أثارت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع إلى سوق محاني يهودا،
جدلًا كبيرًا في الأوساط الإعلامية في إسرائيل، خصوصًا بعد أن نشرت حملته الانتخابية مجموعة من صور الحدث.
وصرّحت مصادر من داخل الحملة أن المخاوف الأمنية حالت دون دعوة الإعلاميين للمشاركة في زيارة نتنياهو إلى السوق، واعتبر معلقون أن السوق يعتبر المعقل التقليدي لدعم "الليكود" المحافظ، في الوقت الذي كان نتنياهو قلقًا من تعرضه للمضايقات.
وكشفت معظم استطلاعات الرأي الأخيرة، الجمعة، عن أنّ حزب "الليكود" يتتبع منافسه الرئيسي، "الاتحاد الصهيوني"، برئاسة زعيم حزب "العمال" إسحاق هرتسوغ ونائبته، تسيبي ليفني.
واتفق هرتسوغ وليفني على تقسيم مدة الـ 4 أعوام في منصب رئيس الوزراء, في حال فاز التيار في الانتخاب، إذ سيشغل هرتسوغ المنصب لعامين وتليه ليفني بعد ذلك.
وأكد نتنياهو، في تصريحات للقناة الثانية الإسرائلية ليلة الخميس، "إذا لم نسد الفجوة في الأيام القليلة المقبلة، فسيكون هناك بالفعل خطر من أن تصبح تسيبي ليفني وبوجي هيرتسوغ رؤساء الوزراء المقبلين".
وأبرز محللون سياسيون أن اتساع الفجوة في استطلاعات الرأي تعني أن حملة الاتحاد الصهيوني ستواصل عملها بشكل كبير، أو تخلق درجة من الرضا عن اليسار مع تحفيز أنصار "الليكود" المحبطين لتجديد دعمهم لنتنياهو.
وبالإضافة إلى ذلك، في ظل نظام التعددية الحزبية في إسرائيل، ليس بالضرورة أن يكون الفائز في الانتخابات هو زعيم أكبر حزب ولديه أفضل فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية من شأنها قيادة ما لا يقل عن 61 مقعدًا من 120 مقعد في "الكنيست", ويعتبر نتنياهو أنه لديه الكثير من الذين يعتبرهم "شركاء طبيعيين" لتشكيل حكومته, وفي أي حال، يبدو أن الحملة العامة قد تتحول ضد نتنياهو.
وكشفت استطلاعات الرأي التي نشرت الجمعة، عن توقعات بفوز الاتحاد الصهيوني بأربعة مقاعد في "الكنيست" على "الليكود ", ووجد استطلاع "معاريف" أن 72% من الإسرائيليين يعتقدون أن بلادهم في حاجة إلى تغيير الاتجاه.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه "راديو إسرائيل" ريادة الاتحاد الصهيوني.
وبرز هرتسوغ كمرشح ذات مصداقية متزايدة في منصب رئيس الوزراء في الأسابيع الاخيرة، مستفيدًا إلى حد كبير من فشل نتنياهو في معالجة الأزمات اليومية لملايين الإسرائيليين, مثل غلاء المعيشة ونقص المساكن ذات الأسعار المعقولة.
وركز نتنياهو على مؤهلاته كزعيم قوي والأقدر على حماية الإسرائيليين من التهديد النووي المحتمل من إيران وغيرها من الأعداء.
ولكن حتى على الصعيد الأمني، وجد نتنياهو نفسه في تحد مع منتقديه الذين اتهموه بتمزيق علاقات إسرائيل مع حليفتها الأكثر أهمية، وهي الولايات المتحدة، وذلك بشأن القضية الإيرانية.
وقال الرئيس السابق لجهاز "الموساد", شبتاي شافيت، في بيان وجهه إلى نتنياهو "أنت وأنت وحدك حولت الولايات المتحدة من حليف إلى عدو."
وخرج أيضًا رئيس "الموساد" المتقاعد، مئير داغان، من الظل في مهمة لإسقاط نتنياهو, ففي تجمع للمعارضة شارك فيه عشرات الآلاف من الناس في تل أبيب ليلة السبت ، أسر داغان، الجمهور من خلال تقديم خطاب, باكيًا. وصرح أمام الحشد أن إسرائيل محاطة بالأعداء, وأضاف: "هم أعداء لا يخيفوني, ولكني قلق بشأن قيادتنا, أما الأكثر رعبًا هو عدم وجود رؤية وعدم وجود اتجاه في القيادة المثالية".
واعترف نتنياهو أنه ارتكب أخطاء لأنه لم يقم بما يكفي للسيطرة على تكاليف المعيشة، ووعد بتوفير عدد كبير من الشقق لإسرائيل إذا أعيد انتخابه.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها حملة "الليكود" لتجنب الانتقاد العلني لنتنياهو خلال زيارته إلى سوق محانيه يهودا، تمكن بائع واحد من تسجيل احتجاج شخصي, جلس نتنياهو في مقهى وطلب قهوة، ودفع له 100 شيكل، أو حوالي 25 دولارًا.
وقال صاحب المقهى في وقت لاحق للتلفزيون الإسرائيلي انه أعطاه 87 شيكل مرة أخرى وكانت في صورة نقود صغيرة لتذكيره أنه في الوقت الذي يتحدث فيه عن إيران، فنحن أصحاب الأعمال المستقلة في البلاد، نعاني الصعوبات اليومية عن طريق الحصول حتى على "الفكة الصغيرة".
أرسل تعليقك