أكد وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أن "تنظيم "داعش" المتطرف لم ينشأ في العراق، ولن ينتهي فيه، مما يتطلَب وعي الدول لهذا الخطر الذي يهدد الإنسانيّة كلها"، لافتًا إلى "أننا حذرنا جميع دول العالم في مؤتمرات جدة، وباريس، ونيويورك من أن مواطني مختلف البلدان منخرطون في تنظيم "داعش" ولا يوجد ما يمنعهم من القيام بالعمليات التخريبية عندما يعودون إلى بلدانهم، وهذا ما حصل في كندا".
وكشف مكتب وزير الخارجية في بيان ورد لـ"العرب اليوم" أن "الجعفري التقى، الخميس، سفراء دول الاتحاد الأوروبي برئاسة يانا هابيشكفا رئيسة بعثة الاتحاد في العراق"، مشيرًا إلى أنه "جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، واستعراض دعم الدول الأوروبية للعراق على الصعيدين العسكري والإنساني".
وأشار الجعفري أن "متطرفي داعش جاؤوا من دول ديمقراطية عدة تشهد أجواءً من الحرية وحقوق الإنسان، مما يدل على أن داعش ثقافة وحشية دموية تخريبية تستهدف كل مظاهر الحياة"، مبينًا أن "هذا ما يجعل الجميع أمام مسؤولية مواجهته بثقافة الوحدة والسلام والمحبة والتعاون على القضاء على هذا التطرف".
وجددت هابيشكفا "دعم الدول الأوروبية وتقديمها المساندة للقوات المسلحة العراقية والمساعدات الإنسانية للنازحين جراء هجوم داعش على المدنيين"، موجهة دعوة للجعفري لحضور اجتماع بروكسل المزمع عقده خلال الأسبوعين المقبلين".
وأكدت مندوبة الاتحاد الأوربي في العراق جانا هايباسكوفا، أن "تنظيم داعش يسعى للسيطرة على آبار النفط في سورية وشمالي العراق وربما في السعودية أيضًا"، مشيرة إلى أن "المشكلة الرئيسة حاليًا تكمن فيما إذا كان تنظيم داعش يخطط لغزو جزء من أراضي السعودية لاسيما أن كثيرين قد يتعاطفون مع أفكاره المتطرفة داخل المملكة".
وأضافت هايباسكوفا في مقابلة أجرتها معها صحيفة "نوفني" التشيكية اليومية، الخميس، أن "النظام الملكي السعودي قضى سنوات طويلة في محاربة المتطرفين، لكن التقارير تفيد بأن مقاتلي داعش أو مؤيديهم، قاموا بقتل عناصر من قوات الأمن السعودية"، مبينة أن "السور الأمني، البالغ طوله 900 كم، الذي أقامته السعودية على امتداد حدودها مع العراق، لن يمنع المتطرفين مدة طويلة، من التسلل لأراضيها".
وأوضحت سفيرة الاتحاد الأوربي، أن "داعش بالأساس كان فرعًا من تنظيم القاعدة، برغم عدم وجود أي أشياء مشتركة بين الطرفين منذ البداية"، لافتةً إلى أن "داعش يمثل دولة حقيقية للجريمة المنظمة، حيث يتاجر بالنساء والأطفال والآثار والأعضاء البشرية".
ورأت هايباسكوفا، أن "تنظيم داعش يحاول أن يظهر نفسه كمنظمة متطرفة برغم اعتماده إستراتيجية عسكرية"، وتابعت أن "قادة تنظيم داعش يعمدون إلى بث تقارير عن وحشيتهم وهمجيتهم عبر الانترنت، لإشاعة الرعب في قلوب أعدائهم والغرب أيضًا"
واستطردت سفيرة الاتحاد الأوربي، أن "خطة داعش نجحت في شمالي العراق، ما أدى إلى فرار قوات الجيش العراقي مرتعدين من مسلحيه وترك أسلحتهم وراءهم"، مشيرة إلى أن "الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفائها يمكن أن توقف توسع داعش لكنها لا يمكن أن تدمره".
واسترسلت هايباسكوفا، أن "قادة تنظيم داعش هم عبارة عن شخص مسلم من السنة، وآخر شيشاني، فضلًا عن اثنين آخرين من عناصر حزب البعث المنحل"، معتبرة أن "أحدًا لا يعرف بالضبط من هو زعيم داعش المدعو أبو بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه خليفة وقائدًا للمسلمين في العالم".
وخلصت مندوبة الاتحاد الأوربي في العراق، السفيرة جانا هايباسكوفا، إلى أن "ما هو معلوم فقط هو أن الشيشانيين يتمتعون بنفوذ قوي في قيادة تنظيم داعش، وأن عمليات التنظيم العسكرية تخطط من قبل ضباط سابقين في حزب البعث المنحل".
أرسل تعليقك