الخرطوم - محمد إبراهيم
أكدت جماعة الإخوان المسلمين، في السودان، أن انسحاب مراقبها العام، الحبر يوسف نور الدائم، من حضور الجلسة الختامية لفعاليات الحوار الوطني، جاء بسبب وجود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بين الرؤساء المشاركين في الجلسة الختامية.
وقال بيان، صدر عن الجماعة، الثلاثاء، لتوضيح موقف "إخوان السودان"، أنه تم توكيل الأمين السياسي للجماعة، الصادق أبو شورة، لتمثيلهم في الجلسة، التي كان من المقرر أن يحضرها "الدائم"، ولكن احتجاجًا على مشاركة "السيسي"، خفضت الجماعة تمثيلها، بحضور الأمين السياسي، بدلاً من المراقب العام.
وتعرضت جماعة "الإخوان" في السودان إلى انشقاق، منذ أن دارت صراعات كبيرة بين طرفيها، المراقب العام للإخوان المسلمين، علي جاويش، والحبر يوسف نور الدائم، وانتهت تلك الخلافات باجتماع طارئ لمجلس شورى الجماعة، أطاح بمراقبها العام، علي جاويش، وعدد من القيادات، وكلف "الدائم" بالقيام بمهام المراقب العام، لحين انعقاد المؤتمر العام، وتبعًا لذلك الإنقسام شاركت جماعة "الدائم" في الحوار الوطني، ممثلين للإخوان المسلمين، بينما لم تشارك جماعة علي جاويش، وخرجت منذ بدايات الحوار، لاعتراضها على طريقة سيره، وجدواه.
وكان "جاويش" مراقبًا عاما للإخوان المسلمين، عندما أعلنت الجماعة تخليها عن شراكتها مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، احتجاجًا على اعتراف الخرطوم بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بحكم الإخوان، بقيادة الرئيس الأسبق محمد مرسي. ولم يكن غياب "جاويش" عن جلسة ختام فعاليات الحوار الوطني، بسبب الصراع الذي بينه وبين "الدائم"، وإنما لأسباب تقديرية له، ولجماعته، تخص الحوار نفسه، ووفق حديث "جاويش" لـ "العرب اليوم"، فإن مقاطعته لمؤتمر الحوار تعود إلى رؤيته بعدم جدوى الحوار، مؤكدًا أنه شخصيًا لم يتسلم دعوة من أجل حضور فعالية ختام المؤتمر العام للحوار الوطني. وأضاف "جاويش" أن جماعة "الدائم" يعملون وحدهم، وبرؤيتهم، ولا يشاورون أحدًا، مؤكدا أنه غير معني بهذه الجماعة أو مواقفها.
ووفق بيان صادر عن جماعة الإخوان، فإن المراقب العام للجماعة، الحبر يوسف نور الدائم، اتخذ قرارًا بمقاطعة الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني، في قاعة الصداقة، احتجاجًا على حضور الرئيس المصري، وقال البيان إن الجماعة كلفت الصادق أبوشورة، ونائب الأمين السياسي، المهندس أمية يوسف، بحضور الجلسة، واعتبر أن مقاطعة الجلسة، وتخفيض التمثيل، يمثّل رفض الإخوان في السودان لـ "النظام الانقلابي"، بقيادة "السيسي"، واختتم البيان مؤكدًا على فعّالية الإخوان في مسيرة الحوار الوطني، إلى ان وصل إلى نهاياته، مشيرًا إلى أن غيابهم عن الجلسة الختامية فرضه مشاركة "السيسي".
وأشار "جاويش" إلى أن "الدائم" رجل راشد، ويعرف الحكومة جيدًا وتعرفه، مؤكدًا أنه غير معني بحضوره لجلسات الحوار أو مقاطعتها. وأضاف أن حضور "السيسي"، ومن معه من رؤساء، إلى السودان، يعبر عن الاتجاه العالمي نحو السودان، خاصة من الولايات المتحدة الأميركية، مبينًا أن "السيسي" لديه مشاكل في بلده، مثل الحكومة السودانية، مبينًا أن النظامين يسعيان لحلها بالتقارب بينهما. وبعكس ما جاء في بيان مجموعة "دائم"، قال "جاويش" إن الحوار لا يعنيه، ولن يثبت شرعية أي من الأطراف، مضيفًا بأن "دائم" رجل راشد، ولا ينتظر من "جاويش" أن يمنحه الشرعية، أو يسحبها منه.
أرسل تعليقك