واشنطن ـ يوسف مكي
أشعلت تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب إقالته وزير الخارجية ريكس تيلرسون، بورصة التكهنات حول من سيليه، مع ترجيح البعض خروج كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، ومستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر، فضلا عن وزير العدل جيف سيشنز من إدارة الرئيس الأميركي الـ45. ولمح ترامب في تصريحات للصحافيين، إلى مزيد من التغييرات الوشيكة في إدارته. وقال معلّقا على إقالة تيلرسون: "لقد تعرفت على كثير من الناس بشكل جيد خلال العام الماضي، وأنا بالفعل في نقطة أقترب فيها من تشكيل الإدارة التي أريدها". وتقول مصادر في الإدارة إن الرئيس يدرس استبدال كيلي لمدير مكتب الإدارة والميزانية ميك مولفاني الذي دافع بقوة عن خطة ترامب لخفض الضرائب على الشركات.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن ترامب يفكر كذلك في الاستغناء عن ماكماستر ليحل مكانه سفير واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، الذي تردد طويلا على البيت الأبيض وكان اسما مطروحا للترشيح في منصب رفيع داخل الإدارة الأميركية. ويعد بولتون من صقور الحزب الجمهوري ويتخذ موقفا صارما من إيران، وانتقد طويلا الاتفاق النووي مع طهران، كما يُعرف بموقفه المتشدد من كوريا الشمالية. وعليه، تتوافق آراء ومواقف بولتون مع مايك بومبيو، المرشح الجديد لمنصب وزير الخارجية.
ويفكر الرئيس ترامب جديا في إقالة وزير شؤون المحاربين القدامى ديفيد شولكين، وتعيين وزير الطاقة الحالي ريك بيري في منصبه. ويواجه شولكين اتهامات كثيرة باستخدام أموال دافعي الضرائب في رحلات خاصة فخمة إلى أوروبا له ولزوجته. وذكرت مصادر لجهات إعلامية أن راي واشبورن، رئيس شركة الاستثمار الخاص عبر البحار، هو أبرز المرشحين لتسلم حقيبة الطاقة.
وتلاحق شائعات الإقالة أيضا وزير العدل جيف سيشنز، الذي كان محط أنظار الإعلام لفترة طويلة لنأيه بنفسه عن التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية، ولخلافاته العلنية الكثيرة مع ترامب. ويرجّح البعض أن يُعيّن سكوت برويت مدير وكالة حماية البيئة محل سيشنز، فيما يستبعد آخرون ذلك لصعوبة موافقة مجلس الشيوخ على تعيين بديل لسيشنز.
وأبدى جمهوريون في مجلس الشيوخ تخوفات واعتراض على التكهنات لإقالة سيشنز، مما قد يثير خلافات مع ترامب إذا أقدم على هذه الخطوة. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن ولاية كارولينا الجنوبية للصحافيين: "سأكون مندهشا، وسيخيب أملي إذا أقيل جيف سيشنز، وسيكون من الصعب إيجاد بديل له". بدوره، حثّ السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الرئيس ترامب على عدم إقالة سيشنز، محذرا من أن عملية المصادقة على بديل له ستكون صعبة للغاية. كما حذر كبار أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين البيت الأبيض من إثقال كاهل المشرعين بتغييرات وترشيحات كثيرة، في وقت يواجهون فيه معركة انتخابات التجديد النصفي.
وسعى راج شاه، نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض، مساء الأربعاء إلى التقليل من شأن تلك التكهنات. وقال للصحافيين: "عندما يقرر الرئيس ترامب إجراء تغييرات سيعلن عنها في ذلك الوقت، وهناك كثير من التكهنات ونحن نتعامل مع الشائعات والتلميحات طوال الوقت، ولا توجد إعلانات حاليا، والرئيس ترامب لديه ثقة في فريقه".
وأعلن الرئيس ترامب عن تعيين مستشار اقتصادي جديد هو لاري كودلو، المعلق الاقتصادي لشبكة "سي إن بي سي" ليحل محل غاري كوهين الذي استقال الأسبوع الماضي على خلفية اعتراضه على التعريفات الجمركية التي يرغب ترامب في فرضها. وقال ترمب عبر "تويتر": "سيكون لاري كودلو كبير المستشارين الاقتصاديين ومدير المجلس الاقتصادي الوطني، وستشهد بلادنا سنوات كثيرة من النجاح الاقتصادي والمالي الكبير مع تخفيض الضرائب والتجارة العادلة والقوة العاملة القادة على قيادة الطريق".
وكشفت الشرطة الأميركية الأربعاء أن أستاذا في إحدى ثانويات ولاية كاليفورنيا (غرب) أطلق عن طريق الخطأ النار من مسدسه داخل الصف، مما أدّى إلى إصابة تلميذ واحد على الأقل بجروح طفيفة. وارتدى هذا الحادث أهمية كبيرة، لأنه أتى في خضم الجدل الدائر حول اقتراح ترامب تدريب قسم من الأساتذة على استخدام أسلحة نارية وتسليحهم بصورة خفية، لكي يتمكنوا من التصدي لأي مسلح قد يهاجم مدارسهم على غرار ما حصل قبل شهر في فلوريدا، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، قُتل 17 شخصا عندما أطلق شاب يبلغ من العمر 19 عاما النار داخل مدرسته الثانوية السابقة في جنوب شرقي فلوريدا، في أحد أسوأ الهجمات المسلحة في المدارس الأميركية منذ ربع قرن.
أرسل تعليقك