أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن مقتل ثلاثة انتحاريين، خلال عملية خاطفة شمال العاصمة، في وقت عقد في أربيل عاصمة اقليم كردستان، مؤتمر خاص بالعلاقات بين الشعوب العراقية وكيفية قبول الأخر وإبعاد المواطنين والحياة الطبيعية عن الصراعات السياسية، بمشاركة 20 منظمة من 11 محافظة عراقية وإقليم كردستان.
وقالت القيادة في بيان إنه "تم قتل ثلاثة متطرفين انتحاريين في عملية خاطفة شمال غرب بغداد". وأضافت القيادة أن "عملية قتل هؤلاء تمت ضمن منطقة جزيرة الكرمة". والعاصمة بغداد تشهد بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفة، إضافة إلى هجمات متفرقة تستهدف المدنيين وعناصر الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة منها، ما يسفر عن سقوط العشرات من الأشخاص بين قتيل وجريح، في وقت تسعى القوات الأمنية إلى إحباط تلك الهجمات واعتقال منفذيها.
وفي غضون ذلك، عقد في اربيل عاصمة اقليم كردستان، مؤتمر خاص بالعلاقات بين الشعوب العراقية وكيفية قبول الاخر وابعاد المواطنين والحياة الطبيعية عن الصراعات السياسية، بمشاركة 20 منظمة من 11 محافظة عراقية واقليم كردستان. وقال رئيس منظمة باو ومدير المؤتمر هوكر جتو إن المؤتمر الذي استغرق يوما واحد فقط كان مخصصا لتحديد النقاط التي دفعت بالشعوب العراقية بالابتعاد عن بعضها والعيش بمعزل عن بعضها بشكل اصبحت معه العلاقات بينهم ضعيفة، وينخفض مستوى الحياة العامة المشتركة، والتساؤل عن السبب وكيفية معالجة الأمور التي دفعت بها إلى اللجوء إلى القوميات والأديان والمكونات بدلا عن الحياة والإنسانية.
وأضاف أن المشاركين في المؤتمر كشفوا عن أن تأثيرات الإعلام والصراعات السياسية، كان لها الدور الأكبر في خلق المشكلات بين المكونات والأديان والأقوام العراقية. وأوضح أن المؤتمرين يريدون من المؤتمر الذي شاركت فيه 20 منظمة من 11 محافظة عراقية واقليم كردستان أن يبرز النتائج والمؤثرات وإبلاغه للجهات المعنية والإجابة عن سؤال (لماذا ان الحياة في العراق اتخذت هذه المسارات؟) في وقت لا يعاني العراقيون في العراق والاقليم أية مشكلة من التعايش بل أن السياسيين هم من يسيرون بالأمور نحو هذه المسارات ويتسببون بخلق الكراهية.
وأشار إلى أن الاستفتاء اذا تم إجراؤه أم لم لا فان من المحتمل أن يطرأ تغيير على المشكلات والصراعات، مستدركا أن المؤتمر سيتم عقده الشهر المقبل في بغداد وسيكون مخصصا للعلاقات بين الكرد والعرب تحت تأثير السياسة والإعلام. وفي ذلك الأثناء، ألقى بارزاني كلمة في تجمع جماهيري لأهالي السليمانية، أكد فيها أنّ "الدستور ينص على أنّ الالتزام به هو الضامن للاتحاد الحر في العراق، ولكن تم انتهاك الدستور".
وأضاف رئيس إقليم كردستان "قمنا بإعلان إجراء الاستفتاء منذ أمد بعيد، لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، وتوهموا أنه ورقة ضغط فقط"، مشيرا إلى أنّ "الاستفتاء وسيلة للوصول إلى هدف مقدس، ألا وهو الاستقلال". وتابع بارزاني بالقول "أكدنا أنّ تأجيل الاستفتاء متعلق بتقديم بديل أفضل، ولكن لم نتلق هذا البديل حتى الآن، والاستفتاء لا يعني نهاية كل شيء، ولا يمكن منع شعب كردستان من التعبير عن رأيه".
وأكد رئيس إقليم كردستان "منذ 100 عام ونحن نطالب بالشراكة مع العراق، واليوم دعونا نكون جيراناً جيدين"، مضيفا ان "الوجوه وحدها تغيرت في الحكومات العراقية المتعاقبة، ومنهج عدم قبول الآخر لا يزال سارياً". وعقب الاجتماع مع بارزاني، أعلن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الذي وصل السليمانية الاربعاء الماضي، توصل القوى الكردستانية الى طرح مبادرة على ضوء المشروع الذي قدمته بعثة الامم المتحدة في العراق، كخارطة طريق لحل القضايا الخلافية بين بغداد وأربيل.
كما أعلن معصوم الاتفاق على إرسال وفد كردستاني إلى بغداد خلال اليومين المقبلين، للتفاوض مع المسؤولين الحكوميين بشأن الاستفتاء. وقدم يان كوبيتش، مبعوث الأمم المتحدة في العراق، الأسبوع الماضي، مبادرة لإقناع الكرد بالتراجع عن قرار الاستقلال، مقابل الشروع في محادثات حثيثة بين حكومتي المركز والإقليم، بشأن المسائل العالقة بين الطرفين. وحددت الورقة الأممية جدولاً زمنياً لعمر تلك المفاوضات بحصرها في مدة أقصاها 3 سنوات.
لكنّ مصادر عليمة أكدت، رفض قيادة الإقليم المبادرة التي أطلقها معصوم. وأضافت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع، أن "مبادرة معصوم لم تلق قبولاً من الإقليم والبعض نصح معصوم بتجنب طرحها". وأعلنت المصادر الوثيقة الاطّلاع أنّ "مبادرة معصوم لم تحظ بتجاوب أي قيادي عراقي"، مشيرة إلى أن "قيادة الإقليم أبلغت معصوم أنّ الوفد الذاهب الى بغداد، مطلع الأسبوع القادم، هو المعني بالحوار والتفاوض".
ورأت المصادر المطلعة على الحوارات في إقليم كردستان وبغداد أن "تسريب مبادرة رئاسة الجمهورية ليس سوى محاولة لإثبات الوجود، خصوصاً وأن الأطراف الدولية والإقليمية تواصل تحسين ما قدمته من بديل للقيادة الكردستانية بغية التوصل إلى اتفاق معها". وأكد نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، ان "إجراء الاستفتاء ليس لرسم الحدود".
وأضاف نيجيرفان بارزاني، خلال لقائه بمجموعة من الصحافيين في أربيل أن "قرار إجراء الاستفتاء في الإقليم ليس لرسم الحدود، وهو لا يعني أيضاً إعلان الاستقلال في اليوم الثاني، ونحن على أتم الاستعداد لعدم إجراء الاستفتاء في حال قام المجتمع الدولي بتقديم بديل أفضل لنا". وتابع رئيس حكومة الإقليم "كنا سنجري الاستفتاء في عام 2014 إلا أنه تم تأجيل الأمر بسبب الحرب مع داعش". ولفت إلى أن "قوات البيشمركة لم تسمح لداعش بأن تفعل بكركوك ما فعلته بالموصل".
وتابع بارزاني " لا نريد استرجاع المناطق المتنازع عليها إلى إقليم كردستان بالقوة بأي شكل من الأشكال"، مشددا على أن "من حق الكرد ان لا يثقوا بكل ما يقال، فقد وعدوهم بتحقيق الكثير من الأمور ولم تطبق لحد الآن، وقد راهن أعداء الكرد على وجود خلافات بيننا، إلا ان الكرد اتحدوا في ما بينهم بمسألة الاستفتاء". وبشأن حديث الحكومة في بغداد عن عدم دستورية إجراء الاستفتاء، قال رئيس حكومة إقليم كردستان، "تتحدث بغداد كثيرا عن الدستور العراقي، إلا أنها تطبق المواد التي تصب في مصلحتها فقط".
أرسل تعليقك