رئيس الوزراء البريطاني يتعّهد بتدمير داعش وملاحقة المتورّطين في قتل عامل الإغاثة
آخر تحديث GMT08:42:45
 العرب اليوم -

بعد إعلان تنظيم" الدولة الإسلامية" ذبح الرهينة "ديفيد هينز"

رئيس الوزراء البريطاني يتعّهد بتدمير "داعش" وملاحقة المتورّطين في قتل عامل الإغاثة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رئيس الوزراء البريطاني يتعّهد بتدمير "داعش" وملاحقة المتورّطين في قتل عامل الإغاثة

عناصر من نظيم "الدولة الإسلامية" "داعش"
لندن ـ ماريا طبراني

قتل تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" الرهينة البريطاني ديفيد هينز، بعد أقل من أسبوعين على بث شريط فيديو يظهر ذبح الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف، في ما اعتبره التنظيم ردًا على انضمام لندن لما وصفه بـ "التحالف الشيطاني" الذي تقوده واشنطن ضده.

واكدت وزارة الخارجية البريطانية الاحد صحة شريط الفيديو وقال ناطق باسم الوزارة "كل شيء يدل على ان شريط الفيديو صحيح وليس لدينا اي سبب للاعتقاد بانه ليس كذلك".

وحمل شريط الفيديو عنوان "رسالة الى حلفاء أميركا" وبُث على الإنترنت كما بثه مركز "سايت" المتخصص في رصد المواقع الإلكترونية الإسلامية المتشددة، يظهر هينز (44 عاما) جاثيًا على ركبتيه ومرتديًا بزة برتقالية وخلفه يقف مسلح ملثم يحمل سكينًا ينحر به في نهاية التسجيل الرهينة البريطاني، في تكرار لسيناريو الشريطين اللذين سبقاه وصور فيهما التنظيم إعدام صحافيين أميركيين اثنين.

ويبدأ الشريط ومدته دقيقتان و27 ثانية بمقتطف من تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وهو يعلن فيه عزم حكومته على مساعدة الحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية لقتال التنظيم المتطرف.

بعدها، يظهر في الشريط الرهينة وخلفه المسلح الملثم الذي يوجه رسالة الى كاميرون بالإنكليزية وبلهجة بريطانية ويبدو انه الرجل نفسه الذي ذبح كلًا من فولي وسوتلوف في السابق.

وفي رسالته لكاميرون، يقول الملثم إن "هذا المواطن البريطاني سيدفع ثمن وعدك يا كاميرون بتسليح البيشمركة ضد الدولة الإسلامية".

ويضيف ان "تحالفكم الشيطاني مع أميركا التي لا تزال تقصف المسلمين في العراق ومن آخر تلك الاعتداءات قصف سد حديثة الذي سيكون السبب في تعجيل تدميركم، وقيامك يا كاميرون بدور العبد الذليل المطيع سيستدرجك وقومك الى حرب دموية وخاسرة أخرى". وفي الشريط نفسه يظهر رهينة بريطاني آخر هدد التنظيم بذبحه اذا أصر كاميرون على قتال التننظيم المتطرف.

وهذه نبذة عن هينز تزوج واستقر في اسكوتلندا وله ابنة، وبعد طلاقه من زوجته الأولى، التقى زوجته الثانية، وهي كرواتية تدعى دراغانا، ، خلال عمله كمشرف على أعمال إغاثة قرب سيساك، حيث تزوجا في العام 2010 واستقرا وأنجبا طفلة تبلغ من العمرأربعة أعوام.

وعمل هينز  في الحقل الإنساني منذ العام 1999 في مناطق تنوعت بين البلقان وأفريقيا والشرق الأوسط. وشغل منصب رئيس مكتب إقليمي للأعمال الخيرية المكلفة بإدارة خطة تموّلها المفوضية الأوروبية لمساعدة مئات من النازحين بالعودة الى البلاد وإعادة بناء منازلهم . وشارك في مشاريع أخرى في كرواتيا مثل إعادة بناء روضة أطفال في بنكوفاك.

وبُث شريط إعدام هينز في اليوم نفسه الذي وجهت فيه عائلته نداء لخاطفيه ناشدتهم فيه الإفراج عنه.

وبعد بث شريط الإعدام، قال مايك هينز شقيق ديفيد في بيان إنه فقد "أخا عزيزا... قتل بدم بارد".

وأثار الفيديو امتعاضًا واستنكارًا عالميًا واسعًا، وتوعّدت بريطانيا بمحاسبة الفاعلين، وأبدت واشنطن تضامنها مع لندن.

ويأتي الاعلان عن إعدام هينز في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تشكيل تحالف دولي لمحاربة تنظيم "داعش" الذي بات يسيطر على مناطق واسعة على جانبي الحدود العراقية - السورية ويمتلك إمكانات مالية وعسكرية تفوق ما تمتلكه جيوش عدة في العالم.

وبعد نشر الشريط  تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بملاحقة الواقفين وراء مقتل عامل الإغاثة ديفيد هينز ومحاسبتهم. ورغم أن الحكومة البريطانية لم تقرر بعد إذا كانت ستشارك في ضربات جوية وقتالية على العراق وسورية، ضمن العمليات العسكرية الأميركية، فإن مقتل هينز قد يدفع كاميرون إلى هذا الاتجاه. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن القرار لم يحسم بعد، ولكن بريطانيا عازمة على مواجهة التنظيم. وقال كاميرون في بيان "قُتل ديفيد بأفظع الطرق وأكثرها وحشية على يد تنظيم يُجسّد الشر. وسنلاحق مرتكبي هذه الجريمة ونقدمهم لمواجهة العدالة، مهما استغرق ذلك من وقت". وأضاف"اختطاف موظف إغاثة واعتقاله وقتله بوحشية على أيدي (داعش) يوجز ما يرمز إليه تنظيم داعش. إنهم يقتلون ويذبحون آلاف الناس، من مسلمين ومسيحيين وأقليات، في أنحاء سورية والعراق. وهم يتباهون بوحشيتهم. إنهم يزعمون فعل ذلك باسم الإسلام، وهذا هراء. فالإسلام دين سلام"

 

وحرص كاميرون في خطابه على عدم الربط بين الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش، قائلا"إنهم ليسوا مسلمين، بل هم وحوش. وهم لا يخفون رغبتهم في إلحاق الأذى ليس في منطقة الشرق الأوسط وحسب، بل كذلك بكل من يسعى من الدول أو الشعوب للوقوف في طريقهم أو يتجرأ على الدفاع عن قيم لا يتفقون معها". وفي تصريح يشير إلى مساعي كاميرون لإعداد الرأي العام لمواجهة طويلة قد تصبح عسكرية، قال" يحتاج الشعب البريطاني أن يعرف أن ذلك هو تنظيم متعصب اسمه (داعش)، وهو لا يكتفي بقتل رهينة بريطاني، بل إنه خطط - وما زال يخطط - لشن اعتداءات في أنحاء أوروبا وفي بلدنا. ولا يمكننا تجاهل هذا التهديد لمجتمعنا ولحلفائنا". وأكد"علينا مواجهة مصدر التهديد هذا. فعلينا أن نعمل، خطوة بخطوة، على دحر وتفكيك، وبالنهاية تدمير تنظيم داعش وكل ما يرمز إليه"

ودان مجلس مسلمي بريطانيا، مقتل عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز. وفي تعليقه على جريمة القتل، قال الأمين العام لملجلس الدكتور شجاع شافي" يدين المسلمون البريطانيون، بشكل صريح، قتل مواطننا البريطاني، ديفيد هينز. إننا نقدم تعازينا الحارة وصلواتنا لأصدقاء السيد هينز وعائلته". وأضاف شافي "سافر هينز إلى المنطقة لمساعدة شعوبها، ولا يظهِر مجددا اختيار أولئك المتطرفين قتله سوى فساد آيديولوجيتهم المشوهة. لقد قتلوا الكثير من الناس الأبرياء في المنطقة، وإنهم لا يقومون بمثل هذه الجرائم إلا للفت الانتباه إلى قضيتهم التي تقوم على أساس التدمير، وأنهم يرتكبون مثل هذه الجرائم تباعا"

وقال إن "هؤلاء المتطرفين في العراق وسورية يدّعون أنهم يعملون باسم الإسلام، ولكن ليس في ديننا شيء يتغاضى عن مثل هذا السلوك، المسلمون في بريطانيا وحول العالم نددوا بهؤلاء الناس، ولقد جرى دحض الحجج التي يستخدمونها بصورة شاملة بصفتها بعيدة عن الدين الحنيف".

 

وكرر كاميرون خطابا مماثلا للرئيس الأميركي باراك أوباما، في التشديد على العمل الجماعي في مواجهة "داعش"، قائلا" سنعمل عن قرب حلفائنا، ليس الولايات المتحدة وفي أوروبا وحسب، بل أيضا في المنطقة؛ لأن هذا التنظيم يشكل تهديدا هائلا لكل منطقة الشرق الأوسط. وبالتالي فإننا سنهزم (داعش) باتباعنا استراتيجية شاملة ومستمرة لمكافحة التطرف". وأضاف"تنفذ الولايات المتحدة عملا عسكريا مباشرا، ونحن ندعم جهودها. وطائرات تورنادو وطائرات الاستطلاع البريطانية تساعد في جمع الاستخبارات وفي الجوانب اللوجيستية. ذلك لا يعني وجود قوات مقاتلة بريطانية على الأرض، بل يعني العمل مع الآخرين للقضاء على التهديد. ومع زيادة كثافة هذه الاستراتيجية، فإننا على استعداد لاتخاذ أي خطوات ضرورية لمواجهة هذا التهديد".

وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لـصحيفة "الشرق الأوسط"أن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند سيناقش الخطوات المقبلة في مواجهة التنظيم المتطرف على هامش اجتماع باريس اليوم. وأضاف الناطق أنه "من الحتمي مناقشة هذه القضية التي تخص جميع الأطراف المدعوة" إلى مؤتمر باريس الذي من المقرر أن يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم وبمشاركة عربية ودولية واسعة على مستوى وزراء الخارجية. وسيكون وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقدمة المشاركين، حيث يواصل جهوده لتوسيع التحالف الدولي ضد "داعش".

وفي مقابلة مع قناة "سي بي اي" الأميركية، قال كيري إنه "متشجع للغاية" من تعهدات دول من داخل الشرق الأوسط وخارجه بإرسال معونات عسكرية في مواجهة تنظيم داعش، مشيرا إلى أن بعض الدول عرضت تقديم قوات برية، ولكن من دون تسميتها. وفي برنامج على قناة "سي إن إن"، سئل كبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو عما إذا كان هذا التحالف يحتاج إلى قوات برية إضافة إلى قوات المعارضة في سورية والقوات الكردية والقوات الحكومية في العراق. ورد ماكدونو قائلا"في نهاية المطاف.. من أجل تدمير (داعش) نحتاج إلى قوة لمواجهتها وكرر كيري تأكيد الرئيس أوباما عدم استخدام قوات برية أميركية ضد "داعش"

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن أستراليا سترسل 600 عنصر إلى الإمارات للانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم المتطرف. ويأتي إعلان أبوت بعد يومين على رفع كانبيرا مستوى التحذير في البلاد من "متوسط" إلى "مرتفع"، ما يعني أن مخاطر وقوع عمل إجرامي "مرجحة" من دون أن تكون بالضرورة "وشيكة". وجاء ذلك على خلفية القلق من عودة مقاتلين أستراليين حاربوا في العراق وسورية. وقال أبوت إن نشر نحو "400 عنصر من سلاح الجو ونحو 200 عسكري" يأتي إثر طلب رسمي قدمته واشنطن لأستراليا للمساهمة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وأضاف أن أستراليا "لا تنشر قوات مقاتلة، وإنما تساهم في الجهود الدولية الهادفة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية"

 

وتابع أبوت خلال مؤتمر صحافي في داروين "هناك بالتأكيد قرارات أخرى يجب أن تتخذ قبل أن تلتزم القوات الأسترالية بعمليات قتالية في العراق". وقال إن "أستراليا مستعدة رغم ذلك للمشاركة في عمليات دولية لإضعاف تنظيم داعش بسبب التهديد الذي يشكله هذا التنظيم القاتل ليس فقط لشعب العراق أو لشعوب الشرق الأوسط، وإنما للعالم بأسره، بما يشمل أستراليا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس الوزراء البريطاني يتعّهد بتدمير داعش وملاحقة المتورّطين في قتل عامل الإغاثة رئيس الوزراء البريطاني يتعّهد بتدمير داعش وملاحقة المتورّطين في قتل عامل الإغاثة



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 18:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab