تحاول تيريزا ماي استئناف مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على المسار الصحيح وسط حالة توقف تام حول الوضع المستقبلي، للحدود الأيرلندية وقالت المصادر ان "ارلين فوستر"، تحدثت هاتفياً مع "تيريزا ماي" صباح الخميس إلا أن المكالمة لم تسفر عن اى تطورات فى مسألة الحدود الايرلندية. ويقول الحزب الديمقراطي الوحدوي انه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، وهو يلتزم باقتراحه السابق بان الامر قد يستغرق " أيام عدة" لحله.
ومع ذلك، فإن المكالمة الهاتفية قد أنقذت "ماي" من إحراج الأسئلة الموجهه لرئيس الوزراء دون أن تكون قادرة، على القول إنها لم تحدثت إلى زعيم الحزب الديمقراطي، ويصر الاتحاد الديمقراطى - الذى يدعم الحكومة فى البرلمان - على عدم التوقيع على اقتراح لايرلندا الشمالية للبقاء فى "مواءمة تنظيمية" مع الجمهورية بمجرد مغادرة بريطانيا للاتحاد الاوروبى. الا ان الحكومة الأيرلندية حذرت من انه ما لم تمضي المملكة المتحدة قدما في الخطة ، فلا يمكن ان يكون هناك شك في ان مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستنتقل الى المرحلة الثانية بما في ذلك المحادثات التجارية قبل نهاية العام.
وقالت "ماي" لأعضاء البرلمان في أسئلة رئيس الوزراء إن المسألة لا يمكن حلها إلا في النهاية عندما تنتقل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إلى المرحلة الثانية - بما في ذلك المحادثات حول صفقة التجارة الحرة. و أكدت "ماي" ان الاتفاق سيضمن عدم وجود حدود صلبة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا , وسنفعل ذلك بينما نحترم السلامة الدستورية للمملكة المتحدة و بينما نحترم السوق الداخلية للمملكة المتحدة ونحميه.
وأضافت قائلة "هذه هى المرحلة الثانية من المفاوضات لاننا نهدف الى تحقيق ذلك كجزء من صفقتنا التجارية الشاملة مع الاتحاد الاوربى ولا يمكننا الا الحديث عن ذلك عندما ندخل المرحلة الثانية". وتواجه "ماي" ثورة في مجلس الوزراء بعد أن أعرب المتحاورون الذين يقودهم "بوريس جونسون" و"مايكل غوف" عن "خوف حقيقي" من محاولتها الإجبار من خلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقد اتُهمت بمحاولة "ارتداد" مجلس الوزراء الى الموافقة على "المواءمة التنظيمية" بين "اولستر" و"ايرلندا" بعد ان ظهرت انها لم تخطر كبار الوزراء قبل المحادثات فى بروكسل الاثنين التى توقفت حول القضية المثيرة للجدل.
وقال مصدر في مجلس الوزراء "يبدو أنه إما ان تنقسم أيرلندا الشمالية عن بقية المملكة المتحدة، أو أن نتجه إلى مواءمة عالية مع الاتحاد الأوروبي، والتي لم يتم الاتفاق عليها بالتأكيد من قبل مجلس الوزراء وان رئيسة الوزراء تلعب لعبة محفوفة بالمخاطر ". وتُفيد صحيفة "ديلي تلغراف" أن "بوريس جونسون" و"مايكل غوف" من بين كبار الوزراء الذين يدعمون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذين يشعرون الآن بالقلق إزاء الخروج .
ولا توجد مناقشة حول الموقف النهائي للمملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكشف "فيليب هاموند" أن مجلس الوزراء لم يناقش بعد ما يجب أن يكون "موقف الدولة النهائي" المفضل لدى الحكومة البريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال مستشار لجنة الخزانة في مجلس العموم ان مجلس الوزراء أجرى مناقشات عامة حول مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن لم يكن لدينا تكليف محدد بموقف نهائي، وأضاف انهم لم يصلوا بعد الى اي استناجات وانه من السابق لأوانه اجراء هذه المناقشة قبل أن نصل إلى هذه المرحلة".
ويوضح الاتحاد الأوروبي اليوم خططه لإنشاء وزير مالية جديد لمنطقة اليورو بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفقا لما ذكره "جيمس كريسب" , وسيجمع الدور الجديد بين وظيفة مفوض الخدمات المالية مع رئيس مجموعة اليورو لوزراء مالية منطقة اليورو , وسيمارس المزيد من النفوذ على الدول الـ 19 التى ستصبح قريباً 27 كتلة لها العملة الموحدة، وهو جزء من التحركات لتعميق التكامل المالي لدول اليورو.
وكانت الفكرة مدعومة من "جان كلود جونكر" الذي دعا إلى رؤية فيدرالية لأوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكي تنضم البلدان إلى اليورو التي لم تفعل ذلك بعد. وقد اقترح "ليو فارادكار" رئيس الوزراء الايرلندى ان المحادثات حول الاتفاق الحدودى الايرلندى قد تتأخر حتى اوائل العام القادم اذا فشلت "تيريزا ماي" فى الحصول على دعم الحزب الديمقراطى الاشتراكى , وفى حديثه فى البرلمان الايرلندى قال "فيما يتعلق بالقلق، وفيما يتعلق بالمفوضية
الاوربية، لدي تأكيد من المفوضية الاوروبية حول اننا نقف الى جانب النص الذى تم الاتفاق عليه الاثنين، " وأضاف قائلاً ان رغبة وطموحات هذه الحكومة هي ان ننتقل الى المرحلة الثانية من المحادثات ولكن من الممكن الا ننقل الى المرحلة الثانية الاسبوع المقبل بسبب المشاكل التي نشأت، في العام الجديد , فيجب ان نضع في اعتبارنا ان هناك الكثير من الاصوات المختلفة في ايرلندا الشمالية ... نحن بحاجة الى الاستماع اليها جميعاً، وجميع الأطراف في ايرلندا الشمالية وليس مجرد طرف واحد".
ويقول "برنارد جنكين" ، وهو عضو آخر في حزب المحافظين في الاتحاد الأوروبي، أن هناك عددا من البلدان في جميع أنحاء العالم لا يستطيعون الانتظار للقيام بالصفقات التجارية مع بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال "بن برادشاو" النائب العمالي أن اعتراف "دونالد ترامب" بالقدس عاصمة لاسرائيل سيؤدي الى "ضرر جسيم" للسلام في الشرق الأوسط.
وتقول تيريزا ماي "موقفنا لم يتغير" - بمعنى أنها تدعم رأس مال مشترك تحت ولايتين , و تضيف "إنني أعتزم التحدث إلى الرئيس ترامب بشأن هذه المسألة " و "موقفنا هو أن وضع القدس يجب أن يتحدد في تسوية تفاوضية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وينبغي أن تشكل القدس في نهاية المطاف رأس مال مشترك بين الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية" . ويتساءل "بيتر بون" ، عضو البرلمان الأوروبي في الاتحاد الأوروبي، عن "تيريزا ماي" و يقول "هل سيساعدني إذا جئت إلى بروكسل لتصنيفها (الاتحاد الأوروبي)؟"
يقول إيان بلاكفورد، زعيم وستمنستر في الحزب الوطني الصومالي، "نحن نعرف الآن" أن اتفاق حزب المحافظين بعد الانتخابات مع الحزب الديمقراطي الحر أعطى الحزب "حق النقض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". تقول تيريزا ماي إن الحكومة تريد تأمين "الصفقة الصحيحة للمملكة المتحدة" وتتحدث إلى جميع دول الاتحاد فنحن نترك الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني أننا سنغادر السوق الموحدة والاتحاد الجمركي ,وسيكون من المهم ضمان فرص العمل في هذا البلد , وسوف نحصل على صفقة جيدة بشأن التجارة والأمن.
وقالت الوزيرة لبرنامج "مار" في يونيو "في وظيفتي أنا لا أعتقد علي الصوت العالى وأنا لا اجمع التخمينات، و أحاول اتخاذ القرارات، واجمع ذلك على أساس البيانات، والنتاج الأخير للمكالمة الهاتفية بين "أرلين فوستر" و"تريزا ماي" ، طبقا للمحرر السياسي "غوردون راينر" لم تسفر عن اى اختراق لمسألة الحدود الايرلندية. ويقول الحزب الديمقراطي الديموقراطي "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به"، وهو يلتزم باقتراحه السابق بأن الأمر قد يستغرق "عدة ايام" لحله.
ومع ذلك، فإن الهاتف حفظ "ماي" من إحراج حضور أسئلة رئيس الوزراء دون أن يكون قادرا على القول انها تحدثت مع زعيم الحزب الديمقراطي
الديموقراطي في النهاية، ويبدو من المرجح على نحو متزايد أن يوم الأحد هو أقلام في الخيار الأكثر احتمالا للسيدة ماي للسفر إلى بروكسل للموافقة على نسخة معدلة من اتفاق الانسحاب مع جان كلود جونكر.
رئيس المفوضية الأوروبية غير متاح، الجمعة أو السبت، ولا أحد في لندن أو بلفاست يتحدث عن فكرة أن الخميس هو خيار واقعي، وقال دونالد تاسك رئيس المجلس الاوروبى ان يوم الاثنين سيكون قد فات الاوان حتى يتم الاتفاق فى الوقت المناسب للاجتماع الحاسم للمجلس الأوروبي في 14 ديسمبر/كانون أول الذي تأمل فيه " ماي"، أن يوافق قادة الاتحاد الأوروبي على بدء المحادثات التجارية .
أرسل تعليقك