بغداد - نجلاء الطائي
أعلن محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، خلال ندوة في أسطنبول، أن قطر والسعودية والإمارات تدعم حوارات أنقرة الرامية إلى تشكيل تحالف قوى عراقية، مؤكدًا أنّ هذه الدول اتفقت على تنحية خلافاتها جانبًا في أثناء التعاطي مع الملف العراقي، فيما أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، الأربعاء، عدم إمكانية إجراء الانتخابات في العراق والأوضاع مضطربة والسنة نازحون.
وأشار العضو القيادي في حزب "للعراق متحدون"، إلى أنه "تم إقناع تركيا بعدم التفرد بدعم وبناء المظلة السنية، وبناءً على ذلك تم إشراك دول عربية في المشروع، هي قطر والسعودية والإمارات". وأكد أن "ممثلي قطر والسعودية والإمارات، يلتقون ويناقشون الملف العراقي، وقد قرروا ألا تؤثر خلافاتهم على التعامل مع الأمر"، مستدركاً: "هناك شخصيات على مستوى عالٍ ورفيع مفرغة من قِبل الدول الراعية لمتابعة الحوارات ومتابعة الملف العراقي من بلدانها". وأضاف النجيفي "هناك 25 شخصية سنّية تخوض هذا النقاش، 10 منهم شخصيات معروفة، 15 شخصية غير معروفة".
وتحدث عن أن ما يعقّد وضع السنّة في العراق، وحوارات أنقرة، هي "القوى المقاطعة للعملية السياسية"، الذين وصفهم بأنهم "خارج الواقع، وما زالوا لا يدركون أهمية الشرعية، فالعالم كله يعترف بشرعية الحكم في العراق بعد عام 2003، وهم يرفضون الاعتراف بمخرجات العملية السياسية". وبخصوص الانتخابات العراقية المقررة عام 2018، قال: "هناك توجه لتأجيل الانتخابات، والسبب هو الخوف من سيطرة المليشيات على العملية الانتخابية وهيمنتها على مجرياتها، وإذا حصل ذلك فستأتي نتائج الانتخابات بالمالكي أو العامري أو أبو مهدي المهندس للحكم، عندها ستتجه الأمور في العراق باتجاه آخر".
وتابع النجيفي "لذلك، نحن ندعم الضبط الأمريكي للعملية السياسية والانتخابية في العراق، ونعتقد أن العبادي سيذهب لتأجيل الانتخابات ما لم يضبط المليشيات؛ لأنها ستحرص على خسارته". واستدرك بالقول إن "هناك مخاوف من تأجيل الانتخابات؛ إذ إن التأجيل قد لا يتم، في حين نثقف المجتمع نحن على التأجيل، فتفاجئنا الانتخابات، ونحن غير مستعدين، وقد حصل معنا هذا الأمر سابقاً".
وبخصوص توقعاته للخارطة السياسية عام 2018، قال النجيفي: "نحن لا نقْدر على رسم الخارطة السياسية والانتخابية، فنحن نتلقى تشكيل هذه الخارطة من الآخر (الأحزاب الشيعية)"، متابعاً: "إذا ذهب الشيعة لتشكيل قائمة واحدة فسنضطر إلى الذهاب ككتلة سُنية واحدة إلى الانتخابات، وإذا تفرَّق الشيعة فمن مصلحتنا أن نذهب كسنة متفرقين، لأننا نريد أن نؤسس عملية سياسية غير طائفية، ولانريد لتوحدنا أن يستفز الآخر فيتوحد طائفياً". وعن السيناريوهات المتوقعة للخارطة الشيعية، أشار النجيفي إلى أن "هناك فريقاً شيعياً مدعوماً من أمريكا (يقصد العبادي)، وفريقاً مدعوماً إيرانياً".
ونوه إلى أن "الجانب الأميركي يشك مثلنا في مسألة ضمان أن العبادي لن يكون خارج المعسكر الإيراني". وفي غضون ذلك اكد المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، الاربعاء، عدم امكانية اجراء الانتخابات في العراق والاوضاع مضطربة والسنة نازحون.
وقال كوبيش في ايجاز أدلى به أمام مجلس الأمن بحسب ما نقله عنه بيان للبعثة ان "البعثة عرضت المساعدة على أربيل وبغداد اذا رغبا في ذلك"، مؤكدا على "ضرورة البدء بحوار للخروج من الازمة وتسوية الخلافات بين الجانبين". وأضاف "تلقينا الخروقات من إقليم كردستان بشأن ما حدث في طوز خورماتو وكركوك يوم 16 من شهر تشرين الأول"، داعيا "السلطات العراقية والكردستانية على اجراء تحقيق محايد في اية احداث وقعت في الفترة الماضية".
وأكد كوبيش على "ضرورة رفع الحظر الجوي عن مطارات إقليم كردستان التي فرضته الحكومة الاتحادية في بغداد". وأوضح، انه "لا يمكن اجراء الانتخابات والأوضاع في العراق مضطربة ولازالت العديد من المجتمعات السنية نازحون".
وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قد اكد في اكثر من مناسبة ان الانتخابات التشريعية والمحلية ستجري في موعدها المحدد، بالرغم من الازمات التي تمر بها البلاد.
أرسل تعليقك