قُتل مواطن سعودي وأصيب 6 مقيمين، اليوم السبت، إثر سقوط قذيفة أُطلقت من الأراضي اليمنية على إمارة نجران، جنوبي المملكة العربية السعودية. وقال المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة نجران المقدم علي الشهرانيإنه "عند ظهر اليوم السبت باشرت فرق الدفاع المدني بلاغاً عن سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية مما نتج عنه وفاة مواطن وإصابة 6 مقيمين غير سعوديين، 5 منهم يمنيون، وعامل واحد من الجنسية الباكستانية"، بحسب ما نقلته قناة الإخبارية الرسمية.
ولفت الشهراني إلى أنه "تم نقل المصابين إلى المستشفى والسيطرة على الحريق الناجم عن المقذوف". وفي وقت سابق اليوم، أعلن الحوثيون إطلاق صاروخ باليستي من طراز "زلزال 3" على إمارة نجران، وفقًا لقناة "المسيرة" التابعة لهم. وذكرت القناة في شريطها العاجل، أن "القوة الصاروخية أطلقت صاروخ (زلزال 3) على معسكر الدفاع الجوي في إمارة نجران".
ولم يعرف ما إذا كان ضحايا اليوم قد سقطوا بالصاروخ الباليستي أم قذائف صغيرة، لكن صورًا بثتها وسائل إعلام سعودية أظهرت حرائق كبيرة في مكان سقوط المقذوف.
وتزامن ذلك مع تحقيق الجيش اليمني، مسنودًا بالمقاومة الشعبية اليوم السبت، تقدما جديدا في السلاسل الجبلية شرقي العاصمة صنعاء، بالتزامن مع تلويح الحوثيين والرئيس السابق "علي عبد الله صالح" بتشكيل حكومة جديدة عبر "المجلس السياسي الأعلى" المشكل بينهم بالمناصفة، في يوليو/تموز الماضي.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة، في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تمكنوا من تحرير جبلي الكحل، والقتب في مديرية نهم شرقي صنعاء".
كما تمكنت القوات الحكومية، من تحرير موقع "البياض" الاستراتيجي، المطل على بلدة "المدفون" بذات المديرية، وفقا للمركز الإعلامي. وترافقت المعارك مع غطاء جوي لمقاتلات التحالف العربي، إذ شن الطيران أكثر من 7 غارات على مواقع مسلحي جماعة "أنصار الله" "الحوثي وقوات صالح" في منطقتي"مسورة" و"محلي"، بمديرية نهم.
وتحدث المركز الإعلامي، عن فرار لمسلحي الحوثي وقوات صالح من مواقعهم في منطقة "المدفون" صوب منطقة "المجاوحه"في بنهم، بالتزامن مع استمرار تقدم الجيش والمقاومة.
وأعلن الحوثيون عن مقتل واصابة عدد كبير من "حلفاء الحكومة خلال التصدي لمحاولة تقدم في منطقة ملح بمديرية نهم"، وفقا لقناة المسيرة التابعة لهم. وقالت القناة، إن مديرية "نهم" تعرضت لنحو 20 غارة جوية اليوم السبت. وتزامنت المعارك المتصاعدة في مديرية نهم، التي تبعد نحو 50 كيلو مترا عن مطار صنعاء الدولي، مع تصعيد سياسي للحوثيين والرئيس السابق، حيث أعلن رئيس "المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، عن البت في تشكيل حكومة جديدة، خلافا للحكومة الشرعية المعترف بها.
وفي الرياض، عقد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم السبت، لقاءين منفصلين، مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة "فرص السلام"، بالتزامن مع تصاعد المعارك على أكثر من جبهة في اليمن.
وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، فإن اللقاء الذي جرى في مقر إقامة الرئيسان المؤقت بالرياض، بحث "فرص السلام التي تعمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على متابعتها وتحقيقها وآفاقها الممكنة، رغم الصعوبات والتحديات الماثلة".
ووفقا للوكالة، فقد أشاد هادي "بالمساعي الحميدة التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن، وذلك ترجمةً لقرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار 2216، الذي يطالب جميع الأطراف اليمنية، ولا سيما جماعة أنصار الله (الحوثي)، بالامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوّض عملية الانتقال السياسي"، ويدعوهم إلى "التوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في البلاد".
وقالت الوكالة، إن هادي "جدّد حرصه التام والحكومة الشرعية على السلام المبني على الأسس والمرجعيات المحددة والواضحة، من خلال المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الأممية ذات الصلة.
وفي لقاء ولد الشيخ مع بن دغر، أكد الأخير حرص الحكومة على "إحلال السلام الدائم والشامل"، مشيراً أن "تعنت الإنقلابيين وجبروتهم لا يزيد الشرعية والشعب اليمني الواحد إلا صمودا واستماتة أقوى للسلام، وإنهاء نزيف الدم الذي طال الكثير من أبناء الوطن"، حسب الوكالة. وقال بن دغر "نريد سلاماً دائماً يحقق آمال كل اليمنيين، ويكون السلاح بيد الدولة فقط وليس بيد أطراف أخرى"، معرباً عن أمنياته بأنه يكون الطرف الآخر "قد استوعب الدرس".
وأعرب ولد الشيخ، عن تطلعه إلى أن "يتجاوز اليمن مختلف التحديات الراهنة وصولاً إلى تحقيق غاية السلام المنشودة" .
وفي وقت سابق أعلن الوفد المشترك للحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي العام" في مشاورات الكويت، اعتذاره عن عدم لقاء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في العاصمة العُمانية مسقط، مشترطاً أن يكون اللقاء في صنعاء، وفقا لعضو الوفد، ياسر العواضي.
ويأتي اعتذار الجماعة، بعد تعذّرهم من مغادرة العاصمة العمانية إلى صنعاء، جراء إغلاق قوات التحالف العربي "مطار صنعاء الدولي" أمام الطائرات، باستثناء تلك التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، من أجل إيصال المساعدات للشعب اليمني.
وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال العواضي "وجهنا رسالة لولد الشيخ نعتذر فيها عن لقائه إلا في صنعاء، بعد التشاور مع المجلس السياسي الأعلى".
ووفق مصدر حوثي، فقد كان من المفترض أن يلتقي المبعوث الأممي في مسقط اليوم، بوفد "الحوثي و صالح" التفاوضي، للتحضير للجولة المرتقبة من مشاورات السلام التي من المقرر أن تنطلق بعد شهر من رفعها في الكويت، يوم 6 من أغسطس/آب الجاري، في دولة لم يتم تحديدها بعد.
أرسل تعليقك