دمشق - جورج الشامي
تبدأ حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في سورية في 3 حزيران/ يونيو اليوم الأحد، في أوج النزاع الدموي المستمر في البلاد بسبب الحرب الاهلية التي تستخدم فيها جميع أنواع الاسلحة وحتى المحرمة دولياً.
وأعلنت المحكمة الدستورية العليا، السبت، القائمة النهائية للمرشحين الثلاثة، وهم: الرئيس بشار الأسد، وماهر حجّار، وحسان النوري، مشيرة إلى أن "هذا الإعلان يُعدّ بمثابة إشعار للمرشحين، للبدء بحملتهم الانتخابية، اعتباراً من صباح غد الأحد"، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
واستبعدت المحكمة الدستورية طلبات 21 مرشحاً آخر لهذه الانتخابات، لأنه "لا تتوافر فيها الشروط المنصوص عليها في الدستور والقانون".
ووفق قانون الانتخابات، على الراغبين بالترشح تقديم طلب إلى المحكمة الدستورية العليا، والحصول على موافقة خطية من 35 عضواً في مجلس الشعب، البالغ عدد أعضائه 250، كشرط لقبول الترشيح رسمياً.
وحجّار عضو في مجلس الشعب، انتخب العام 2012 ضمن قائمة "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير"، المعارضة (المقبولة من النظام)، والممثلة في الحكومة السورية.
والنوري عضو سابق في مجلس الشعب. شغل سابقاً منصب وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية، ويرأس "المبادرة الوطنية للإرادة والتغيير"، وهو تشكيل من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام.
وهذه الانتخابات ستكون أول "انتخابات رئاسية تعددية"، رغم أن قانونها أغلق الباب عملياً على ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج. ويشترط القانون أن يكون المرشح قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.
وندّد الغرب والمعارضة السورية بهذه الانتخابات وعدد كبير من الدول العربية، معتبراً أنها ستكون "مهزلة" لانها معروفة النتائج مسبقاً حيث سيفوز فيها الرئيس الاسد بنسبة عالية كما العادة.
وكان لافتاً أن الرئيس الاسد استبق بدء الحملة الانتخابية بإطلاق موقع رسمي لحملته على مواقع الإنترنت مثل "فايسبوك" و "إنستغرام" و "تويتر" و"يوتيوب"، وحملت كلها عنوان حملته "سوا".
وإضافة إلى حملة الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي، تفترض حملات الدعاية الانتخابية قيام المرشحين المتنافسين بمهرجانات شعبية للتواصل مع مؤيديهم، وهو أمر من غير الواضح ما إذا كان القيام به ممكناً في ظل الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تعيشها البلاد. كما أن من غير الواضح ما إذا كانت وسائل الإعلام الحكومية يمكن أن تتيح لمنافسي الأسد الحيّز الإعلامي المتاح له ذاته، وإن كان مراقبون يعتبرون إن دخول هذين المرشحين في مواجهة الرئيس السوري ليس سوى عملية تجميل لاقتراع يصفه الغرب بأنه مهزلة.
من جهة ثانية عاد آلاف المواطنين أمس الى أحياء حمص القديمة لتفقد منازلهم المدمرة أو المتضررة في ظل تقارير عن ضحايا سقطوا بانفجارات خلال تفقدهم بيوتهم. وكان عدد العائدين أول من أمس يقدّر بالمئات، لكنه سجّل ارتفاعاً كبيراً أمس. وأفادت معلومات أن عمليات سرقة واسعة النطاق حصلت في البيوت المهجورة في حمص. وكان لافتاً أن السلطات عممت على المواطنين ضرورة جلب ما يثبت ملكيتهم المنازل التي يعودون إليها، خشية حصول مصادرات لبيوت أخلاها نازحون من حمص، إما اضطراراً وإما بسبب تأييدهم الثوار.
أرسل تعليقك