القدس المحتلة - ناصر الأسعد
قابل تصريح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه يأمل في التوصل إلى اتفاق يحفظ الوضع الراهن في المسجد الأقصى، رفضًا واسعًا من القادة الفلسطينيين، حيث اقترح تركيب كاميرات أمنية في المسجد مما يقلل التوترات المتصاعدة في الآونة الأخيرة والتي نتج عنها سلسلة من أحداث العنف.
وصرّح نتانياهو لزملائه في الوزارة الأحد، أنه اتفق مع الولايات المتحدة والأردن أنه لن يكون هناك تغييرًا في سياسة دخول اليهود إلى المسجد الأقصى "المعلم الديني الأكثر قدسية عند المسلمين"، والذي يقع في القدس الشرقية المحتلة.
وقتل 52 فلسطينيًا وتسعة إسرائيليين في موجة العنف الأخيرة والتي اشتعلت في مطلع الشهر الحالي، منبأة بانتفاضة جديدة تأتي في الأفق.
وأفاد نتانياهو: "لن يكون هناك تغييرًا في ترتيبات صلاة المسلمين في المسجد الأقصى، ولا في إجراءات دخول اليهود للزيارة"، وأضاف أنه تم حفظ الوضع القائم من قبل 1967 على ما هو عليه، واحتج الفلسطينيون بمرارة، على زيارات اليهود "المستفزة" على حد قولهم، بما فيهم الوزراء اليمينيون والنواب.
وأوضح نتانياهو أن إسرائيل لديها مصلحة في نشر كاميرات الحماية في كل مكان في جبل الهيكل لدحض الادعاءات، واعتاد الفلسطينيون على إلقاء الحجارة في ساحة المسجد، مما نزع فتيل الأزمة مع الجنود الإسرائيليين.
ورحبت الدولة المسؤولة رسميًا عن مقدسات القدس الإسلامية "الأردن"، بالبيان الذي أطلق مساء السبت، كما وصف وزير الخارجية الأميركي قرار نشر الكاميرات بالاقتراح الممتاز.
وأخبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "صوت فلسطين" بأن تلك الخطة ما هي إلا فخ، لأن إسرائيل سوف تستخدم لقطات الفيديو المصورة لتوقيف المصلين المسلمين بحجة أنهم يحرضون ضدها، فيما قال النائب العربي الإسرائيلي أحمد طيبي إن تدخل كيري محبط.
وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون لـ "راديو إسرائيل"، بأن الدولة استجابت لطلب ملك الأردن عبد الله الثاني لتهدئة الأوضاع وعدم تغيير الوضع القائم، وأكد يعلون على أن اليهود لهم الحق في زيارة المسجد ولكن ليس من حقهم الصلاة.
وأعلن الفلسطينيون أيضًا غضبهم من استخدام الشرطة الإسرائيلية المفرط للقوة، وأصرت إسرائيل أنها عدلت استخدامها للقوة ليعادل التهديد المميت الذي يمثله الفلسطينيون، كما ألقت باللوم على التحريض الفلسطيني ضد الإسرائيليين.
وأضاف طيبي: "المشكلة ليست في كاميرات الفيديو في الأقصى، ولكن يجب السماح لجميع المسلمين بالدخول على مدار الساعة، هذا وعد نتانياهو".
ويمثل تدخل كيري أول جهد دولي لاحتواء الأزمة، والتي أضرت بشعبية الرئيس محمود عباس المتدهورة، والذي يخشى تصاعدًا آخر في الأزمة ولكنه لم يحرك ساكنًا، مما دعا فرع منظمة التحرير في غزة للدعوة إلى انتفاضة جديدة، مع العلم بأن الشباب الغاضب في القدس لا ينتمي إلى أي من التنظيمات السياسية.
في أحداث الأحد، طعن مواطن إسرائيلي قرب مستعمرة "جوش إتزيون" في الضفة الغربية، بعد إلقاء الحجارة على سيارته من قبل فلسطينيين تنكروا في زي يهود أرثوذكس، كما هاجم مجهول زعيم المبادرة الفلسطينية القومية مصطفى البرغوثي.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي في الخليل، أن امرأة فلسطينية قتلت رميًا بالرصاص إثر محاولتها طعن شرطي إسرائيلي بالسكين، وسط دعوات ليوم غضب أطلقها طلاب جامعة "بيرزيت" في رام الله، ولكن الأمل في سوء الأحوال الجوية أن يهدئ الأوضاع قليلًا.
أرسل تعليقك