رام الله – وليد أبوسرحان
واصل المستوطنون مهاجمة القرى الفلسطينية، بعد منتصف ليل الأحد، فيما تصدى الأهالي لهم، ما أسفر عن مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وعدد من المستوطنين، الذين هاجموا منازل المواطنين في المنطقة الغربية من قرية عينابوس، جنوب مدينة نابلس، فيما اعتقلت القوات 110 فلسطينيين، نصفهم من القاصرين، عقب مظاهرات اجتاحت البلدات العربية في أراضي عام 1948، من الشبان المحتجين على خطف الشهيد محمد أبو خضير وقتله على يد المستوطنين حرقًا.
وأشار الأهالي إلى أنَّ "عشرات المستوطنين المتطرفين من مستوطنة يتسهار هاجموا منازل المواطنين في المنطقة الغربية من قرية عينابوس، وحاولوا الاعتداء على عدد من منازل المواطنين، إلا أنَّ الشباب تصدّوا لهم، وأجبروهم على التراجع، وذلك قبل أن تصل العديد من دوريات جيش الاحتلال، التي أطلقت عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق".
وتصدى أهالي قرية دير نظام، شمال رام الله، فجر الاثنين، لمحاولة عشرات المستوطنين المتطرفين من مستوطنة "حلميش"، المقامة على أراضي القرية، اقتحام القرية، رفقة وحماية جيش الاحتلال، حيث ألقى عشرات المستوطنين الحجارة نحو سيارات المواطنين الفلسطينيين على الشارع الرئيسي الذي يمر قرب المستوطنة، ما أدى إلى تحطم العديد منها، تجمّع بعدها عشرات المستوطنين، وتوجهوا نحو قرية دير نظام الصغيرة، رفقة جيش الاحتلال، فقابلهم أهالي القرية بالحجارة وبالزجاجات الفارغة، وأغلقوا الشارع الرئيسي لمنع اقتحام القرية بالآليات.
وأطلق المستوطنون، وقوات الاحتلال، الرصاص نحو أهالي القرية، الذين واصلوا تصديهم لهم، عبر إلقاء الحجارة، بعد ان تحصنوا في أكثر من مكان، بغية الحيلولة دون اقتحام القرية، وارتكاب مجازر فيها.
وتأتي محاولة اقتحام قرية دير نظام بعد يوم واحد فقط من محاولة المستوطنين اقتحام قرية النبي صالح المجاورة، وتصدي الأهالي لهذه المحاولة، ما أوقع إصابات في صفوف المواطنين.
وأصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين، بعد منتصف ليل الأحد، نتيجة تجدد الاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء القدس الشرقية، ومناطق متفرقة في الضفة الغربية، حيث تجدّدت المواجهات في حي شعفاط، مسقط رأس الشهيد محمد أبو خضير، وقامت القوات بإطلاق الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية تجاه الشبان، كما استخدمت المياه العادمة لتفريقهم، وأغلقت مداخل الحي، فيما قام الشبان بتخريب أعمدة القطار الخفيف، الذي يمر من الحي، ويخدم المستوطنين.
وفي بلدة سلوان، أشار مجدي العباسي، من مركز معلومات وادي حلوة- سلوان، إلى أنَّ "مواجهات عنيفة اندلعت في حي عين اللوزة، واقتحمته وحدة المستعربين، إلا أنّها فشلت في تنفيذ اعتقالات، وخلال ذلك قامت القوات بإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، بصورة عشوائية على منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة طفلة (8 أعوام)، بعيار مطاطي في الكتف، وشابة (24 عامًا) بعيار مطاطي بالقدم".
وقام مستوطنون "بيت أورت" بإلقاء الحجارة على السيارات والمشاة في حي الطور، وعلى أثر ذلك اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، التي وفرت لهم الحماية، وامتدت الاشتباكات إلى "احيار الرام" و"العيزرية" الواقعة خارج جدار العزل المحيط بمدينة القدس، لفصلها عن الضفة الغربية.
وأكّدت مصادر محلية أنَّ "مواجهات عنيفة دارت في العيزرية وأبو ديس بين العشرات من الشبان وقوات الاحتلال، وتركزت في شارع جامعة القدس، ومفرق مستوطنة معالي ادوميم، ومفرق كبسة".
وأسفرت المواجهات عن إصابة العشرات من الشبان والمواطنين بحالات اختناق شديدة، وبالأعيرة المطاطية، كما أصيب شاب بقنبلة غازية في قدمه تسببت له بحروق شديدة.
واصيب بعد منتصف ليل الأحد، العشرات من سكان بلدة بيت أمر في الخليل، جنوب الضفة الغربية، بحالات اختناق، جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، بعد قمع قوات الاحتلال لمسيرة نظمتها حركة "فتح" و"الجبهة الشعبية".
واعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، 110 فلسطينيين، نصفهم من القاصرين، في أعقاب مظاهرات اجتاحت البلدات العربية في أراضي عام 1948، لاسيما في الخضيرة، التي شهدت مواجهات عنيفة بين شرطة الاحتلال والعشرات من الشبان المحتجين على خطف الشهيد محمد أبو خضير وقتله على يد المستوطنين حرقًا.
وتجدّدت المواجهات في العديد من المناطق داخل أراضي عام 48، حيث قام عدد من الشبان بإغلاق شارع طمرة عكا، ورشقوا سيارات الشرطة بالحجارة، وتم اعتقال 11 مواطنًا.
وفي مدينة الناصرة تمَّ اعتقال 40 شابًا، بعد صدامات مع شرطة الاحتلال، في الشارع الرئيسي، بينما شهدت بلدة عرابة البطوف تظاهر آلاف الفلسطينيين، احتجاجًا على قتل الفتى محمد أبو خضير ، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الشعارات المنددة بسياسة الحكومة الإسرائيلية.
وعمّت المظاهرات الاحتجاجية أيضًا البلدات العربية في النقب، وتم رشق سيارات الشرطة الإسرائيلية بالحجارة.
أرسل تعليقك