باريس - هدى زيدان
نبَّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن من ان الاحداث الجارية في شرق أوكرانيا تدعو للقلق، داعياً روسيا الى سحب قواتها من حدود جارتها السوفياتية السابقة.
وقال فو راسموسن لمؤتمر لحلف الاطلسي المعقد في باريس، ان "الاحداث الجارية في شرق أوكرانيا مثار قلق كبير، وأدعو روسيا الى التراجع، مؤكداً أن أي خطوة اضافية صوب شرق أوكرانيا ستمثل تصعيدا خطيراً، لا تخفيفاً للتصعيد
."
وأعلن انه على روسيا ان تسحب "عشرات الالاف من قواتها" المحتشدة عند حدود أوكرانيا.
في المقابل اتهم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الغرب بنشر التوتر من دون داع ٍ في شأن الأزمة في أوكرانيا، محذّراً من احتمال انتشار الفوضى ما لم يتعاون الغرب مع بلاده في شأن حلها.
وقال في حديث لصحيفة "الغارديان"، "إن الأزمة العميقة والمنتشرة في أوكرانيا هي مسألة تثير قلقاً بالغاً بالنسبة لروسيا، ونحن نتفهم جيداً موقف البلد الذي اصبح مستقلاً منذ ما يزيد قليلاً على 20 عاماً وما زال يواجه مهاماً معقدة في بناء دولة ذات سيادة، بما في ذلك البحث عن توازن المصالح بين مختلف مناطقها وشعوبها التي لها جذور تاريخية وثقافية مختلفة، وتتحدث لغات مختلفة، ولها وجهات نظر مختلفة حول ماضيها وحاضرها ومكان بلادها بالعالم في المستقبل".
واضاف أن دور القوى الخارجية واستناداً إلى هذه الوقائع "كان من المفترض أن يتركز على مساعدة الأوكرانيين لحماية أسس السلم الأهلي والتنمية المستدامة والتي لا تزال هشة، وروسيا بذلت أكثر من أي بلد آخر لدعم الدولة الأوكرانية المستقلة، بما في ذلك دعم اقتصادها من خلال تخفيض أسعار الطاقة لسنوات طويلة".
واشار إلى أن بلاده "أيدت رغبة كييف في اجراء مشاورات عاجلة بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي لمناقشة تنسيق عملية التكامل، لكن الأخير رفض ذلك رفضاَ قاطعاً، وهذا الموقف يعكس خطاً غير منتج اتخذه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ فترة طويلة سعياً وراء اجبار أوكرانيا على اتخاذ خيار مؤلم بين الشرق والغرب، وعمقا بذلك الخلافات الداخلية المتفاقمة فيها".
واعتبر أن الإصرار على أن روسيا تقوّض الجهود الرامية إلى تعزيز الشركات في القارة الأوروبية "لا يتوافق مع الحقائق، لأننا وعلى العكس من ذلك، شجّعنا بثبات نظام الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة في المنطقة الأوروبية ـ الأطلسية، وعرضنا توقيع معاهدة بهذا الشأن، ودعونا إلى إنشاء فضاء إقتصادي وانساني مشترك من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ يكون مفتوحاً أيضاً لدول الإتحاد السوفياتي السابق".
واضاف أن روسيا "تبذل كل ما في وسعها لتعزيز الإستقرار المبكر في أوكرانيا، ومقتنعة اقتناعاً راسخاً بأن هذا يمكن أن يتحقق من خلال إجراء إصلاح دستوري حقيقي من شأنه أن يكفل الحقوق المشروعة لجميع المناطق فيها، والإستجابة لمطالب المنطقة الجنوبية الشرقية بجعل اللغة الروسية لغة رسمية ثانية في الدولة، وتقديم تعهدات راسخة مدعمة بالقوانين لوضع عدم الإنحياز لأوكرانيا لضمان دورها كحلقة وصل في بنية غير مجزأة للأمن الأوروبي، واتخاذ تدابير عاجلة لوقف نشاط التشكيلات المسلحة غير الشرعية والجماعات القومية المتطرفة الأخرى".
من جهته صرح الرئيس الاوكراني بالوكالة الكسندر تورتشينوف ان "الانفصاليين" الذين "يرفعون الاسلحة ويجتاحون المباني" ستتم معاملتهم "بموجب القانون والدستور كارهابيين ومجرمين".
قال تورتشينوف في البرلمان إن "قوات الامن لن ترفع ابداً السلاح على متظاهرين سلميين.
أرسل تعليقك