أكدت مصادر صحافية، الأربعاء، ما أشارت إليه وسائل إعلام يمنية بشأن دفن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء، حيث نقلت عن مراسلها باليمن قوله إنه تم "دفن جثمان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء ليلًا دون مراسم". وأكدت صحيفة "المشهد اليمني" أن جماعة الحوثيين الإيرانية قامت، مساء الثلاثاء، بدفن جثمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مقبرة الشهداء في العاصمة صنعاء، بحضور عدد من بعض أقاربه غير المباشرين، ومن أبناء قريته.
وقال المصدر نقلًا عن أحد الحضور إن الدفن تم وسط تكتم شديد، ومُنع الحاضرون من حمل هواتفهم النقالة، وبعدد محدود فقط من أبناء منطقته، ومن أقاربه البعيدين؛ فيما صرح أحد الناشطين من حزب المؤتمر إن دفن جثمان "صالح" كان بضوء مصباح، بحضور خمسة أنفار من أسرته. وكانت مليشيات الحوثي الإيرانية وضعت عددًا من الشروط أمام أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح مقابل تسليمها لجثة صالح؛ أبرزها عدم الإعلان عن موعد دفنه، كما اشترطت المليشيات أيضًا ألا تكون جنازته شعبية، وتقتصر فقط على أقاربه، وعدم دفنه في حديقة جامع "الصالح"، حسب وصية أوصى بها "صالح" سابقًا.
وأكد المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني، أمس الثلاثاء، أنه خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، كشف المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في كلمته عن عمليات تصفية لأعضاء المؤتمر الشعبي تجري في صنعاء على يد ميليشيا الحوثي. وكشف اليماني عن إعدام الآلاف خلال اليومين الماضيين على يد الانقلابيين، مبيناً أن هناك اتفاقاً لإجلاء العاملين الأمميين في المجال الإنساني من صنعاء جراء التطورات الأخيرة فيها.
دعوة أممية لخفض مستوى العنف
من جانبه، دعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف اليمنية إلى خفض مستوى العنف والالتزام بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة من دون شروط من أجل وقف دائم لإطلاق النار. وقال سفير اليابان كورو بيسو الرئيس الحالي للمجلس في ختام جلسة مغلقة حول آخر التطورات في اليمن، إن المجلس متحدٌ في قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني الرهيب الذي ما زال يتدهور في اليمن والذي بات على شفا مجاعة كارثية، على حد تعبيره.
وأشار رئيس المجلس أيضا إلى أن أعضاء المجلس يدينون بشدة الهجمات بالصواريخ على السعودية التي شنتها ميليشيات الحوثي، مذكرا بأن مجلس الأمن سبق وأن فرض حظرا على إرسال الأسلحة إلى اليمن.
انفجار الوضع في اليمن
إلى هذا أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك أن الوضع في صنعاء سيئ، محذرا من انفجار الوضع الذي يتسبب بآثار مدمرة على اليمنيين. ونبه دوجاريك من أن اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو حدث سيضيف مستوى آخر من التعقيد على موقف سياسي معقّد بالفعل. ودعا دوجاريك إلى تسوية يتم التفاوض بشأنها، مؤكداً أن عملية السلام عبر المفاوضات يمكن أن تضع حلا أمام اليمنيين.
خيم الحزن والغضب على العاصمة اليمنية صنعاء والمحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون بعد مقتل الرئيس السابق وزعيم حزب "المؤتمر الشعبي العام" علي عبدالله صالح، خصوصاً بعد ظهور معلومات بناء على روايات شهود أن صالح قتل في منزله في شارع حدة وسط العاصمة وهو يحمل سلاحه ويقاتل الميليشيات الحوثية دفاعاً عن بيته وعرضه وإلى جانبه عدد من قادة حزبه وضباط في الجيش وجنود حراسته وبعض أقاربه.
وأعرب مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها، أمس الثلاثاء، في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن الأمل بأن تساهم انتفاضة أبناء الشعب اليمني ضد الميليشيات الحوثية الطائفية الإرهابية المدعومة من إيران في تخليص اليمن من التنكيل والتهديد بالقتل والإقصاء والتفجيرات والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة. وجدد المجلس حرص المملكة الدائم على استقرار اليمن وعودته إلى محيطه العربي.
ودان رئيس الوزراء اليمني النائب الأول لرئيس "المؤتمر الشعبي العام" أحمد عبيد بن دغر، حملة الاعتقالات التي تنفذها ميليشيات الحوثي بحق أعضاء حزب "المؤتمر" في صنعاء وعدد من المحافظات. وحمّلها المسؤولية عن حياة المعتقلين، مطالباً جامعة الدول العربية ومجلس الأمن بالتدخل لوقف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين. كما طالب المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة الاعتقالات وما يرافقها من تعذيب وإهانات يتعرض لها المعتقلون في سجون الميليشيات.
وكان الحوثيون نشروا رواية أول من أمس مفادها بأن صالح قتل في كمين وهو في طريقه إلى منطقة سنحان مسقطه (جنوب شرقي صنعاء) هارباً من الميليشيات بعد اقتحام منزله ومنازل أقاربه بعد نحو أسبوع على المواجهات الدامية بين أنصار صالح والميليشيات الحوثية في عدد من الأحياء الجنوبية للعاصمة. وزاد من الغضب قيام أتباع الحوثي بإقامة مهرجان احتفالي باغتيال علي صالح في شارع المطار شمال صنعاء بعد ظهر أمس، واستحضرت خطاباتهم وشعاراتهم قائدهم المؤسس حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في الحرب الأولى عام 2004 في أحد كهوف محافظة صعدة على يد القوات الحكومية إبان عهد الرئيس السابق، وغلب على تلك الشعارات التشفي والروح الانتقامية، ما عزز سخط غالبية اليمنيين، وتوقهم لتحرير بلدهم من بطش الحوثيين.
ووفقاً لمصادر متطابقة في صنعاء، فقد اقتحم عناصر من الجماعة عدداً من منازل أقارب الرئيس السابق وأصهاره ومساعديه، ونشروا الذعر بين النساء والأطفال. وقالت تلك المصادر إن الحوثيين فرضوا حالة طوارئ غير معلنة في صنعاء، وبدأوا اتصالات (مغلفة بالتهديد) مع عدد من قيادات حزب "المؤتمر الشعبي"، عبر شخصيات تنتمي (سلالياً) لجماعة الحوثي ومحسوبة على حزب صالح، بهدف الاستيلاء على "المؤتمر" من خلال إعادة هيكلته وتغيير ولائه السياسي، ليصبح ولاؤه المطلق للجماعة وزعيمها.
وفي هذا السياق أصدر أحمد علي صالح (المقيم في أبو ظبي) بياناً للشعب اليمني في داخل اليمن وخارجه وإلى كل محبي والده في العالم العربي والإسلامي، نعى فيه والده وأكد أن ميليشيات الحوثي أعدمته وهو يدافع عن نفسه في منزله في صنعاء.
كما أكد أحمد علي صالح "أن الكثيرين من مرافقيه وحرسه الخاص وعائلته لا يزالون في عداد المفقودين. وأضاف أنه "سيكون في خندق واحد إلى جانب الشرفاء من أبناء الشعب اليمني للدفاع عن الدين والوطن والجمهورية التي ناضل والده واستشهد في سبيلها". وخاطب اليمنيين قائلاً: "أعاهدكم ومعي كل الشرفاء أننا ومن وسط الجراح سنعتلي صهوة الجياد لنواجه ببسالة الرجالِ المؤمنين بمبادئهم أعداءَ الوطن والإنسانية الذين يحاولون طمس هوية اليمن وهدم مكتسباته وإذلال اليمنيين، وطمس تاريخهم المشرق والضارب في أعماق التاريخ، بترويج الخديعة والخرافات والأفكار الضالة والمشبعة بالوهم والخديعة".
واحتجزت ميليشيات الحوثي أمس اللواء مهدي مقولة، خال الرئيس السابق علي صالح، والشيخ علي حميد جليدان أحد كبار شيوخ قبائل حاشد الموالية لصالح، كما فرضت الإقامة الجبرية على القيادي في حزب "المؤتمر" صالح لبوزة. وقالت مصادر، إن مقولة وجليدان سلما نفسيهما من دون أن يبديا مقاومة. وكشفت مصادر يمنية أن ميليشيات الحوثي تعتزم إصدار قرارات بمصادرة أموال علي صالح وبعض قيادات "المؤتمر"، فضلاً عن إصدار أحكام قضائية من المحاكم الخاصة بها بحق قيادات الحزب المؤيدة للشرعية.
لوّحت جماعة الحوثي بمصير الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي اغتالته، أول من أمس، لترهيب قبائل اليمن، بينما تأكد مقتل العميد طارق صالح، ابن أخي الرئيس السابق. وكشف عدد من مشايخ القبائل الموالين لحزب المؤتمر الشعبي من قبائل طوق صنعاء والمحافظات المجاورة، عن تلقيهم أوامر من الحوثيين بتحديد موقف مكتوب يؤيد الجماعة، أو مواجهة مصير الرئيس السابق.
وجدد مجلس الوزراء السعودي، أمس، حرص المملكة الدائم على استقرار اليمن، معرباً عن الأمل في أن تسهم انتفاضة أبناء الشعب اليمني ضد الميليشيات الحوثية الطائفية الإرهابية المدعومة من إيران في إعادة اليمن إلى محيطه العربي. إلى ذلك، أعلنت مصادر متطابقة في "المؤتمر الشعبي" مقتل العميد طارق صالح، وإصابة أخيه محمد، ووقوع نجل صالح الأصغر، مدين، أسيراً لدى الميليشيات، بينما لا يزال مصير نجله الآخر، صلاح، مجهولاً. كما أكدت مقتل عارف الزوكا، الرجل الثاني في الحزب.
أرسل تعليقك