صنعاء ـ نجود العولقي
احتشد أمس عشرات آلاف اليمنيين من أنصار "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال عن الشمال في مدينتي عدن والمكلا بالتزامن مع احتفالات البلاد بذكرى استقلال الجنوب عن بريطانيا، وخلت التظاهرتان من أي حوادث عنف؛ خلافًا لتهديدات سابقة لقادة "حراكيين" توعدوا فيها بـ"تصعيد غير مسبوق" يشمل السيطرة على المؤسسات الحكومية وإغلاق الحدود مع مناطق الشمال.
وجاءت الحشود الجنوبية غداة خطاب للرئيس عبد ربه منصور هادي لمناسبة "الاستقلال" هوّن فيه من خطر الحراك الانفصالي، مؤكدًا "أن الجنوبيين يدركون أن الحل العادل لقضيتهم يكمن في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وليس في تمزيق الوطن والارتداد عن وحدته".
وكانت الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح أمرت السبت بتشكيل لجنة رفيعة المستوى لإعداد خطة تنفيذية لمخرجات مؤتمر الحوار خاصة بالقضية الجنوبية إلى جانب لجنة لوضع خطة أخرى لتنفيذ ما يتعلق بقضية صعدة، ولجنة ثالثة للبحث في المشكلة الاقتصادية واقتراح إصلاحات شاملة في غضون شهرين.
ورفع المتظاهرون الجنوبيون الذين توافدوا إلى ساحة الاعتصام في حي خور مكسر في عدن أعلام الدولة التي كانت قائمة في الجنوب قبل اندماجه مع الشمال في 1990، إلى جانب صور قادة "الحراك الجنوبي" ولافتات تدعو إلى "فك الارتباط عن صنعاء واستعادة الدولة الجنوبية".
في غضون ذلك هاجم مسلحو تنظيم "القاعدة" مواقع للحوثيين في منطقة المناسح القبلية القريبة من مدينة رداع في محافظة البيضاء، وأفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى خلال الهجوم الذي نفذه أحد الانتحاريين ليل السبت الأحد في سياق المقاومة التي تواجهها الجماعة منذ سيطرتها على معاقل التنظيم في المنطقة قبل نحو ستة أسابيع.
وفي صنعاء طوَّر عناصر "القاعدة" أمس من أساليب هجماتهم وفجروا في حي حزيز جنوب العاصمة عبوة ناسفة زُرعت في جثة كلب ميت، أثناء مرور دورية للمسلحين الحوثيين الذين يمارسون مهام حفظ الأمن، ولم ينجم عن الانفجار أي أضرار طبقاً لما أكدته وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني.
إلى ذلك نجا ضابط برتبة عقيد في جهاز الأمن السياسي "الاستخبارات" يدعى عبد الرحمن عياش من محاولة اغتيال استهدفته قرب منزله في مدينة الحديدة، ويعتقد أن عناصر من التنظيم قاموا بها ولاذوا بالفرار بعدما أطلقوا عليه وابلًا من الرصاص أصابه في أنحاء متفرقة من جسده.
وتكافح الحكومة اليمنية الجديدة في ظل ظروف اقتصادية صعبة وأوضاع سياسية مضطربة لاستعادة سلطاتها الأمنية في صنعاء وعدد من المحافظات التي سيطرت عليها جماعة الحوثيين، في مقابل إدماج آلاف من مسلحي الجماعة في صفوف الجيش والأمن وذلك في سياق تنفيذ اتفاق "السلم والشراكة" الموقع بين الأطراف السياسية في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وكان مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر كشف عن لقاءات عقدها مع الأطراف السياسة، وأكد مكتبه في بلاغ صحافي أنَّه "شدَّد خلال هذه اللقاءات على الإسراع بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية بما فيها المتصلة بالجانب الأمني".
وأضاف أنه "استعرض في لقائه مع قادة من "أنصار الله" الحوثيين تجارب دول أخرى في ما يتعلق بنزع السلاح وتسريح المحاربين وإدماجهم في المؤسسات الأمنية والعسكرية، والدروس التي يمكن استخلاصها من هذه التجارب".
أرسل تعليقك