ملبورن ـ سليم كرم
لا يمانع سكان مدينة ملبورن الأسترالية من وصف انفسهم بانهم يعيشون في "فقاعة" تلك المنطقة الحصرية حيث الملايين من المقاهي الراقية والشوارع الامنة في ظل انخفاض معدل الجريمة. بيد ان السكان المحليين الليلة الماضي في برايتون ملبورن اصيبوا بالصدمة اذ انفجرت فقاعاتهم الامنة بشكل كبير في حادث اطلاق نار قاتل يشتبه في انه ارهابي اسفر عن مقتل رجلين واصابة ثلاثة من رجال الشرطة.
وكان رجل مسلح قد أخذ امرأة كرهينة ويشتبه في أنه قتل رجلا آخر على الشاطئ. ويتكشف ذلك "الهجوم المستوحى من داعش" أكثر من ساعتين في شقق "باكنغهام" ، التي تقع في أعلى شارع باي - المركز الجغرافي لبرايتون. عادة ما يقوم السكان المحليون المشاهير بما في ذلك شين وارن وكريس وريبيكا جود وريكي بونتينغ، بالتسوق في محلات باهظة الثمن أو تناول الطعام في المطاعم. ومن المؤكد أن تلك المنطقة لا ترى عشرات سيارات الشرطة واغلاق الطرق.
وعندما قام أفراد من فرقة شرطة فيكتوريا للمتفجرات بفحص الشقق في ساعة متأخرة من الليل ، قبل السماح لفرق الطب الشرعي، تحدث السكان المحليون عن صدمتهم على الحادث الذي تكشف بعد الساعة السادسة مساء. تقول ثيون تشيونغ (60 عاما) التي عاشت في برايتون لمدة 30 عاما، إنها "مرعوبة" بسبب الحادث. حيث ان منزلها على بعد مسافة قصيرة من مكان وقوعه. واضافت "ومن المفترض أن تكون منطقة آمنة، كيف وصلنا إلى هذا وان تحدث مثل تلك الاشياء هنا؟" وفقا لما ذكرته "ديلي ميل أستراليا."
وقالت: "برايتون هي من الاماكن التي تشعر بالأمان فيه ويمكنك المشي فيها عند منتصف الليل ولكن ليس بعد الآن. الآن أخشى على أطفالي وأحفادنا الذين يعيشون في المنطقة ". وانتهت عملية اطلاق الرهائن بعد ان خرج المسلح من غرفة فندقية واطلق النار على الضباط مما ادى الىاصابة ثلاثة اخرين قبل ان يقتل نفسه.
وذكرت الانباء ان المسلح معروف جيدا لدى شرطة مكافحة الارهاب وانه تم الافراج المشروط عنه. وقالت أديل غوردون المحلية لـ"ديلي ميل أستراليا" أنه على الرغم من التقارير انها تأمل أن يكون هذا الحادث حادث فردي وحالة لا تتكرر. وقالت السيدة تشيونغ ان جميع اصدقائها "قلقون جدا وصدموا" من ان تكون تلك الحادثة ذات صلة بالعمليات الارهابية.
وأضافت: "نعم نحن نعيش في نوع من فقاعة جميلة هنا في برايتون، وهذا هو السبب في الكثير من الناس يحبون هذا المكان."ولكن الآن فقاعة قد انفجر بالتأكيد، ونحن لا يمكن أن نصدق ذلك". العديد من المدارس الخاصة في ملبورن مقرها في برايتون بما في ذلك قواعد برايتون، هيليبوري وكلية سانت ليونارد.
ومن الواضح أن المقيمين في المنطقة لم يتوقعوا أن يجدوا أنفسهم محاصرين في هجوم يشتبه في انتمائه إلى تنظيم الدولة الإسلامية - أو أنهم متورطون في الجغرافيا السياسية للأراضي البعيدة - بعد أن شاهدوا مجرد حادث لندن المروع على شاشاتهم التلفزيونية صباح يوم الأحد.
أرسل تعليقك