أقدّم تنظيم مايسمى بـ" الدولة الإسلامية في العراق والشام "، منذ أن بدأت الضربات الجوية للمقاتلات والمروحيات العراقية وطيران التحالف الدولي ـ العربي باستهداف تجمعاتهم ومواقعهم في مدن الأنبار، لاسيما الفلوجة، على نشر عناصره وآلياته، هربًا من صواريخ المقاتلات، بين الأحياء السكنيّة.
وأكّد مصدر أمني رفيع، في تصريح إلى " العرب اليوم "، اكتمال الاستعدادت العسكرية للهجوم على مدينة الفلوجة، في الأيام المقبلة، لتطهيرها من عناصر التنظيم المتطرف"، مشيرًا إلى أنَّ "الفلوجة باتت محاصرة من جهاتها الأربع، ولم يعد للمتطرفين والمساندين لهم خيارات، فإما الاستسلام أو الموت".
وأضاف أنَّ " الجيش العراقي بجميع صنوفه وبمساندة من مقاتلي العشائر، الذين يرفضون وجود التنظيم المتطرف في مدينتهم، وأبناء الحشد الشعبي، والطيران المروحي، والمقاتلات، إضافة إلى طائرات التحالف الدولي، سينفذون الهجوم المرتقب على مدينة الفلوجة".
وأبرز أنَّ "تنظيم ( داعش ) استشعر الخطر، وعمل على نشر وتوزيع الدبابات والمدرعات والأسلحة التي استولى عليها من المقرات العسكرية في الفترة الماضية، ومنع تجمع عناصره في مكان مكشوف، لضمان عدم ضربهم بالصواريخ"، لافتًا إلى أنه "لم يكتف التنظيم بهذه الإجراءات، حيث قام بتفخيخ جميع مداخل الفلوجة، وطرقها الرئيسة، بالعبوات الناسفة والبراميل المفخخة، كما نشر عددًا كبيرًا من قناصيه في المباني، ومنازل المدنيين المحيطة بالفلوجة".
من جانبه، أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي أنَّ "القوات الأمنية تمكنت من تطهير الطريق الدولي السريع، الرابط بين الصقلاوية والرمادي، والسيطرة على الجسر الياباني، وتطهير منطقة المعهد التقني في الصقلاوية ومحيطها"، مشيرًا إلى أنَ "عددًا كبيرًا من عناصر ( داعش ) هربوا دون مواجهة".
وبيّن الدليمي أنَّ "قوة من الشرطة، وبمساندة مقاتلي العشائر اشتبكت، الأحد، مع عناصر تابعين لتنظيم داعش في منطقتي الطاش جنوب الرمادي والبو علي الجاسم شمال المدينة، ما أسفر عن مقتل 82 عنصرًا من التنظيم".
وأردف أنَّ "قوات الشرطة وبمساندة جهد آلي قامت بحفر مقبرتين جماعيتين لدفن جثث قتلى تنظيم داعش المتطرف خارج مدينة الرمادي"، نافيًا المعلومات التي تحدثت عن العثور على مقبرة جماعية لتنظيم " داعش " في منطقة الخمسة كيلو، غرب الرمادي.
وأشار الدليمي إلى أنّ" طيران التحالف الأميركي - الأوروبي ساهم في تقدم القطعات البرية من الجيش والشرطة في معارك التطهير ضد تنظيم (داعش) في مدن الأنبار، لاسيما المناطق الغربية، وتحقيق إنجازات أمنية مهمة".
وأكّد أنَّ "طيران التحالف قصف أهدافاً في مناطق غرب الأنبار، وشمال الرمادي وغربها، وفي مدن أخرى من المحافظة، مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر التنظيم المتطرف، وتدمير عجلاته، كما نجح الطيران الحربي في إيقاف زحف (داعش) إلى مناطق أخرى".
ولفت الدليمي إلى أنَّ " القوات الأمنية العراقية تعمل بتنسيق عال مع القوات الجوية وطيران التحالف في شن العمليات العسكرية، وتبادل المعلومات وإسناد القطعات البرية بالمروحيات والمقاتلات، بغية ضمان نجاح استهداف النقاط التي يتم تحديدها من طرف قادة الجيش والشرطة".
في سياق متّصل، أعلن مصدر طبي في مستشفى الفلوجة التعليمي، الأحد، أنَّ "المستشفى استقبل جثث ثلاثة عشر مدنيًا، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتين، و10 جرحى، إثر قصف لقوات الجيش المتمركزة خارج مدينة الفلوجة بالصواريخ والراجمات و البراميل المتفجرة و صواريخ الطائرات على مناطق حي الجمهورية والضباط والجغيفي والعسكري ونزال والشهداء والجولان".
وأضاف المصدر أنَّ "القصف أدّى إلى تدمير أربع مدارس وثلاث محولات للكهرباء ومولدة أهلية"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وإلى الجنوب من الفلوجة، حاول تنظيم " داعش " في العامرية، الأحد، احتلال البلدة لكن قوات من الجيش وعناصر الحشد العشائرية صدوا هجوم المتطرفين.
ونفّذ الهجوم من محورين، واستمر لساعات، قبل أن يتوقف دون دخول المتطرفين إلى العامرية.
أرسل تعليقك