.2 درجات يضرب غرب باكستان

GMT 01:04 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab