رهائن داعش يكشفون أساليب التعذيب ويسترجعون محنتهم المروعة
آخر تحديث GMT10:33:30
 العرب اليوم -

قرّر القاضي جلد أحد الأشخاص لانتقاده المتشددين

رهائن "داعش" يكشفون أساليب التعذيب ويسترجعون محنتهم المروعة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رهائن "داعش" يكشفون أساليب التعذيب ويسترجعون محنتهم المروعة

رهائن داعش
بغداد - نجلاء الطائي

تحولت حياة الشرطي العراقي السابق، سعد خلف، إلى ظلام دامس، بعد أن خنقه مقاتلو تنظيم "داعش" بكيس بلاستيك، إلى جانب زوجتيه وأطفاله، لكنه عاد إلى رشده بعدما سرت الكهرباء في جسده، وجرى إغراقه في المياه، حتى أنه كان يلهث من أجل التنفس على أرض السجن الموجود في شمال العراق.

ويعتبر هذا الشرطي السابق واحدًا من العديد من العراقيين الذين عانوا على أيدي تنظيم" داعش"، الذين يعذبون ويقطعون رأس أي شخص يعتبرونه غير أخلاقي أو خصمًا لأيدلوجيتهم وأهدافهم في إنشاء "الخلافة" في العالم الإسلامي.

وصمد سعد خلف أمام العقوبة، ولكنه استسلم لليأس عندما هددوه بذبح أفراد أسرته، واعترف بأنه أبلغ الكرديين والقوات العراقية عن مواقع لـ"داعش"، وهو عمل عقوبته قطع الرأس أو إطلاق النار من مكان قريب. وأوضح الشرطي السابق البالغ من العمر 32 عامًا، من منطقة الحويجة "اعترفت بكل الأمور"، وقام رجل صغير الحجم باقتياد سعد معصوب العينين إلى القاضي الذي حكم عليه بالإعدام، الذي كان سيُنفذ صباح 22 تشرين الأول/ أكتوبر، لولا مهمة الإنقاذ الجريئة التي قام بها الأكراد مع القوات الأميركية الخاصة في الليلة ذاتها، الأمر الذي أدى إلى تحرير سعد و68 رهينة آخرين.

واستضافت وكالة "رويترز" الإخبارية ثلاثة من الرهائن في منشأة آمنة في إربيل عاصمة كردستان. وحكى الرجال تجاربهم تحت حكم "داعش"، وما تعرضوا له من تعذيب نفسي وجسدي هناك.

وكان العديد من السجناء أفراد قوات أمن سابقين، ممن خاضوا حربًا ضد المتمردين قبل أن تجتاح قواتهم ثلث العراق.

وقتل أحد أفراد "الكوماندوز" أثناء عملية الإنقاذ ، حيث يعد أول أميركي يموت في معركة برية في العراق منذ سحبت واشنطن قواتها في 2011، كما أصيب أربعة أكراد آخرين.

ولم تكن الغرفة التي لا تحتوي على أي نافذة، ووضع فيها أحمد مصطفى و38 رهينة آخرين كافية لهم عندما يتمددون للنوم.

توقع السجناء أن يظلوا في صمت، يصلون خمس مرات في اليوم، ويقرأون الدروس الإسلامية التي يمدهم بها خاطفيهم، ويحصلون على وجبات من البطاطا والعدس والطماطم، ومن حينٍ إلى آخر يلقي أحد الرجال مقطوعة من الشعر كرثاء ويبكي الآخرون في صمت.

وترصد كاميرات المراقبة في زوايا الغرفة حركاتهم، وفي أحيانٍ كثيرة كانوا يُرغمون على مشاهدة لقطات لقطع الرؤوس التي يتم تشغيلها على شاشة ضخمة.

ووفقًا لرواية أحمد ومحمد عبد أحمد، فإن أحد الرجال حاول أن يتجنب ببصره مشهدأ مروعًا جداً، فضُرب على رأسه. ولم تكن هذه أول مناوشة مع غضب "داعش".

 ومنذ شهور عديدة جُلد محمد 50 مرة لانتقاده المتشددين، وتم تهديده بقطع لسانه في المرة المقبلة.

كما جرى توقيف أحمد أربع مرات سابقة بسبب خلافات بينه وبين شخص على اتصال بالمتشددين. وفي هذه المرة واجه كلا الرجلين تهمة التجسس. حيث يمتلك محققيهم ـ التابعين للعراق ـ ملفًا لكل سجين بتفاصيل جرائمه التي يؤيدها شاهدان. وأحد الشاهدين في قضية أحمد قُتل في غارة جوية، ليجد فرصة ضعيفة للنجاة، إلا أن المتشددين أحضروا رجلاً آخر ليشهد ضده، والذي كان ابن عمه.

فجأة أنهى المحققون عملهم، وسلموا ملف السجين للقاضي الذي حكم عليه بالإعدام أو استجوابات أكثر. وفي النهاية استسلم محمد للتعذيب، ووضع بصمته على قائمة الاتهامات لتكون بمثابة اعتراف بالذنب، بمنطق أن الإنكار سيكون أداة لمزيد من التعذيب فقط وزيادة معاناته.

وسأله المحققون عما إذا كان يفضل أن تُقطع رأسه من الأمام أم الخلف، فأجابهم "الأمر متروك لكم".

وفي غرفة منفصلة، تمكن سعد من سماع صوت المعدات الثقيلة في الخارج، والمتسلقين لفتحة من الجدار عند سجين آخر، حيث شاهد الجرافة تحفر خندقًا.

وفي اليوم التالي، جرى اقتياد 4 سجناء من الغرفة، وبعدها بوقت قليل سمع الـ 26 الآخرين طلقات الرصاص. وأخبروا سعد أنه سيكون مكانهم في الصباح، ولم يكن لديه ورقة أو حتى قلم رصاص، لذا استخدم مسمارًا ليحفر أمنياته الأخيرة على  جدول مواقيت الصلاة، فالساعات تمر سريعًا.

وكانت رسالته إلى ابن أخيه قصيرة، يطلب منه أن يعتني بأسرته، ويعرف هوية الرجلين الذان أبلغا عنه، حتى ينتقم لموته.

بعدها صلى سعد بنفسه وأخذ يبكي دون رقيب أو حسيب، حتى قاطعته أصوات المروحيات في الساعة الثانية صباحًا، ليستبشر بانتهاء محنته.

وبعد معركة شديدة، حطم "كوماندوز الأكراد" باب الغرفة مستخدمين بندقية "أم 16".

فصاح فيهم رجل "هل يوجد بينكم أكراد"، فرد سعد "نحن عرب". وأوضح رجل أنهم سجناء لدى "داعش"، فرد عليه رجل "الكوماندوز" "لا تخف، جئنا مع الأميركيين لتحريركم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهائن داعش يكشفون أساليب التعذيب ويسترجعون محنتهم المروعة رهائن داعش يكشفون أساليب التعذيب ويسترجعون محنتهم المروعة



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - هنية يؤكد أن أي اتفاق لا يضمن وقف الحرب في غزة "مرفوض"

GMT 00:37 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح
 العرب اليوم - أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح

GMT 14:29 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

الإفراط في تناول الفلفل الحار قد يُسبب التسمم

GMT 00:29 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

GMT 03:16 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

جولة في مطار بيروت لتفنيد تقرير تلغراف

GMT 06:07 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

الأهلي يعلن فوزه في مباراة القمة رسميًا

GMT 15:54 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

غوغل تجلب الذكاء الاصطناعي إلى طلاب المدارس

GMT 14:45 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

أسماك القرش تُودي بحياة ممثل أميركي في هاواي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab