ترامب بين تعهداتٍ لم تتحقق وأزماتٍ تتصاعد
آخر تحديث GMT22:43:15
 العرب اليوم -

بعد عام من فوزه في الانتخابات الرئاسية

"ترامب" بين تعهداتٍ لم تتحقق وأزماتٍ تتصاعد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ترامب" بين تعهداتٍ لم تتحقق وأزماتٍ تتصاعد

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واشنطن ـ عادل سلامة

سقطت، بعد عام من انتخاب رجل الأعمال ونجم التلفزيون لرئاسة البيت الأبيض، بعض تعهدات الحملة الانتخابية على جانب الطريق، – فنظام "أوبامايار" لم يُلغ ؛ ولا تزال إيران لديها اتفاقها النووي - في حين أن بعض التعهدات الأخرى تُحرز تقدمًا بطيئًا في أروقة الكونغرس الأميركي.ومع ذلك، في حين أنَّ واشنطن العاصمة لا تزال تترنح من انتصاره، فإن الاهتمام يتحول بالفعل إلى اللحظة الكبيرة المقبلة في التقويم السياسي، وهي انتخابات منتصف المدة لعام 2018، وتشكل هذه الانتخابات تحديًا حاسمًا بالنسبة للرئيس الأميركي، فحاليًا، يتمتع الجمهوريون بأغلبية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ما يجعل التشريع أسهل بكثير - من الناحية النظرية على الأقل، وقد يكون خسارة ثلاثة من الجمهوريين لصالح الديموقراطيين في مجلس الشيوخ كفيل بإنهاء أي آمال في تمرير القوانين دون دعم المعارضين السياسيين.
 
وكذلك تعتبر الانتخابات اختبارًا لسلطة ترامب، وأول فرصة حقيقية لمعرفة ما إذا كانت قاعدة دعمه الأسطورية لا تزال كما هي، فبين الحين والآخر، يجب على ترامب اجتياز سلسلة من الخلافات التي تحدد كيفية تعامل الناخبين وما إذا كانت فترة ولايته الأولى تعتبر ناجحة.
 
الانشقاقات بين الجمهوريين
تجتاح الحرب الأهلية الحزب الجمهوري الآن، ويتولى ستيف بانون، وهو كبير مساعدي البيت الأبيض السابق الذي لا يزال يستمع له ترامب، قيادة حملة لإبعاد أعضاء الكونغرس الحاليين من الحزب، حيث قال في مؤتمر بشأن القيم المحافظة مؤخرًا: "هناك وقت وموسم لكل شيء، والآن موسم الحرب ضد مؤسسة الحزب الجمهوري".
 
وقد زاد غضبه من فشل الحزب الجمهوري، والجمهوريين، في دعم جدول أعمال ترامب التشريعي، وانهارت محاولات إلغاء نظام التأمين الصحي "أوباماكير" في وقت سابق من هذا العام، بينما لم يتم ضمان إصلاح النظام الضريبي المطلوب قبل عيد الميلاد، وقد قرر بانون، الذي صُنع جراء تبني ترامب نبرة وطنية أكبر في تجربته الرئاسية، أن هناك حاجة إلى القيام بما يشبه الصدمة القوية، حيث يقوم بجولة في البلاد لإيجاد المرشحين الخارجيين لتحدي أعضاء الكونغرس الجمهوريين ولتعيينهم في انتخابات منتصف المدة.
ويكمن الأمل في الحماس الحالي المناهض للمؤسسة الحزبية، حيث سيشهد الإطاحة بـ"شاغلي المقاعد الحاليين" بنواب آخرين مبتدئيين وأكثر ولاء لترامب، لكن هذه الخطوة تركت الرئيس الأميركي في موقف محرج: فمن الذي يجب عليه دعمه؟ بالتأكيد، ترامب يفضل المتمردين، لكنه يحتاج أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في جانبه إذا كان يريد أن يمرر القوانين في أي وقت قريب، فعلى مدى الأشهر الـ 12 المقبلة سيتعين على ترامب البدء في تقديم التأييد، واختيار الجانب الخطأ سوف يغضب إما زملائه في الحزب أو قاعدة الدعم لديه.
 
المأزق التشريعي
مع اقتراب نهاية العام، لا يزال ترامب حتى الآن لم يتمكن من تمرير قانون أو جزء تشريعي واحد من التشريعات الرئيسية منذ توليه المنصب، حيث عانى من الخزي خلال محاولات "إلغاء واستبدال" أوباماكير - وعد الحملة الرئيسية – والذي مُنيى فيه بالهزيمة من قبل حزبه هذا الصيف.
 
وفي حين أن ذلك لا يزال هدفًا، فقد تحول التركيز إلى تحقيق ما وصفه الرئيس الأميركي بأنه "أكبر عملية اقتطاع ضريبي في التاريخ"، فالخطة جريئة، وتتضمن خفض ضريبة الشركات من 35 % إلى 20 %؛ فيما يُسمى "ضريبة الموت" أي ما يقرب من النصف من عدد نطاقات ضريبة الدخل.
 
ومع ذلك فإن الإضافة إلى هذا النقص في الضرائب كبيرة للغاية - أي ما يقدر بنحو 1.5 تريليون دولار - كما أن النقاد يعملون جاهدين لوضعه كإطار ضريبي للرفاه، ويرى الزعماء الجمهوريين أن التشريع فرصة لشرح وإبراز خلافاتهم مع الرئيس وتقديم أول عملية إصلاح ضريبية منذ ثلاثة عقود.
 
وفي اتصالات هاتفية مع أعضاء الكونغرس الجمهوريين، أكد ترامب أن إعادة انتخابهم ستكون سهلة العام المقبل إذا ما مرروا القانون، وعند عدم القيام بذلك، ستحدث أشياء صعبة، إذ يعتبر عدم القدرة على السيطرة والتحكم في واشنطن تحديًا لترامب باعتباره صانع صفقة التغيرات، وقد اعتمد بشكل متزايد على الأوامر التنفيذية لإجراء تغييرات في السياسة، على الرغم من توبيخه باراك أوباما للقيام بذلك، فالفشل في الحصول على "فوز" تشريعي في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل يمكن وصفه كدليل من معارضي ترامب بأن ذلك خارج قدراته، وأصبح ذا تأثيرٍ ضار.
 
أنظمة لا تستجيب
وفي السياسة الخارجية، منح بعض المفكرين داخل واشنطن، ترامب المزيد من المرونة في جدول أعماله المحلي، وهناك شعور، وفقًا للبعض، لاتخاذ موقف متشدد ضد الولايات المزعجة أو التفاوض مع منافسيه لحصول تغيير المسار، إذ تتناسب نظرية "الشرطي السيء، شرطي جيد" مع ما نعرفه في النزاعات الأخيرة، وفي كوريا الشمالية، هدد ترامب "بالنار والغضب" بينما يواصل ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي، العملية الدبلوماسية.
 
وفيما يتعلق  باتفاق باريس بشأن تغير المناخ، أعلن  ترامب أنه يريد الخروج من الاتفاق ولكن أرقام حكومية أخرى أشارت إلى أنه يمكن أن يعود إذا تم إجراء تغييرات في الاتفاق، فيما هدد الرئيس المكسيكي بفرض التعريفات لكنه ظل منفتحًا أمام خيارات أخرى، كما أظهر سجل المكالمات المسربة،  وتكمن مشكلة ترامب عندما لا يتزحزح الجانب الآخر، ففي النزاعين المستعصيين اللذين وعدا بإصلاحهما - كوريا الشمالية وإيران – يعتبر ذلك صحيح بشكل خاص.
 
وتعهد ترامب بأنه لن يرحم كوريا الشمالية، ولكن بعد الخطاب الأكثر صرامة لم يتجاوز جهوده الدبلوماسية، بينما رفض كيم يونغ أون التراجع عن سلوك بلاده، وفيما يتعلق بإيران، اعترض على تفكيك الاتفاق النووي الذي عقدته بلاده مع إيران بفرض قيود إضافية، بيد أنه ليس هناك أي مؤشر على حدوث ذلك، فالبرنامج النووي لكوريا الشمالية والاتفاق النووي الإيراني لا يزلان كما هما منذ عام، فكيف ينظر ناخبي ترامب لتلك التعهدات؟
 
العلاقات الروسية
هناك سحابة تخيم على الرئاسة بأكملها، وقد تسارعت التحقيقات الخاصة التي قام بها روبرت مولر في علاقات حملة ترامب مع روسيا في الأسابيع الأخيرة، حيث اتهم ثلاثة من مساعدي الحملة بجرائم تتعلق بعلاقات مع روسيا - اثنتان  بتهم غسيل الأموال وضغط أوكراني سري، وثالثة للكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي.
 
وكان بول مانافورت، رئيس الحملة السابقة لترامب، و"يده اليمنى" ريتشارد غيتس، شخصيات معروفة، تعود جنحهم المزعومة إلى عقد من الزمان، غير أن جورج بابادوبولوس مستشار ترامب للسياسة الخارجية، الذي قدم تصريحات مضللة بشأن الاتصالات مع الروس كان معروفًا قليلًا قبل الكشف عن اتهامه.
 
وما زاد من قلق البيت الأبيض، أنه كان يتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي لمدة ثلاثة أشهر، وفي النهاية، يمكن أن تكون التهمة الموجهة إلى ترامب أقل قانونية - ولا توجد جريمة تواطؤ مع قوة أجنبية.
 
قاعدة المؤيديين
في نهاية المطاف، تُحدد مهارة ترامب في التواصل مع مؤيديه الجمهوريين شدة تداعيات هذه المشاكل، فعلى الرغم من أنه يحظى بموافقة  38٪ فقط من الأميركيين على الطريقة التي يتصرف  بها - بالمقارنة مع باراك أوباما "52٪ " وبيل كلينتون "47٪" - لكن مؤيديه يعتبرونه مقياسًا بارزًا، ولا توجد علامة تذكر على إمكانية التخلي عنه، فعلى الرغم من آمال الديمقراطيين وكثير من البريطانيين، في تخلي  الجمهوريين عن الرئيس بشكل جماعي، في الواقع هناك مؤشرات على أنَّ العكس صحيح، ولتحويل القاعدة، يجب على المعارضين السياسيين أن يعبروا عن فشل ترامب للجمهور - وهو أمر سهل بالكلام وليس بالفعل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب بين تعهداتٍ لم تتحقق وأزماتٍ تتصاعد ترامب بين تعهداتٍ لم تتحقق وأزماتٍ تتصاعد



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab