بعض أفراد الجيش الحر " المعارض"
دمشق ـ جورج الشامي
تشهد أحياء عدة من العاصمة السورية دمشق، الإثنين، اشتباكات عنيفة وقصفًا متواصلاً، وبخاصة بعد سيطرة الجيش الحر "المعارض" على مناطق عدة من العاصمة وريفها، في الوقت الذي استعادت فيه قوات حكومية سيطرتها على قرية عزيزة الإستراتيجيية في ريف حلب، وسط أنباء عن سحب الجيش
الحكومي للوحدات العسكرية الجيدة من الجولان، فيما يباشر رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة غسان هيتو، مشاوراته لتشكيل الحكومة، متوقعًا إعلانها خلال الأسابيع المقبلة.
وقال ناشطون سوريون، "إن المعركة بين الجيش الحر والقوات الحكومية تستمر في أحياء محددة داخل العاصمة دمشق، إلى جانب سيطرة المعارضة على مناطق عدة في ريف العاصمة، وأجزاء كبيرة من محافظة درعا، ومحطات من الطريق الواصل بين درعا ودمشق، فيما واجه الجيش الحكومي فقدان بعض الأحياء الجنوبية للعاصمة بالقصف براجمات الصواريخ والمدفعية وحتى صواريخ أرض ـ أرض، كأحياء العسالي والحجر الأسود والتضامن والقدم، كذلك مخيم اليرموك الذي يشهد اشتباكات تعرض في الآونة الأخيرة لقصف بصواريخ (توشكا) والقذائف، وجرى قصف حي جوبر شرق دمشق الذي يعد مدخل الغوطة الشرقية الواصل إلى قلب العاصمة حيث ساحة العباسيين، ومعظم هذه الغوطة يخضع لسيطرة المعارضة، أما غرب العاصمة فتدور في داريا والمعضمية معارك طاحنة منذ أشهر، مع إرسال تعزيزات عسكرية يومية للقوات الحكومية وسط قصف صاروخي ومدفعي، وإلى شمال العاصمة حيث حي برزة الذي يسيطر عليه الجيش الحر ويحاصره النظام منذ نحو شهرن، يتعرض الحي إلى قصف مستمر بصواريخ أرض ـ أرض وصلت إلى نحو 16 صاروخًا، أما في الريف الشمالي، تقع الزبداني بيد الجيش الحر وتحاصرها القوات الحكومية منذ 10 أشهر مع قصف متواصل، في حين يشهد المتحلق الجنوبي الرابط بين جنوب العاصمة والطريق الدولي لدرعا، والواقع تحت سيطرة الحر، اشتباكات يومية، لأنه طريق الإمدادات إلى قوات المعارضة".
واستعادت قوات حكومية سورية، الأحد، سيطرتها على قرية ذات موقع إستراتيجي مهم في ريف حلب، بعد تقدم الكتائب المعارضة فيها، واشتباكات استمرت أيام عدة، في حين أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" بتقدم للمعارضة المسلحة بآخر معقل للقوات الحكومية في ريف الرقة.
وقال بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان، "إن القوات السورية تمكنت من السيطرة على قرية عزيزة الإستراتيجية وعلى جسر عسان في ريف حلب، بعد اشتباكات اشتدت قبل أيام".
وتقع القرية على الطريق المؤدي إلى مطار النيرب العسكري شرق مدينة حلب، وعلى هضبة مرتفعة تشرف على أحياء في جنوب المدينة، وتبعد نحو أربعة كيلومترات عن حيي المرجة والشيخ سعيد اللذين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة، فيما نقل المرصد عن ناشطين في حلب، قولهم إن "الكتائب المقاتلة انسحبت من القرية لسبب نقص الذخيرة واشتداد الاشتباكات، بعدما تصاعدت المعارك في محيط القرية قبل 5 أيام، وقتل فيها عدد كبير من المقاتلين وعناصر الجيش السوري، كما تعرضت أحياء طريق الباب والصاخور ومساكن هنانو شرق مدينة حلب لنيران رشاشات ثقيلة، أطلقها طيران حربي الأحد، فيما تسببت غارة جوية على حي الشيخ مقصود (شمال) ذات الغالبية الكردية في حلب، السبت، في مقتل 15 شخصًا على الأقل، بينهم 9 أطفال.
ويسيطر مقاتلو حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي على الحي، وبعد الغارة، هاجم مقاتلون تابعون للحزب حاجزًا للقوات الحكومية عند المدخل الجنوبي لحي شيخ مقصود، فقتلوا 5 جنود فيما قالت مصادر صحافية "إن الجيش السوري الحر سيطر على كتيبة الاستطلاع في الفرقة 17 في الرقة، وغنم كميات كبيرة من الأسلحة، كما هاجم مقاتلي المعارضة المسلحة مطار دير الزور العسكري وقتلوا عددًا من الجنود الحكوميين.
وأفاد المرصد السوري، أن "المنطقة الصناعية في حي القابون في دمشق، تعرضت لقصف من قبل القوات الحكومية، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وفي الريف تعرضت مدينتي داريا ومعضمية الشام لقصف براجمات الصواريخ، مما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل، وفي محافظة دير الزور، نفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على حي الشيخ ياسين، مما أسفر عن سقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل، ترافق مع قصف من قبل القوات الحكومية على أحياء دير الزور، في حين دارت اشتباكات في حي الجبيلة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفي محافظة إدلب تعرضت قرى جبل الزاوية صباح الإثنين، إلى قصف من قبل القوات الحكومية، مما أدى إلى سقوط جرحى، كما تعرضت بلدات دير الشرقي ومعرشمارين وجرجناز في ريف إدلب لقصف من قبل القوات الحكومية براجمات الصواريخ، وسط اشتباكات عنيفة في محيط بلدة حيش، مع أنباء عن خسائر بشرية، وفي محافظة اللاذقية، قصف الطيران المروحي بلدتي الكبير والخضرا في الريف، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة، وفي محافظة حلب، تعرضت مدينة السفيرة في الريف للقصف من بعد منتصف ليل الأحد الإثنين، كما تعرضت بلدات حيان وبيانون وحريتان للقصف، وفي مدينة حلب تعرضت أحياء مساكن هنانو واقيول والصالحين للقصف، حيث سجل سقوط قذائف عدة، وفي اللاذقية هز انفجاران اثنان صباح الإثنين المدينة من جهة حي قنينص، وسط أنباء عن استهداف حاجز للقوات الحكومية في المنطقة، وفي محافظة درعا تعرضت بلدة الطيبة للقصف مما أدى إلى مقتل رجل، بالإضافة إلى أضرار مادية، كما تعرضت بلدات الجيزة والكرك الشرقي والناصرية للقصف، مما أسفر عن تضرر في عدد من المنازل, وفي مدينة درعا سقطت قذائف عدة على حي طريق السد عند منتصف الليل، رافقها إطلاق نار، وفي دير الزور قتل مقاتلان من الكتائب المعارضة، احدهما برصاص قناص خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في حي الصناعة، والآخر خلال اشتباكات مع مسلحين تابعين للحكومة في بلدة ذيبان، كما دارت اشتباكات بين مقاتلين من المعارضة والقوات الحكومية في حي الحويقة، رافقها أصوات انفجارات عدة من بعد منتصف ليل الأحد الإثنين, وتعرضت بلدة الموحسن للقصف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي محافظة حماة تعرضت بلدة عقرب في الريف للقصف، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجراح، وسط أنباء عن مقتل سيدة، كما سقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرضت له قرية معركبة في ريف حماة الشمالي، وفي محافظة حمص تعرض حي الخالدية للقصف من قبل القوات الحكومية".
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الجيش السوري قام أخيرًا، بسحب قوات كثيرة من الجولان السوري، وأن ذلك يشكل تهديدًا على مستقبل القوات التابعة للأمم المتحدة على الحدود مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين، وصفوا بأنهم مطلعون، قولهم "إنه في الأسابيع الأخيرة، جرى نقل آلاف الجنود السوريين إلى جبهات القتال مع المعارضة في منطقة دمشق، وأن الجيش السوري قام بسحب الوحدات العسكرية الجيدة من الجولان، واستبدلها بقوات أقل عددًا وأقل نوعية، وأن المتمردين دخلوا إلى الفراغ الذي نشأ في الجولان، وأن إسرائيل تخشى من قيام عناصر الجهاد باستخدامها كقاعدة للهجوم عليها، وأصبح لقوات الأمم المتحدة أهمية أكبر، وأن إسرائيل تعمل عبر قنوات دبلوماسية لمنع تفكك هذه القوات".
وزار رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة السورية غسان هيتو، الأحد، مناطق في ريف إدلب الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية، في إطار سعيه إلى تشكيل الحكومة.
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "ضمن سلسلة لقاءاته ومشاوراته لتشكيل أول حكومة سورية حرة، والإطلاع عن قرب على حاجات المناطق المحررة، التقى في ريف إدلب هيتو برفقة قائد المجلس العسكري في إدلب العقيد الركن عفيف سليمان، وأعضاء المجلس المحلي للمدينة، كما التقى في سراقب أعضاء المجلس المحلي لريف إدلب، وهي المرة الثانية التي يعلن فيها عن زيارة لهيتو إلى الأراضي السورية الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية، بعد زيارة أولى إلى حلب في 24 آذار/مارس الماضي".
وذكر ائتلاف المعارضة، السبت، في بيان أن هيتو باشر مشاوراته لتشكيل الحكومة الموقتة، متوقعًا إعلانها خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن انتخب الائتلاف في 18 آذار/مارس الماضي، هيتو رئيسًا للحكومة الموقتة، التي من المقرر أن تشرف على الأراضي الخاضعة لسلطة المعارضة في سورية.
وأصبحت مناطق واسعة في شمال سورية، وبخاصة في منطقة إدلب، خارج سيطرة القوات السورية منذ فترة طويلة، وفي الثالث من نيسان/أبريل الجاري، زار رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب مناطق في ريف حلب، وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسًا للائتلاف.
وندد المجلس الوطني السوري "المعارض"، بـ"صمت العالم، وتخلي المنظمات الإنسانية" عن مدينة حمص، وسط سورية، والتي تحاصرها القوات الحكومية منذ 300 يوم، فيما تحدث المجلس الذي يعتبر أكبر مكونات الائتلاف السوري المعارض عن "سياسة تطهير طائفي بدأت بتهجير سكان أحياء في مدينة حمص، ومنع النازحين والمهجرين من العودة إلى منازلهم في هذه الأحياء، حتى في حال خضوعها لسيطرة الحكومة"، ورأى في ذلك "استكمالاً لسياسة تقسيم المدينة أو ما تبقى منها
أرسل تعليقك