"المليشيات الطائفية" تحرق المساجد وتُخيّر سُنة المقدادية بين "المغادرة والموت"

فجَّرت "الميليشيات الطائفية" في محافظة ديالى وأحرقت تسعة مساجد على الأقل في محافظة ديالى، مساء الاثنين،، فضلاً عن جرائم قتل وتهجير على الهوية في الكثير من مناطق المحافظة، فيما أكّدت مصادر في المحافظة، أن عناصر شيعية متطرفة أقدمت على إعدام 15 على الأقل من رجال وشباب السنة في مدينة المقدادية (وسط المحافظة)، وأن العائلات السنية تُخيّر بين الموت أو الخروج من المدينة، فيما هدد تحالف القوى باللجوء الى المجتمع الدولي لتخليص ديالى.

وشهدت، محافظة ديالى خلال اليومين الماضيين، تفجيرات بسيارات مفخخة وانتحاريين استهدفت بعقوبة والمقدادية وجديدة الشط، ما أسفر عن سقوط العشرات من الأشخاص بين قتيل وجريح، فيما انتشر مسلحون في عدد من احياء المقدادية.

وكشفت مصادر محلية بأن "أفراد تلك الميليشيات قامت بتفجير الجامع الكبير في قضاء المقدادية، إلى جانب حرق وتفجير جامع القادسية بحي المعلمين وجامع نازدة خاتون بالحي العصري، وجامع حي العروبة، ومثنى الشيباني والاورفه وذلك بإضرام النار ببعضها وزرع عبوات ناسفة في البعض الأخر وتفجيرها عن بُعد".

وأعلنت أن "الميليشيات أخذت تداهم منازل المواطنين في القضاء وتعتدي على العائلات، وتطلق النار على الرجال والشباب بدم بارد، ما أدى إلى مقتل الكثير منهم، مستغلة فرض حظر تجوال على عدد من المناطق من بينها مدينة بعقوبة مركز المحافظة وقضاء المقدادية القريب؛ على خلفية تفجيرات ضربت مقهى هناك في وقت سابق من مساء الأربعاء".

وبينت ان "ما لا يقل عن تسع انفجارات سُمِع دويّها ليلة الثلاثاء في المقدادية، إلا أنه لم يتسنّ معرفة تفاصيلها نظرًا إلى انقطاع وسائل التواصل الذي يأتي متزامنًا مع الحظر المشار إليه".

وأكّدت في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) بأن مليشيات قامت بإعدام 15 على الأقل من رجال وشباب السنة في مدينة المقدادية (وسط المحافظة)، وأن العائلات السنية تُخيّر بين الموت أو الخروج من المدينة.

وإزاء عدد الذين تم إعدامهم من أهل السنة في المقدادية، أوضح محافظ ديالى السابق عمر الحميري إن عددهم بالعشرات، ويصلون إلى تسعين شخصا.

ويخيم الذعر في أجواء المدينة بسبب الانتشار الكثيف للمليشيات الشيعية في أحيائها، وأعلنت مصادر أن العائلات السنية بين خيارين أحلاهما مر: إما الموت أو الخروج من المدينة.

ووصف رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم إعدام مواطنين من السنة العرب، وحرق المساجد بأنه "عمل إجرامي مشين".

ومما كان لافتا التعتيم الذي تمارسه السلطات الأمنية والسياسية في العراق على ما يدور داخل ديالى والمقدادية بشكل خاص، فلم تصدر حكومة بغداد حتى الآن أي بيان يتناول ما تتعرض له المقدادية، بل خلت بينهم وبين المليشيات هناك.

من جانبه، أدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة الانتهاكات في المقدادية، واتهم منفذيها بمحاولة الزج بالبلاد في فتنة طائفية، داعيا جميع الأطراف إلى عدم الانجرار إلى دوامة الانتقام.

واعلن مكتب رئيس البرلمان سليم الجبوري، الاربعاء، في بيان ورد لـ"العرب اليوم"، ان "رئيس البرلمان سليم الجبوري وصل الاربعاء الى مقر قيادة عمليات دجلة في محافظة ديالى"، مبينا انه "عقد فور وصوله اجتماعا موسعا مع مسؤولي المحافظة وعدد من القادة الامنيين".

وأكّد المكتب ان "الاجتماع تم بحضور قائد عمليات دجلة ومحافط ديالى ورئيس واعضاء مجلس المحافظة وقائد القوات البرية وقائد شرطة ديالى"، مشيرا الى انه "سيبحث معهم اخر التطورات والاحداث التي شهدتها المحافظة أخيرا".

من جانبه، عد النائب عن تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي، الأربعاء، حملة الاغتيالات التي تطال أبناء محافظة ديالى من المثقفين والصحافيين وتهجير المكون السني منها وتفجير الجوامع، بـ" حرب إبادة جماعية"، مشدداً بالقول، "سنعمل خلال الأيام المقبلة على مفاتحة ممثل الأمم المتحدة في العراق لتدويل قضية ديالى، نتيجة عجز الحكومة عن حفظ أمن المواطنين في ديالى".

وأضاف الدهلكي، أن "نزيف الدم يسيل في ديالى دون أن يكون للحكومة دور للقضاء على المليشيات الوقحة والخارجين عن القانون للحفاظ على أمن المحافظة وأمن المواطن"، داعيًا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري "الى عقد جلسة طارئة بشأن ما يجري في ديالى من قتل واختطاف وتهجير وتطهير عرقي لأحداث تغيير ديمغرافي".

وطالب الدهلكي الرئاسات الثلاث "بعقد اجتماع طارئ لإيجاد حلول سريعة وعاجلة لإنقاذ هذه المحافظة من كارثة إنسانية حقيقية"، منتقدا ما وصفه بـ"سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الحكومة تجاه العراقيين".

 وتابع الدهلكي، أن "رئيس الحكومة حيدر العبادي المكلف بحماية العراقيين يذهب الى محافظة ليحل مشاكلها، ويغض النظر عن محافظة أخرى تتعرض الى أبشع الجرائم"، معتبرا أن "ما يحدث في ديالى، هي رسالة لمنع النازحين من العودة وإخراج من عاد منهم".

وهدد تحالف القوى العراقية، الأربعاء، باللجوء الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتخليص أهالي محافظة ديالى من سطوة "الميليشيات".

وأعلن عضو المكتب السياسي للتحالف حيدر المُلا، في بيان ان "استهداف بيوت الله في المقدادية وخطف المواطنين على الهوية والتهجير القسري للعوائل السنية من قبل المليشيات الاجرامية، يستدعي موقفًا واضحًا وحازمًا من قبل القائد العام للقوات المسلحة والرئاسات الثلاث، كوننا امام جريمة إبادة جماعية".

وأوضح انه "في ظل الصمت الحكومي المطبق وسلطات الدولة امام الهجمة المليشياوية الشرسة التي يتعرض لها المواطنون الابرياء العزل في محافظة ديالى وبغداد ليس أمامنا الا مناشدة الامم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل؛ من اجل إنقاذ أهالي ديالى والمحافظة على الأمن والسلم المجتمعي فيها، وانقاذ ما يمكن انقاذه، بعد ان سقطت الكثير من مناطق هذه المحافظة الكريمة بيد المليشيات الاجرامية".