أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يشير إلى إعادة توطين "مؤقت" للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك تعليقًا على تصريحاته التي أثارت جدلًا واسعًا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، الثلاثاء. وكان ترامب قد تحدث عن أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على القطاع، وهو ما دفع الكثيرين للتساؤل عن نوايا الإدارة الأمريكية تجاه مستقبل غزة وسكانها.
وأوضح مسؤولون في البيت الأبيض أن تصريحات الرئيس لم تكن تعني السيطرة العسكرية المباشرة، بل تتعلق بجهود أمريكية لدعم حلول إنسانية وأمنية مؤقتة للفلسطينيين في القطاع. وأضافوا أن الإدارة الأمريكية ترى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الوضع الإنساني في غزة، خاصة في ظل استمرار التوترات الأمنية والتحديات الاقتصادية التي يعاني منها السكان.
وأثارت تصريحات ترامب ردود فعل متباينة على المستويين المحلي والدولي، حيث عبرت القيادة الفلسطينية عن رفضها لأي محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي لسكان غزة، معتبرة أن أي حديث عن إعادة توطين الفلسطينيين خارج وطنهم يتعارض مع الحقوق الوطنية والقانون الدولي. كما شددت بعض الفصائل الفلسطينية على أن أي محاولة لفرض حلول خارج إطار الشرعية الدولية لن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.
في المقابل، رحبت بعض الأوساط الإسرائيلية بالتصريحات، معتبرة أنها تعكس دعمًا أمريكيًا غير مسبوق لموقف إسرائيل تجاه غزة، خصوصًا فيما يتعلق بالتعامل مع الفصائل الفلسطينية المسلحة.
ويأتي هذا الجدل في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تشهد الأوضاع في غزة اضطرابات متزايدة نتيجة للحصار المستمر والعمليات العسكرية المتكررة، مما يجعل أي مقترح دولي لحل الأزمة موضع اهتمام ومتابعة دقيقة من الأطراف المعنية.
وقالت المتحدثة باسم للبيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي، إن ترامب كان يدعو إلى إعادة توطين "مؤقت" للفلسطينيين، وهو تصريح متناقض مع الخطة تصريحات ترامب قبل يوم واحد عن "إعادة توطين الناس بشكل دائم" في منطقة مختلفة.
وأضافت ليفيت أن ترامب كان يدرس الخطة لبعض الوقت، لكنها لم تُكتب قبل المؤتمر الصحفي مع نتنياهو، وتابعت: "كان صريحا جدا أنه يتوقع من شركائنا في المنطقة، وخاصة مصر والأردن، قبول اللاجئين الفلسطينيين مؤقتًا حتى نتمكن من إعادة بناء منازلهم".
وفي وقت لاحق، سُئلت عما إذا كانت الخطة تعني "أن جميع الفلسطينيين الذين يريدون البقاء في غزة على أرضهم سيُسمح لهم بذلك"، كررت التأكيد على أن ترامب يبحث عن إعادة توطين مؤقت فقط.
وذكرت: "أستطيع أن أؤكد أن ترامب ملتزم بإعادة بناء غزة ونقل أولئك الموجودين هناك مؤقتًا، لأنه موقع هدم، ولا يوجد به ماء، ولا كهرباء".
وقالت مرتين إن اللاجئين الفلسطينيين سيتم نقلهم "مؤقتًا"، بما في ذلك عندما سئلت عما إذا كان استخدامها للكلمة يرقى إلى نقطة تحول في الخطة، حيث أن ترامب صرح بجانب نتنياهو: "إذا تمكنا من الحصول على منطقة جميلة لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل لطيفة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتم إطلاق النار عليهم، ولا يتم قتلهم، ولا يتم طعنهم حتى الموت مثل ما يحدث في غزة".
وفي وقت لاحق، قال إنه لا يعتقد أن العودة إلى غزة يجب أن تكون خيارا، وعندما سئل عما إذا كان ينبغي للفلسطينيين أن يكون لهم الحق في العودة إلى غزة أثناء إعادة الإعمار، قال ترامب إنه "لا يستطيع أن يرى ذلك".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
البيت الأبيض يؤكد أن التقارير عن انتهاكات بحق سجناء فلسطينيين مقلقة للغاية
اغتيال هنية ومفاوضات غزة يؤججان التوتر بين بايدن ونتنياهو
أرسل تعليقك