أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الخميس، أن الطيران الملكي قصف معاقل تنظيم "داعش" في مدينة الرقة السورية، انتقامًا لإعدام التنظيم الطيار الأردني معاذ الكساسبة عبر حرقه حيًّا. بينما أكّدت مصادر مطّلعة تحرّك وحدات من الجيش الأردني في اتجاه الحدود مع العراق.
وتزامن إعلان القصف مع زيارة الملك عبدالله الثاني بلدة عيّ في محافظة الكرك، وهي مسقط رأس الطيار، لتقديم واجب العزاء. حيث أخبر العاهل الأردني والد الكساسبة أن الطائرات التي تحلّق في الفضاء أنهت غارات على معاقل "داعش" في الرقة.
وأكد التلفزيون الرسمي النبأ، في حين شدد الرئيس باراك أوباما على أن "داعش" عصابة قتل تمارس البربرية باسم الدين وتستخدمه سلاحًا.
وفي وقت متقدم، مساء الخميس، أطلقت السلطات الأردنية منظر "التيار السلفي" عصام البرقاوي، المعروف بـ"أبو محمد المقدسي"، بعد شهر على مفاوضات حثيثة أجراها الأخير مع تنظيم "داعش"، للإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة، مقابل إطلاق العراقية الانتحارية ساجدة الريشاوي وآخرين.
وأعدمت السلطات الأردنية ساجدة بعدما أعدم التنظيم الكساسبة بحرقه حيًا. وكان المقدسي تواصل مع "أبو محمد العدناني" ووجه رسالة إلى أبو بكر البغدادي لإتمام صفقة إطلاق الطيار، لكن محاولاته باءت بالفشل.
وذكرت مصادر أردنية أن قطعات عسكرية تحركت تجاه الحدود العراقية، واتخذت مواقع في منطقة رويشد، المقابلة لمدينة طريبيل في الأنبار، وأضافت أن هذه التحركات لم تكن معهودة.
وفي سياق متصل، كشف مصدر محلي في محافظة نينوى، لـ"العرب اليوم"، الجمعة، عن مقتل أكثر من 35 عنصرًا في تنظيم "داعش"، بغارات نفذها سلاح الجو الأردني هي الأولى من نوعها وسط الموصل.
وبث التلفزيون الأردني لقطات، لصواريخ كتب عليها آيات قرآنية وعبارات ضد ممارسات تنظيم "داعش"، مثبتة بعشرات الطائرات المقاتلة، قبيل انطلاقها لشن غارات على مواقع التنظيم.
وكتبت على الصواريخ آيات منها "سيصلى نارًا ذات لهب"، و"ترميهم بحجارة من سجيل"، وعبارات أخرى مثل "الإسلام براء منكم يا داعش".
وبث التلفزيون تسجيلاً للحظة إقلاع الطائرات، وللأهداف التي تم قصفها، وعودتها إلى قواعدها سالمة.
وأعلن الجيش الأردني في بيان، الخميس، أن العشرات من مقاتلات سلاح الجو أغارت على معاقل التنظيم المتشدد "وفاء للشهيد الطيار معاذ الكساسبة"، الذي قتل حرقًا، مؤكدا تدمير "جميع الأهداف".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، الجمعة، أن الضربات الجوية التي وجهتها بلاده ضد تنظيم "داعش" في سورية لا تعدو عن كونها بداية لانتقامها لمقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مؤكدًا أنَّ "الأردن ستلاحق المتشددين بكل قوة".
وجاء في بيان رسمي أردني مقتضب، أن الملك عبدالله زار بعد ظهر الخميس القيادة العامة للقوات المسلحة، واستمع إلى عرض للغارات على مواقع لـ "داعش" ومراكزه.
وكان والد الكساسبة قال في كلمة أمام العاهل الأردني والمعزين، "ولدي ذهب من تلقاء نفسه لضرب التطرف، ومشاركته الأخيرة في الحرب لم تكن المرة الأولى".
وأضاف "كل أسرتي فداء للملك والوطن، ومعاذ الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى شهيدًا كان يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والشعب الأردني في مواجهة قوى التطرف".
وزاد "الوطن أغلى من الجميع، وحمايته واجب على كل صغير وكبير، لاسيما في زمن المحن".
وكان العاهل الأردني عقد فور عودته إلى عمان، الأربعاء، بعدما قطع زيارته لواشنطن، اجتماعًا مع كبار القادة العسكريين، قائلًا إن "دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة لن يذهب هدرًا، ورد الأردن وجيشه العربي المصطفوي على ما تعرّض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان، سيكون قاسيًا".
وأكد الناطق باسم الحكومة محمد المومني، أن الأردن يكثف جهوده مع أعضاء التحالف الدولي لوقف التطرف والإرهاب ولتقويض تنظيم "داعش" والقضاء عليه. إذ تعكس هذه التصريحات حجم مشاركة الأردن في التحالف ضد "داعش" وأجواء الحرب في البلاد.
أرسل تعليقك