أكّد مدير الطب العدلي الفلسطيني الدكتور صابر العالول، صباح الخميس، أنَّ وفاة الوزير زياد أبو عين جاءت "إصابية المنشأ"، وليست وفاة طبيعية، فيما أبرز وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ أنه لا مجال للشك بأنّ الاحتلال هو المسؤول الأول عن استشهاد الوزير المناضل.
وانطلقت مراسم تشييع جثمان الشهيد الوزير زياد أبو عين، صباح الخميس، من مجمع رام الله الطبي، عند الساعة العاشرة صباحًا، لإلقاء نظرة الوداع على الشهيد، قبل نقله إلى مقر الرئاسة الفلسطينية، حيث سيسجى جثمانه هناك، بحضور الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، ومن ثم ينقل في مراسم رسمية وشعبية إلى مثواه الأخير، في مقبرة الشهداء، في البيرة.
وبيّن العالول، في مؤتمر صحافي عقد في مجلس الوزراء في رام الله، الخميس، أنّ "النتائج الأولية التي خرجت عن اللجنة الطبية الشرعية المكلّفة من النائب العام، تبيّن أن أبو عين تعرض لتضيق في الشريان التاجي، مصحوبًا بنزف للبطانة الداخلية، من علامات الضغط التي تصاحب حالات الكرب والشدة".
وأفاد التقرير الطبي بأنّ "أبوعين تعرض لكسر في الأسنان، وظهرت عليه علامات في اللسان، وكدمات في العنق من الجهتين اليمنى واليسرى، وكدمات في الغضروف الدرقي، وأن النتائج أثبتت وجود آثار للغاز".
من جهته، أكّد وزير الصحة الدكتور جواد عواد أنّه "شارك في التشريح الطبيب الأردني مؤمن الحديدي، والطبيب قيس الخصوصي، وطبيب إسرائيلي رفض التوقيع على تقرير الوفاة النهائي، بحجة عدم كتابته باللغة العبرية".
وأعلن الناطق باسم الحكومة إيهاب بسيسو، "بالأمس حمّلنا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اغتيال الوزير زياد أبو عين، واليوم بناء على نتائج التحقيق نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية قتل زياد أبو عين".
وفي السياق ذاته، أعلن وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون، الخميس، أنّ الحادث قيد التحقيق، مقدمًا اعتذاره وأسفه وتعازيه للسلطة الفلسطينية ولعائلة الشهيد أبو عين، مضيفًا "سنجري تحقيقا مشتركًا"، ومبرزًا أنَّ "التعاون الأمني مسألة مهمة للطرفين، ولذلك سنستمر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية".
وأشار ضابط كبير في جيش الاحتلال، إلى أنّ "التحقيق ما زال جاريًا، ولا يعرف إن كان أبو عين تعرض للخنق من طرف جندي، أم أنه قام بدفعه"، مبيّنًا أنّه "تم طلب المواد المصورة كافة، للاستعانة بها في التحقيق".
وكشف الشيخ، أنّ "الطبيب الإسرائيلي الذي شارك في عملية التشريح التي جرت في معهد الطب الشرعي في أبو ديس، شرق القدس المحتلة، بمشاركة أطباء أردنيين، وافق على نتائج عملية التشريح، لكنه رفض التوقيع عليها".
وفي سياق متصل، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية، الخميس، بالحفاظ على الهدوء، ومنع انهيار الأوضاع، جراء وقف التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وجيش الاحتلال، عقب استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير زياد أبو عين.
وأعلن مكتب نتنياهو، في بيان صحافي، أنّ "الأخير بعث رسالة إلى السلطة الفلسطينية، بواسطة مبعوثه الخاص المحامي يتسحاك مولخو، وأكّد أنَّ إسرائيل تحقق في ظروف وفاة أبو عين".
وأضاف أنَّ "نتنياهو يقوم بمشاورات أمنية على مدار الساعة، الخميس، مؤكدًا الحاجة إلى تهدئة الأوضاع، كون التهدئة هي في مصلحة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".
وعقد مجلس الوزراء الفلسطيني، في تمام الساعة العاشرة من صباح الخميس، اجتماعًا طارئًا، لبحث آخر المستجدات في قضية الشهيد زياد أبو عين، الذي من المقرر أن يعلن عن نتائج تشريح جثمانه، الخميس.
وكان الرئيس محمود عباس قد اعتبر ما حدث للوزير أبو عين "جريمة بربرية"، معلنًا الحداد ثلاثة أيام، وأنّ القيادة في انعقاد دائم، لبحث كل الخيارات المناسبة للرد على الجريمة، كما أمر بتنظيم جنازةٍ عسكريةٍ رسمية تليق بالشهيد، وفتح بيت عزاءٍ للشهيد في مقر الرئاسة.
أرسل تعليقك