القاهرة - شيماء عصام
علق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، على الاقتراح المصري المتضمن إعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير السكان من القطاع بالقول إنه "لم يره".تصريحات ترامب جاءت ضمن تصريحاته للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، حيث تطرق لعدة موضوعات محلية ودولية.وردا على سؤال: "هل تجد الاقتراح المصري بشأن إعادة إعمار غزة مقبولا؟"، قال ترامب: "لم أره.. لم أره".
وتعمل مصر على تطوير خطة لإعادة إعمار قطاع غزة من دون إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع، وذلك ردا على اقتراح الرئيس ترامب القاضي بإخلاء غزة حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة عليها.
في السياق شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في السياق الأربعاء، على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية، مع ضرورة الشروع في عمليات إعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين أو خروجهم من أرضهم.
وأكد السيسي، على "حتمية مواصلة جهود البلدين من أجل ضمان احترام حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، بوصفه المسار الوحيد الضامن لتحقيق السلام الدائم بالمنطقة".
من جانبه قال رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن العمل جار على وضع الإطار العام لإعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة العديد من الجامعات المصرية والمكاتب الاستشارية وفق إطار زمني للإعمار يمتد إلى 3 سنوات.
وذكر مدبولي، بعض الملامح الفنية للخطة المتمثلة لإعادة الإعمار في الشقين الفني والهندسي، مشيراً إلى أن مصر لديها القدرة على التنفيذ وإعادة إعمار القطاع في مستوى أعلى مما كان عليه قبل الدمار، معتبراً أن 3 سنوات من الممكن أن تكون مدة زمنية مقبولة جداً للتنفيذ، مستنداً في ذلك إلى تجارب عملية وفعلية مطبقة على الأرض.
واعتبر مدبولي أن الشركات المصرية والعربية لديها من الكفاءات والخبرات والقدرات في حالة التحالف مع بعضها في هذه الفترة الحالية، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمده في لقاء سابق بدراسات أعدتها مؤسسات دولية، على رأسها البنك الدولي، لعملية الإعمار، مبيناً أن مصر وفق الإطار الذي تعده تأخذ بهذه الدراسات التي أعدتها المؤسسات الدولية، وكذلك السلطة الفلسطينية.
وذكر مدبولي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نقل إليه رسالة شكر من الشعب الفلسطيني إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشعب مصر على الموقف التاريخي المتمثل في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه الفترة الحرجة.
وقال مدبولي إن الرئيس الفلسطيني ذكر أن هذا الموقف ليس جديداً على مصر، لكونها الداعم الرئيسي للشعب الفلسطيني.
وأضاف: "تناقشنا بشأن الأوضاع الموجودة على الأرض، وآليات التعامل مع جهود الحفاظ على وقف إطلاق النار، وتفاصيل موضوع إعمار غزة، والرؤية لهذا الأمر، وكيفية تنفيذه في الفترة المقبلة".
وقال مدبولي أنه كان هناك لقاء شديد الأهمية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي أكد على تقديره واحترامه لموقف مصر، معتبراً أن جهودها داعمة على المستوى السياسي والإنساني، عبر تقديم المساعدات والإغاثات للشعب الفلسطيني في غزة.
ولفت مدبولي إلى أن القاهرة سبق أن استضافت الاجتماع الرابع للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، بوجود المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومنسقين من الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار، منوهاً إلى أن مخرجات القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين في 4 مارس ستكون بشأن وضع تصور واضح لإعادة إعمار غزة.
وأشار مدبولي إلى أنه يتابع بصورة يومية عدد المصابين الذين يدخلون قطاع غزة للعلاج في مصر، مشيراً إلى أنه منذ وقف إطلاق النار والأعداد في تزايد، لافتاً إلى أن هذا دور مصر الذي تؤديه، واعداً بأنها "لن تتأخر في تقديمه"، مشيراً إلى أن بلاده تعتزم إطلاق قافلة جديدة من صندوق "تحيا مصر" لدعم غزة.
يذكر أن الخطة المصرية تدعو إلى إعادة إعمار القطاع على ثلاث مراحل، تستغرق ما يصل إلى خمس سنوات، من دون إخراج الفلسطينيين من غزة، بحسب المسؤولين المصريين.
كما تحدد ثلاث "مناطق آمنة" داخل غزة لنقل الفلسطينيين خلال "فترة إنعاش مبكر" أولية مدتها ستة أشهر. وسيجري تجهيز هذه المناطق بمنازل متنقلة وملاجئ، مع تدفق المساعدات الإنسانية.
على أن تشارك أكثر من عشرين شركة مصرية ودولية في إزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية التحتية للقطاع.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان شدد أكثر من مرة على رفضه تسليم حكم القطاع إلى السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب.
قد يهمك أيضــــاً:
ترامب يدعو الرئيس الصيني لحضور حفل تنصيبه الشهر المقبل
ترامب يرى أن معالجة مشاكل الشرق الأوسط أسهل من حل الصراع في أوكرانيا
أرسل تعليقك