شهدت العاصمة اليمنية صنعاء الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الأخميس، تحليقًا مكثفا لطائرات التحالف العربي، تحضيرًا لشن غارات جديدة على مواقع الميليشيات "الحوثية". وحسب ما ذكرته المصادر المحلية أنه لم يسجل حتى الآن وقوع أي غارات أو انفجارات في العاصمة رغم سماع أصوات التحليق الكثيف والمتقطع للطيران الحربي في سماء المدينة منذ منتصف الليل.
ويأتي هذا التحليق لطيران التحالف، بعد ساعات من زعم جماعة الحوثي استهداف العاصمة الاماراتية أبوظبي بأول صاروخ باليستي. حيث صرح مصدر عسكري للحوثيين بحسب قناة "الميادين" بأن القوة الصاروخية للانقلابيين نجحت في إطلاق أول صارخ باليستي باتجاه الإمارات، زاعماً بأن الصاروخ كان يستهدف العاصمة أبو ظبي.
وبينما لم تنشر في أية قناة إعلامية رسمية للانقلاب معلومات بهذا الخصوص، بدأت الإذاعات المحلية الموالية للمليشيا بالترويج للضربة الصاروخية الجديدة والحديث عنها، دون أن تذكر أية معلومات عن مصير الصاروخ الذي زُعم إطلاقه..!
من جهة ثانية، قالت مصادر خاصة ان اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم الخميس، بين قوات من اللواء 103 مشاة وعناصر من تنظيم "القاعدة" الإرهابي في أبين . واضافت المصادر ان الإشباكات تركزت في منطقة جحين التي تخذها قوات اللواء 103 مشاة مقراً لإدارة عملياتها في المشاركة بتطهير محافظة أبين من عناصر تنظيم "القاعدة" والقضاء على أوكارها وفرض الأمن والأستقرار واساء دعائمهما بالمحافظة . ولم ترد إلى هذه اللحظات المصادر ذاتها معلومات كافية عن الإشباكات . تفاصيل أوفى لاحقاً .
وأوضح مصدر عسكري في اللواء 103 مشاة المرابط في منطقة العرقوب ابين أن اصوات الاعيرة النارية التي دوى صداها في محيط اللواء وتخوم الجبال المحاذية ناجمة عن سقوط قذائف هاون بالقرب من القوة المرابطة تم على اثرها الرد على مصدر القذائف والقيام بعملية تمشيط واسعة، نافيا ماتم تناقله عن وجود اشتباكات ومواجهات عنيفة بين افراد اللواء والجماعات المسلحة .
وقالت مصادر عسكرية سعودية، إن قوات حرس الحدود السعودي تمكنت، أمس الأربعاء، من التصدي لمحاولة تسلل قامت بها عناصر من مليشيا الحوثي إلى منطقة حدودية جنوبي المملكة. وأكدت أن القوات السعودية على الحدود اليمنية السعودية، أحبطت محاولة تسلل لمليشيا الحوثي وصالح، قبالة جازان والحثيرة والخوبة، القريبة من الشريط الحدودي مع اليمن.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن القوات السعودية استخدمت طائرات الأباتشي ومدفعية الجيش لصد محاولة التسلل، وكبدت العناصر الحوثية "خسائر فادحة بالعتاد والأرواح".
وفي الوقت نفسه شنت مقاتلات التحالف العربي مساء أمس غارات جوية على مواقع وتجمعات وتعزيزات ميليشيات الحوثي وصالح في مديرية ميدي وعبس، والتي تشهد انتصارات متتالية لقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي. وحسب مصادر ميدانية وعسكرية فإن غارات التحالف دمرت العتاد العسكري للميليشيات وسقط العشرات من عناصر الميليشيات بين قتلى وجرحى.
من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية أن هذه الانتصارات سوف تحدث نقلة نوعية لتغيير استراتيجية المعركة في قادم الأيام. الجدير بالذكر أن قوات الشرعية اقتحمت أجزاء واسعة من مدينة ميدي، ويسعى الجيش الوطني إلى استكمال تحرير المدينة من براثن الانقلابيين.
كذلك نفذت قوات الجيش اليمني عملية التفاف نوعية في منطقة الرويس التابعة لمحافظة الحديدة، قُتل فيها أكثر من 18 مسلحاً وأصيب العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وذلك في إطار تحرير منطقة الرويس التابعة لمحافظة الحديدة ضمن معركة تحرير الساحل الغربي. وأفاد نائب المتحدث باسم محور تعز العسكري العقيد عبد الباسط البحر، أن عملية الالتفاف تمت من منطقة يختل والرويس باتجاه الزاهري أولى مناطق محافظة الحديدة وقُتل في العملية 18 من الانقلابيين فضلاً عن تدمير 4 أطقم عسكرية. وأكد البحر أن الميليشيا باتت في انهيار وتراجع كبير جراء تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد من قبل قوات الجيش الوطني.
وقد حصلت شبكة "سما" الإخبارية على وثيقة هي عبارة عن رسالة شكر من جمارك ميناء الحديدة تكشف عن إيرادات بلغت خلال شهر يوليو/تموز الماضي تسعة مليارات وثلاثمائة مليون ريال يمني منها ثمانية مليار وستمائة مليون تم تحصيلها نقداً.
وهذه إيرادات شهر واحد فقط تذهب لخزينة صنعاء، فيما المواطنين بلا رواتب ولاخدمات وفي معاناة مستمرة . ويتحصل الحوثيون في المحافظات التي يسيطرون عليها عشرات المليارات من الجمارك والضرائب مع استمرار رفضهم في صرف مرتبات الموظفين في تلك المحافظات مع تردي الوضع الصحي والخدماتي والأمني وسط معاناة مستمرة للمواطنين.
وأكدت مصادر موثوقة وحسنة الاطلاع على كواليس التوتر المتصاعد بين طرفي التحالف الانقلابي، في تصريحات خاصة لصحيفة "الخليج" الاماراتية، أن عودة الحوثيين لتكرار الانتشار بالقرب من مواقع حيوية محددة جنوبي صنعاء، كمحيط دار الرئاسة، وساحة العروض في ميدان السبعين، ونصب حواجز ونقاط تفتيش في المنافذ المؤدية إلى المناطق الغربية من محافظة صنعاء، التي تمثّل الحزام الأمني للعاصمة، بعد ساعات فقط من توقيع اتفاق التهدئة مع الرئيس المخلوع، فرضته أسباب طارئة تتمثل في تصاعد الشكوك لدى قيادة الحوثيين من مغادرة صالح صنعاء بشكل سري، عبر أحد المنافذ التي تفضي إلى مسقط رأسه بمنطقة سنحان، التي أُنشئت بتوجيهات منه خلال السنوات العشر الأخيرة، لتأمين الخروج الآمن له من صنعا.
ولفتت المصادر إلى أن قيادة الحوثي بادرت إلى نكث الاتفاق مع الرئيس السابق، بعد أن تناهي إلى علمها أن الأخير يخطط للخروج من صنعاء سراً، لقيادة انتفاضة قبلية بمشاركة قوات الحرس الجمهوري، تهدف لإسقاط الحوثيين وتطويقهم في مديريات المحافظة كافة.
أرسل تعليقك