دمشق - ميس خليل
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أنَّ القضاء على التطرف يتطلب بالدرجة الأولى مواجهة الفكر التكفيري الذي تصدّره بعض الدول وممارسة ضغوط فعلية على الأطراف المتورطة بتمويل وتسليح المتطرفين وتسهيل مرورهم، مضيفا أنَّ كل ذلك يحتاج إلى جهود تتسم بالجدية وليس بالطابع الإعلاني والاستعراضي.
وعبَّر الأسد أثناء استقباله وفدًا برلمانيًا روسيًا برئاسة نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية الياس أوماخانوف، عن تقدير الشعب السوري لسياسات روسيا المبدئية الداعمة لاستقرار الدول وسيادتها واستقلالية قرارها، لافتًا إلى أهمية استمرار التنسيق بين سورية وروسيا على جميع الصعد ولاسيما على الصعيد البرلماني لمواجهة التطرف والأفكار المتشدّدة الغريبة عن مجتمعاتنا.
وخلال اللقاء جدَّد الوفد الروسي التأكيد على استمرار وقوف روسيا إلى جانب الشعب السوري وتعزيز صموده في مواجهة المتطرفين، وشدَّد الوفد على أنَّ ثبات الموقف الروسي الداعم لسورية لا ينطلق فقط من العلاقات التاريخية التي تجمع شعبي البلدين، بل أيضا لأنَّ روسيا تبني سياساتها انطلاقا من تمسكها بالقوانين الدولية وضرورة احترام سيادة الدول، فضلًا عن أنَّها تعي حقيقة ما يجري في سورية كونها من أوائل الدول التي عانت من التطرف.
وفي السياق الميداني، شنَّت عناصر من "جيش الأمة" هجومًا معاكسًا على بلدة زبدين في الغوطة الشرقية، التي سيطرت عليها للقوات الحكومية قبل أيام، ما أجبر الأخيرة على التراجع إلى أطراف البلدة، فيما تمتد الاشتباكات إلى أطراف بلدة كفر بطنا المجاورة.
وفي الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات العنيفة في قرى بلدة القاسمية التابعة لمدينة دوما بين عناصر من "جيش الإسلام" والقوات الحكومية في محاولة للسيطرة على آخر القرى المحيطة بدوما، وإحكام الطوق حولها فيما تشهد أطراف مدينة دوما قصفا مدفعيًا مكثفًا على محاور مزارع الريحان وتل الكردي وميدعة والقاسمية، حيث سُجّل الأحد، 8 طلعات لسلاح الجو السوري على هذه المناطق .
وعلى محور حرستا، لا زالت القوات الحكومية تلعب دور المدافع في وجه هجمات عناصر "جبهة النصرة" على مبنى المخابرات الجوية، ولا تغيير في خطوط التماس في المنطقة.
بينما وفي جنوب دمشق، أعلن أمس السبت، مجموعة من المقاتلين المتشددين، بيعتهم لتنظيم "داعش" المتطرف، وأعلنوا أيضًا إنشاء إمارة الحجر الأسود، وتقدّر مصادر مقرّبة، عدد هؤلاء المقاتلين بـ1500 مقاتل هدفهم تحرير كامل ولاية دمشق وقتال جميع "الكفار والمرتدين".
ويتوقع مراقبون أن تشهد بلدة الحجر الأسود، معارك عنيفة لمنع تمدد هذا الفصيل المتشدد، حيث أنَّ مقاتلي هذا الفصيل لا يتمتعون بأي دعم شعبي داخل الغوطة وهم على خلاف قوي مع "جيش الإسلام" و"جيش الأمة".
وعلى جبهة الغوطة الغربية تتقدم القوات الحكومية في بلدة بسيمة، وتقصف بلدات دير مقرن وكفير الزيت، وشهدت التلال المطلة على بلدات منطقة وادي بردى انتشارًا كبيرًا لوحدات النخبة في الحرس الجمهوري، وكانت الفصائل المسلحة قد هدَّدت أمس السبت بتفجير نبع عين الفيجة إذا استمر هجوم القوات الحكومية.
أرسل تعليقك