العراق وقطر يطويان صفحة التوتر ويدشنان مرحلة علاقات جديدة

بدأ رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، زيارة إلى دولة قطر، الأربعاء، لتدشين مرحلة علاقات جديدة بين البلدين تطوي صفحة التوترات السابقة وإرساء دعائم تعاون سياسي وأمني، لاسيما في مواجهة التطرف والتعاون في مجال الاستثمار النفطي.

واستقبل أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، رئيس جمهورية العراق والوفد المرافق له، وعقدا اجتماعًا في الديوان الأميري في العاصمة القطرية "الدوحة".

وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية العراقية ورد لـ"العرب اليوم" أنَّ "اللقاء تميز بالأجواء الودية والصريحة والموضوعية".

وبحسب البيان فإنَّ أمير قطر دان التطرف بكل أشكاله وتحدث عن أهمية وحدة العراق والعلاقات بين مكونات المجتمع العراقي.

كما أبدى الشيخ تميم تفهمه للوضع في العراق، شاكرا الرئيس معصوم على زيارته هذه.

من ناحيته قدم رئيس جمهورية العراق صورة عن الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد، مؤكدًا أنّ الجهود تتجه إلى التركيز على إعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية.

وأشار إلى "أنّنا في الظروف الحالية بحاجة إلى الحشد الشعبي الذي يضم في صفوفه أهالي المناطق التي يحتلها تنظيم "داعش"، فضلا عن الحاجة إلى قوات البيشمركة التي تساهم في دحر المتطرفين والسعي إلى تحرير المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف".

وأكد رئيس الجمهورية وأمير دولة قطر ضرورة دحر التطرف ليس في العراق فحسب وإنما في سورية وسائر المناطق التي تعاني من وجوده، كما أكدا أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

واتفق الجانبان على ضرورة الإسراع بإعادة فتح سفارة دولة قطر في بغداد وتفعيل اللجان المشتركة بين البلدين.

وأشار معصوم إلى أزمة النازحين في العراق والتطلع إلى مشاركة قطر في حل مشكلة النازحين والمساهمة في إعادة إعمار المناطق المتضررة بما في ذلك توفير مدارس للطلبة من بنات وأبناء العوائل النازحة.

وفي ختام اللقاء؛ أكد معصوم الأهمية الفائقة لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين في سائر الميادين.

وأفاد بيان ثانٍ لرئاسة جمهورية العراق بأن معصوم استقبل في مقر إقامته في العاصمة القطرية الدوحة رئيس مجلس الوزراء، زير الداخلية في دولة قطر الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.

وأكد معصوم في اللقاء، الذي حضره وزير الداخلية محمد الغبان، تصميم العراق، بناء وتطوير علاقات صداقة متينة مع دولة قطر بما ينسجم ومكانة البلدين الشقيقين ويخدم مصلحة شعبيهما.

من جانبه أشار رئيس الوزراء القطري إلى أنّه مُلزم بتنفيذ توصيات سمو أمير دولة قطر بترميم العلاقات مع العراق وتعزيزها في جميع الميادين.

وبين أنّ وزارتي الداخلية في كلا البلدين ماضيتان في التواصل والتعاون المتبادل من أجل تجفيف منابع التطرف بكل أشكاله.

كما أكد الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أنّه سيقوم بزيارة العراق في الوقت المناسب للتباحث حول سبل توطيد أطر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.

وفي سياق متصل، بحث وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي، مع وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة العلاقات الثنائية ودراسة تطوير أفق التعاون في المجال النفطي بين البلدين.

وأضاف مكتب عبدالمهدي في بيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أنّ الأخير "عقد، مع وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة جلسة مباحثات رسمية تناولت العلاقات الثنائية ودراسة تطوير أفق التعاون في المجال النفطي بين البلدين".

وأضاف أنّ "المباحثات تناولت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر بشأنها".

وتأتي مباحثات معصوم في الدوحة بعد أن ظلت علاقات البلدين تشهد أزمات مستمرة بسبب اتهامات مسؤولين عراقيين ونواب وكتل سياسية لقطر بدعم التطرف في العراق.

وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد اتهم ـ العام الماضي ـ قطر والسعودية بشن حرب على بلاده عبر دعم المتشددين السنة في البلاد.

ويمضي رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي قدما في سياسة ردم الفجوات بين بلاده ودول الجوار، وخلال الأشهر الماضي نجح في إرساء أسس علاقات دبلوماسية وسياسية وتجارية جديدة مع تلك الدول.