عمان ـ طارق الشمري
أعلنت المملكة الأردنية رغبتها في تسليم المتهمة ساجدة الريشاوي، التابعة لتنظيم "القاعدة"، في صفقة تبادلية تتضمن إطلاق سراح الطيار الأردني، معاذ الله الكساسبة، الذي أسره التنظيم حتى بعد أنَّ قتل التنظيم الصحافي الياباني كينجي غوتو.
ومن الملاحظ إصرار تنظيم داعش على إطلاق السلطات الأردنية للسجينة، ساجدة الريشاوي، دون الكشف عن أهميتها بالنسبة إليه، وهو ما يطرح تساؤلات عدّة بشأن مصير تلك الصفقة.
وأفاد المتحدث باسم الحكومة الأردنية: "قوات الأمن المدنية والجيش الأردني يكثف من نقاط التفتيش للتأكيد مما إذا كان الطيار المختطف معاذ الله الكساسبة لا يزال حيًا أم لا، لا نزال على كامل الاستعداد لتسليم المتهمة ساجدة الريشاوي مقابل الإفراج عن ابننا وبطل البلاد".
كان تنظيم "داعش" قد اختطف الكساسبة بعد أنَّ ارتطمت طائرته من طراز "إف-16" بأحد الأراضي الواقعة تحت سيطرة الميليشيات في سورية.
وبعد أنَّ نشر التنظيم مقطع فيديو يظهر عملية ذبح الصحافي الياباني السالف ذكره، شعر الأردنيون بالقلق وطالب أقارب الطيار المختطف الحكومة أنَّ تتساهل خلال المفاوضات من أجل إطلاق سراح الكساسبة.
ولكن خلال المقطع لم يتم ذكر أيّة معلومات بشأن الطيار، ما أدى إلى إثارة المزيد من الرعب خشية قتله؛ إذ صرَّح عمه ياسين الرواشدة "ينبغي على الحكومة أنَّ تبلغنا حقيقة الأمور"، لافتًا أنَّ العائلة لا تطلب نبذة مختصرة عن الحادث لكنها تطالب بالتأكد مما إذا كانت الجهود تسير بطريقة إيجابية أم لا".
أما عن والد الطيار صفي الكساسبة فقد عبّر عن قلقه ولكنه أكد في الوقت ذاته، أنه لا يزال يؤمن ويضع آماله على الحكومة، قائلاً: "بالطبع أنا أشعر بالقلق، أنه ولدي، لطالما كنت أخشى أنَّ يصيبه مكروه وأيّة تطورات تجعلني أكثر قلقًا".
وأجرى الأردن مباحثات غير مباشرة من وراء الكواليس عن طريق زعماء العشائر في دولة العراق المجاورة الأسبوع الماضي، وعرضت الإفراج عن الريشاوي، وهي سجينة تابعة لتنظيم القاعدة ومحكوم عليها بالإعدام، في مقابل إطلاق سراح الطيار، ولكن أعضاء التنظيم لم يفيدوا بأنهم يفكرون في الوقت الحالي في مثل هذه الصفقة.
غير أنه تم تسريب رسالة صوتية يزعم أنها صادرة عن التنظيم، الذي يهدد من خلالها بقتل الطيار حال عدم الإفراج عن الريشاوي وتسليمها عبر الحدود التركية، ومرت المهلة المحددة بعد أنَّ أشارت عمان أنها لن تتمكن من الإفراج عن سجينة القاعدة دونما الحصول على دليل يؤكد أنَّ الطيار الأردني لا يزال على قيد الحياة.
وتعد الأردن جزء من التحالف الدولي الذي يشن هجمات ضد داعش منذ أيلول/ سبتمبر الماضي؛ إذ كان العاهل السعودي الملك عبدالله قد أكد أنَّ الحرب ضد المتطرفين تمثل معركة مغالى فيها لكن المشاركة في الهجمات الجوية لا تعد معروفة بين الأردنيين لكن أزمة الرهائن دفعت إلى انتقاد الحكومة في عمان انتقادات لاذعة.
أرسل تعليقك