التنظيم المتطرف يقطع "الانترنت" في الموصل ويغلق مقار الحسبة وأغلب الجوامع فيها

شنَّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة خلال الساعات ال24 الأخيرة 20 غارة جوية على عناصر" داعش" المتطرفة في العراق وسورية. وقالت القيادة المركزية لعمليات التحالف في بيان اليوم الخميس، ان "التحالف نفذ 11 غارة في العراق بالقرب من مدن القائم وحديثة وهيت والموصل والقيارة والرمادي وسنجار، ضربت وحدات تكتيكية ومواقع للقتال وتجمعات للمسلحين وعدة مركبات وزوارق" . ولفت البيان الى ان "تسع غارات وجهت في سورية بالقرب من الرقة ومنبج ومارع ضربت ودمرت وحدات تكتيكية ومواقع للقتال كان يستغلها مسلحو داعش".

وأكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ، اليوم الخميس، خلال حضوره حفل تخرج الدورة 24 لأفواج مقاتلة الدروع ومكافحة الشغب والشرطة الاتحادية وشؤون الشرطة، ان "القوات المشتركة العراقية تتحرك حاليا في مدينة الموصل لتحريرها من اخر معاقل عناصر داعش المتطرفة".

وأمر رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي ايضا، خلية إدارة الأزمات المدنية باتخاذ "اجراءات فورية" لتأمين احتياجات النازحين من قضاء الشرقاط، شمال تكريت، والمناطق الاخرى من محافظتي صلاح الدين ونينوى. وقال المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، إن "رئيس الحكومة حيدر العبادي أمر خلية ادارة الأزمات المدنية باتخاذ إجراءات فورية لتأمين الاحتياجات اللازمة للنازحين من الشرقاط والمناطق الاخرى لمحافظتي نينوى وصلاح الدين".‎

واكدت  قيادة العمليات المشتركة، ان عناصر "داعش" المتطرفة بدأت باغلاق مقارها لما تسمى بـ"الحسبة" في مدينة الموصل، وقطعت شبكات الانترنت في الموصل وغلق أغلب الجوامع في المدينة. وذكر بيان للخلية وصلت الى"العرب اليوم" نسخة منه، ان "مصادرنا الاستخبارية داخل الموصل، تؤكد ان عناصر "داعش" المتطرفة بدأت تغلق اغلب مقار ماتسمى بالحسبة في جانبي المدينة الايمن والايسر بالموصل".

واضاف ، ان "عناصر  داعش قامت بقطع شبكات الانترنت عن اغلب مناطق الموصل وستعلن عن قطعها نهائيا اعتبارا من يوم الاول من شهر اب/أغسطس المقبل خوفا من التواصل والتعاون مع القطعات الامنية من قبل اهالي الموصل".ولفت البيان الى ان "داعش اغلقت أكثر جوامع الموصل وذلك لعزوف الاهالي من المدنيين للصلاة فيها ولقلة عناصره التي كانت ترتاد الجوامع وتثقف باتجاه الانضمام لهذه العناصر الاجرامية".

وتستعد القوات المشتركة العراقية وبدعم من التحالف الدولي خلال الساعات القليلة المقبلة لاقتحام وتطهير جزيرة الخالدية شرقي الرمادي من عناصر تنظيم "داعش"، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية من العاصمة بغداد ، بينما تستمر القوات الامنية بالقصف المدفعي لتدمير خطوط دفاعات التنظيم في الجزيرة.

وقالت مصادر عسكرية مطلعة لـ"العرب اليوم" ان "الساعات القليلة المقبلة ستشهد عمليات عسكرية واسعة لاقتحام مداخل قضاء جزيرة الخالدية شرقي الرمادي ، بدعم من طيران التحالف وتحرير جميع المناطق ورفع العلم العراقي فوق مبانيها الحكومية ومراكز الشرطة واخلاء المدنيين منها ونقلهم الى مناطق آمنة". واضافت ان "تعزيزات عسكرية من قوات الجيش والشرطة الاتحادية وأفواج الدروع وقوات من الدبابات والدروع وصلت الى القضاء، قادمة من بغداد استعداداً لاقتحام جزيرة الخالدية وتطهيرها من عناصر تنظيم داعش المتطرف".

واكدت المصادر العسكرية  أن "مدفعية الجيش العراقي والغارات الجوية والعمليات البرية التعرضية مستمرة لتدمير خطوط دفاعات التنظيم المتطرف في جزيرة الخالدية شرقي الرمادي لإضعاف قدرات داعش وتشتيت جهدهم".

وفي بغداد، قال مصدر امني: إن "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة اطلقوا، ظهر اليوم، النار من اسلحة رشاشة باتجاه سيارة مدنية يستقلها صاحب محل لصياغة الذهب لدى مروره في منطقة البلديات، شرقي بغداد، مما أسفر عن مقتله في الحال"، مبيناً أن "المهاجمين سرقوا مبلغ 30 ألف دولار ومصوغات ذهبية كانت بحوزة الصائغ قبل أن يفروا الى جهة مجهولة".

واضاف أن "اسطوانة غاز انفجرت، ظهر اليوم، داخل منزل في منطقة جرف النداف، جنوبي بغداد، ما أدى إلى نشوب حريق أسفر عن مصرع شخصين وإصابة اثنين آخرين". وتابع المصدر، أن "عبوة ناسفة انفجرت، ظهر اليوم، مستهدفة دورية للشرطة لدى مرورها في قضاء الطارمية، شمالي بغداد، مما أسفرت عن مقتل أحد عناصرها وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعجلة الدورية". وأبرز أن "عبوة ناسفة انفجرت، ظهر اليوم، بالقرب من محال تجارية في منطقة الشعب، شمال شرقي بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة".

ودعا وزير الدفاع خالد العبيدي، اليوم الخميس، في كلمة له خلال مؤتمر التحالف الدولي المنعقد في الولايات المتحدة الأميركية بحضور وزراء دفاع 35 دولة نقلها مكتبه الإعلامي ، الى " تكثيف جميع أنواع الدعم العسكري للقوات العراقية التي تحارب الآن نيابة عن الإنسانية جمعاء".

وأشار العبيدي، إلى ضرورة " تقديم الدعم الإنساني للنازحين جراء عمليات التحرير، وإعادة إعمار المناطق المحررة بدعم دولي"، داعيا إلى "دعم القوات العراقية بكل أنواع الإسناد التقني والمعلوماتي لوقف الهجمات الإرهابية على المدن، مع التذكير بجريمة الكرادة".

وكان وزير الدفاع خالد العبيدي وصل، في 19 تموز/أيلول 2016، إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر وزراء دفاع دول التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وإلقاء كلمة العراق فيه.