إحباط ثلاث هجمات انتحارية شمال تكريت وصد هجوم لـ"داعش" جنوب الموصل

شنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 17 غارة جوية جديدة على مواقع تنظيم "داعش" في العراق وسورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وأكدت القيادة المركزية لعمليات التحالف في بيان الجمعة 22تموز/ يوليو ، أن طائرات التحالف نفذت تسع غارات في العراق بالقرب من مدن هيت وكيسك والموصل والقيارة والرمادي وتلعفر ضربت ودمرت مخزنًا للأسلحة وقذائف الهاون ووحدات تكتيكية وعددًا من المواقع القتالية، كما أن ثمان غارات وجهت في سورية بالقرب من أبوكمال ومنبج وضربت ودمرت حفارة نفطية ووحدات تكتيكية ومواقع للقتال ومدفعًا كان يستغله مسلحي "داعش".

وأعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الجمعة، أن باريس ستزود العراق بمدفعية لمساعدته في قتاله تنظيم "داعش"، إلا أنه استبعد إرسال قوات برية لمحاربة التنظيم، وأضاف هولاند في لقاء صحافي إثر اجتماع لمجلس الدفاع أن "قطع المدفعية" الفرنسية، التي لم يحدد طبيعتها، "ستنشر الشهر المقبل".

وأوضح الرئيس الفرنسي أن باريس ستعزز جهود محاربة تنظيم "داعش" بعد هجوم مدينة نيس، الذي أسفر عن مقتل 84 شخصًا الأسبوع الماضي، وكان هولاند أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده سترسل حاملة الطائرات شارل ديغول في الخريف إلى منطقة الشرق الأوسط للمشاركة في العمليات ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية.

وتمكنت القوات المشتركة العراقية بمشاركة طيران الجيش ومدفعية الميدان من إحباط ثلاث هجمات انتحارية بسيارات مفخخة حاولت استهداف القوات المشتركة والنازحين شمال تكريت، في محافظة صلاح الدين، ويأتي هذا في وقت قُتل العشرات من مسلحي تنظيم "داعش"، بينهم سبعة انتحاريين في صد محاولة تعرض لمسلحي التنظيم على قريتين، جنوب الموصل، بمشاركة طيران التحالف الدولي.

وقال مصدر عسكري في قيادة عمليات صلاح الدين، إن "طيران الجيش وقطعات المدفعية تمكنوا من استهداف ثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون حاولوا استهداف قطاعات القوات المشتركة والنازحين قرب مفرق الشرقاط، غربي القضاء، وأن استهداف إحدى السيارات المفخخة أسفر عن احتراق آلية للجيش كانت قريبة من موقع الاستهداف".

وكشفت قيادة عمليات تحرير نينوى في بيان ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، إن القيادة صدّت محاولة تعرض فاشلة لعناصر "داعش" على قريتي العوسجة والحاج علي، وأن فوج مغاوير القيادة ومغاوير الفرقة 15 وباقي تشكيلات الفرقة 15 استطاعت التصدي لهم وبإسناد من طيران التحالف الدولي مما أسفر عن قتل العشرات منهم بينهم سبعة انتحاريين وتدمير زورقين وملاحقة الفارين منهم إلى قرية الحود، لافتًا إلى قتل 3 منهم وجرح اثنين آخرين وتدمير زورقين.

وأعلنت خلية الإعلام الحربي في الجيش العراقي، الجمعة، أن طيران الجيش شن غارة على معسكر لمتطرفي داعش وكبدهم العشرات من القتلى ودمر العديد من الاليات ومفرزة هاون واشعال النيران في جميع ارجاء المعسكر في منطقة علاس ضمن قاطع عمليات صلاح الدين، وأن طيران الجيش وجه ضربة جوية أسفرت عن إحراق عجلة تحمل متطرفين وقتل من فيها في منطقة الشيخ علي جنوب الشرقاط ضمن قاطع عمليات صلاح الدين.

وفي العاصمة أكد مصدر في وزارة الداخلية، الجمعة، أن نقاط التفتيش المنتشرة على الطرق والجسور الرئيسة في العاصمة بغداد شددّت من إجراءات تفتيش المركبات والأشخاص، وأضاف المصدر، أن تلك الإجراءات جاءت متزامنة مع انتشار أمني مكثف في شارع السعدون وساحة التحرير وقطع بعض المنافذ الأخرى المؤدية إليها، وأن القوات الأمنية قطعت، صباح الجمعة، جسر الجمهورية، وسط العاصمة بغداد، وسط انتشار أمني قرب مداخل المنطقة الخضراء قرب الجسر المعلق ومنطقة الحارثية.

وأوضح، أن تلك الإجراءات تأتي تزامنًا مع موعد التظاهرة الاسبوعية المطالبة بالإصلاح والتي ستجري في ساحة التحرير، وسط العاصمة، وشهدت العاصمة بغداد، الجمعة وفقًا لمصدر أمني، أن مسلحين مجهولين يرتدون زيًا عسكريًا ويستقلون سيارة حديثة رباعية الدفع أطلقوا، صباح الجمعة، النار من مسدسات كاتمة للصوت باتجاه سيارة تعود لصاحب مكتب للصيرفة لدى مروره في منطقة الشعب، شمال شرقي بغداد، مما أسفر عن مقتله في الحال، مبينًا أن المسلحين سرقوا مبلغ 70 ألف دولار كانت داخل سيارته قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة.

ودعا العراق من واشنطن إلى شراكة "طويلة الأمد" مع التحالف الدولي حتى بعد تحرير أراضيه والقضاء على "داعش"، وأكد على أهمية الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدوليّ لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، وطالب الدول باحترام سيادته ووحدة أراضيه والحدود الدولية لدولة "موغلة في التاريخ".

وأشاد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري خلال إلقاء كلمة العراق في الاجتماع الذي حضره وزراء الدفاع والخارجية من 40 دولة مشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، نقلها موقع وزير الخارجية ، " بـ "الدعم الإنساني المُقدم في إطار جُهود إعادة الاستقرار إلى المناطق المُحررة والتخفيف من الأزمة الإنسانية التي يمر بها النازحون نتيجة الأعمال المتطرفة والنتائج الطيبة التي تحقَقت في مُؤتمر المانحين الذين تعهَّدوا بتقديم 2.1 مليار دولار إلى العراق".

وأكد الجعفري خلال الكلمة أنه لا يُمكِن دحر الإرهاب ولا يمكن تحقيق السلم الدوليّ إلا باستئصال جذور الإرهاب الفكرية، وشددّ وزير الخارجية على أهمية الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدوليّ 2170، و2178، و2199، و2253، وتفعيل اللجان المعنية بهذه القرارات لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، موضحًا "أننا نتطلع لدور أكثر فعاليّة خُصوصًا من الدول المجاورة لنا في مجال التعاون الاستخباراتيِّ وضبط الحدود وإيقاف تدفـُّق المقاتلين المتطرفين الأجانب وتجفيف منابع الإرهاب من خلال رصد ومُراقـَبة العمليّات الماليّة والتجارة غير المشروعة عبر الحدود".

ولفت الجعفري إلى الترحيب بما ورد في كلمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتاريخ 17/3/2016 حول اعتبار جرائم "داعش" في العراق جرائم إبادة جماعيَّة وجرائم ضدَّ الإنسانية والدعوة إلى تفعيل الإجراءات القانونيّة اللازمة لملاحقة مُرتكِبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة، وبناء شراكة طويلة المدى مع دول التحالف حتى بعد تحرير كامل الأرض العراقـيّة، والقضاء على داعش نهائيًا.