استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، في مقر رئاسة الجمهورية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وذلك في حضور مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، وسفير لبنان في القاهرة.
واستهل مفتي لبنان اللقاء بالإعراب عن سعادته بزيارة مصر ولقاء الرئيس، مؤكدًا المكانة الرفيعة التي تحظى بها مصر في نفوس أبناء الشعب اللبناني، ومشيدًا بالخطوات التي يتخذها الرئيس للنهوض بمصر وتحقيق آمال وطموحات شعبها.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفيرعلاء يوسف، أن الرئيس رحب بمفتي لبنان، مؤكدًا مواصلة مصر دعمها ومساندتها للبنان، موجهًا التحية للشعب اللبناني الشقيق ومعربًا عن تمنيات مصر وشعبها له بالاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية.
وألقى الشيخ دريان، الضوء على دور دار الفتوى في لبنان، مُستعرضًا جهودها الدؤوبة للتقريب بين المذاهب، بما يجمع بين المسلمين ويحقق مصالحهم، ويساهم في تعزيز علاقاتهم مع الطوائف المسيحية اللبنانية.
وفي هذا الصدد، أشار الشيخ دريان إلى القمة الروحية التي نظمتها أخيرًا دار الفتوى اللبنانية للتأكيد على أهمية قيمة التعايش المشترك وتوجيه رسالة بهذا المضمون لكافة الدول العربية التي تتميز بالتنوع الديني.
كما أعرب مفتي الديار اللبنانية، عن امتنان بلاده تجاه مواقف مصر إزاء لبنان وحرصها على استقراره وأمنه، مشيدًا بدور القوات المسلحة المصرية في الحفاظ على أمن مصر واستقرارها، ومعولًا على دور مصر في لم الشمل العربي.
وقدم الشيخ عبداللطيف دريان، الشكر لمصر على تمثيل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في حفل تنصيبه، معربًا عن توافقه التام مع الأزهر الشريف والوثائق الصادرة منه.
ولفت خلال اللقاء إلى الارتباط المباشر بين الأزهر الشريف ودار الفتوى اللبنانية.
كما أكد الحاجة لتعزيز التعاون بين مؤسسة الأزهر ودار الإفتاء اللبنانية، مثمنًا رسالة الأزهر الشريف الوسطية المعتدلة ودوره في مكافحة التطرف ونشر الفكر الإسلامي الصحيح.
ونوه إلى اتفاقه مع رؤية الرئيس حول أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقيح مناهج التعليم الدينية، معربًا عن اهتمام دار الفتوى في لبنان بإيفاد الطلاب للدراسة في الأزهر الشريف، وإرسال علماء مصريين إلى لبنان.
وبين دريان أن ذلك يساهم في حماية قيم الإسلام الصحيحة والحيلولة دون انتشار الأفكار المتطرفة التي تتطور إلى أعمال إرهابية تودى بحياة الأبرياء، على غرار ما شهدته سيناء أخيرًا من أعمال إرهابية آثمة.
وفي هذا الصدد، قدم دريان التعازي للرئيس وللشعب المصري في ضحايا حادث العريش الأخير.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أشار إلى أهمية تصويب الخطاب الديني وإعادة صياغة المفاهيم ونشر قيم التعايش المشترك وبثها في نفوس النشء.
وقد أبدى المفتي الدكتور شوقي علام اتفاقه في الرأي، لافتًا إلى الخطوات الجارية من جانب المؤسسات الدينية لمراجعة المناهج في مختلف المراحل الدراسية وإثرائها بالمبادئ الإسلامية السمحة.
وأكد الدكتور شوقي علام أهمية تصويب الصورة المغلوطة التي حاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف.
وذكر السفير علاء يوسف أن السيسي قد أكد على محورية دور علماء الدين في مكافحة الفكر المتطرف ونشر قيم الإسلام السمحة من خلال ندوات التوعية، مؤكدًا دعم ومساندة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لدار الفتوى اللبنانية لإعداد الكوادر الدينية المستنيرة التي تبث قيم الإسلام الصحيحة وتؤمن بحرية العبادة والعقيدة وتحض على التفكير والتأمل.
أرسل تعليقك