أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، "أنه اتفق مع رئيس قبرص، نيكوس أنستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان، الكسيس تسيبراس، على ضرورة استمرار عملنا وتنسيقنا الدؤوب لمحاربة الإرهاب ووقف مصادر تمويله وذلك من منظور شامل، لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، وإنما يشمل أيضًا دحض وتفنيد الأسس الفكرية للجماعات الإرهابية، أخذًا في الاعتبار كون دولنا الثلاث منارات حضارية تاريخية في المنطقة، وحاضنات لقيم التسامح الديني على مر العصور، مما يؤهلها للعب دور محوري في هذا الصدد، من خلال اضطلاع مؤسساتها الدينية العريقة بمهمة تصويب الخطاب الديني".
وأضاف خلال كلمته في مؤتمر صحافي مشترك، عقب القمة الثلاثية، في العاصمة اليونانية "أثينا":"تناولت محادثاتنا البناءة محورية التكاتف الدولي للتوصل لحلول عملية لظاهرة الهجرة المتنامية، حيث استمعت من الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني باهتمام بالغ لرؤيتهما في هذا الشأن، وأكدت لهما على أن رؤيتنا تجاه هذه القضية، تقوم على الدفع بأهمية التعامل مع ظاهرة الهجرة من منظور شامل، يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التنموية بقدر ما ينظر إليها من زاوية المعالجة الأمنية، مع اقتناعنا كذلك بضرورة التعاطي الفعال مع الظاهرة من منطلق إنساني، متوافق مع القوانين والالتزامات والمعاهدات الدولية ذات الصلة".
وأشار الرئيس السيسي، في كلمته إلى تأكيده على إصرارهم جميعًا على المضي قدمًا في سبيل توفير مقومات التقدم والتنمية، ليس لشعوبهم فحسب بل لشعوب المنطقة والجوار الجغرافي بأسـره، والتزامهم القوي بالعمل معًا وفقًا لرؤية مشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإقليم شرق المتوسط.
وقال:"أعرب عن تفاؤلي بالخطوات العملية التي ناقشناها لتفعيل التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص في مجالات متعددة تحمل فرصًا واعدة وعلى رأسها مجالات الطاقة والسياحة والاستثمار والنقل البحري حيث نتطلع لأن تمثل أطر التعاون المتفق عليها في هذه المجالات وسيلة لتنفيذ مشروعات محددة تعود بالنفع على شعوبنا في سعيها نحو مستقبل أفضل".
وأكد التزام مصر بمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بما يضمن ترجمته إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، وقال:"أتطلع لأن تشهد الفترة المقبلة الإعلان عن تفاصيل هذه المشروعات وبرامج التعاون تباعًا".
وأضاف:"لقد اتفقت رؤانا على أهمية التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة دولتها المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يساهم في القضاء على أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، الأمر الذي يتطلب من كافة الأطراف مضاعفة انخراطها وجهودها نحو الاتفاق على التســوية العادلة"، موضحًا أهمية مناقشة العمل بين كافة الأطراف المعنية، من أجل التوصل لحلول سياسية في كل من سوريا وليبيا والحيلولة دون توطن التنظيمات الإرهابية على أراضيهما، وأعربت خلال الاجتماع عن استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية، ببما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة".
واختتم كلمته بالإعراب عن تطلعه لمتابعة نتائج هذا الاجتماع والعمل على تحقيق أهدافه في الشهور المقبلة، تمهيدًا لانعقاد اجتماعهم المقبل في القاهرة، وقال:"على ضوء ما أعلنه رئيس وزراء اليونان من اتفاقنا على تشكيل لجنة دائمة للتعاون بين الدول الثلاث، فإننا نتطلع لأن تكون آلية مناسبة للتوصل إلى أطر تعاون فعالة وإيجابية تسهم في نمونا المشترك".
من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس:"تبنينا إعلان أثينا المشترك، الذي يتعلق بهذه الأمور، وأكدنا على ضرورة الحل السلمي، والقابل للتعايش على أساس قرارات الأمم المتحدة، وأيضًا على الاستقرار والأمن، وعبرنا عن جهودنا للأمم المتحدة في ليبيا واليمن، وضرورة السلام في سوريا بشروط تسمح بالمصالحة وإعادة تعمير البلد، وعبرنا عن جهود لمكافحة القوى الإرهابية التي تعتمد على التطرف الديني مثل داعش".
وأضاف:"أكدنا بشكل خاص الفوائد المتبادلة التي تأتي من دعم التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وضرورة أن يقوم الاتحاد بدعمها، خاصة أنها دولة مهمة للاستقرار الإقليمي".
وتابع:"اتفقنا على الإسراع بمشاورات لرسم المناطق البحرية، حيثما يمكن ذلك، ويكون على أساس القانون الدولي، وهذا التعاون ليس ضد بلد ثالثة، ولكن دعوة مفتوحة لرسم مناطق لحدود بحرية على أساس القانون الدولي".
وأوضح أنهم اتفقوا على تطوير التعاون البحري بهدف دعم المعاملات التجارية، والتغييرات التي حدثت من إنشاء قناة السويس الجديدة،، مشيرًا إلى أنهم اتفقوا على آلية للتعاون بحيث تعمل بشكل دائم، ويكون هناك مجلس يجتمع بشكل دوري من وزراء خارجية الدول الثلاثة، وعمل لجنة من الاقتصاد.
وقال:"الاجتماع المقبل سيكون في القاهرة بدعوة من الرئيس السيسي خلال العام المقبل، وسوف تكون هناك عدة مبادرات تطرح خلاله، بحيث تعبر عن التعاون الناجح بين البلاد الثلاثة".
من جانبه، قال الرئيس القبرصي:"إن القمة الثلاثية كانت ناجحة للغاية من أجل تشكيل نموذج للتعاون الإقليمي البناء، وقد تبنينا إعلان أثينا، الذي أكدنا أنه يساعد على تطبيق القانون الدولي ودعم الأمن والتنمية في منطقة البحر المتوسط"، وتابع:"سوف نستمر في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، ومحاربة الإرهاب ومواجهة الأزمات وأزمات المهاجرين"، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث ترغب في مكافحة الإرهاب والتطرف، وقال:"إنهم اتفقوا على بذل الجهود المنسقة لإزالة الحدة على أساس المباحثات وقرارات الأمم المتحدة.
وفي سياق آخر، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح الثلاثاء، مع رئيس قبرص، وذلك على هامش مشاركتيهما في أعمال القمة الثلاثية مع اليونان.
وقال المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، إن الرئيسين عقدا لقاءً ثنائيًا أعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين استهله الرئيس بالترحيب بالرئيس القبرصي، وأكد الرئيس أهمية مواصلة التشاور السياسي بين الجانبين، وتكثيف تبادل الزيارات لمتابعة وتنفيذ ما يتم التوصل إليه من أطر للتعاون في مختلف القطاعات، ووجه الرئيس الشكر للرئيس القبرصي على مواقف بلاده المساندة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي وقيامها بشرح حقائق التطورات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، وأكد الرئيس ثبات السياسة والمواقف المصرية إزاء القضية القبرصية في المحافل الإقليمية والدولية.
وذكر السفير يوسف، أن الرئيس القبرصي أشار إلى أن المجتمع الدولي يتطلع إلى عضوية مصر في مجلس الأمن كعامل رئيسي لتعزيز العمل الدولي من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الرئيس القبرصي على دعم بلاده الكامل لمصر وجهودها، سواء لتحقيق التقدم الاقتصادي والتنمية الشاملة، أو في إطار مكافحة الإرهاب وإرساء الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى تطلع بلاده لتعزيز العلاقات مع مصر في مختلف المجالات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تباحثًا حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات النقل البحري، والتبادل التجاري، واستكشاف واستخراج الثروات الطبيعية، وإمكانيات الاستفادة من البنية التحتية والصناعية المصرية المؤهلة لاستقبال وتسييل الغاز القبرصي.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنيستاسياديس، ناقشا الأربعاء، سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومكافحة التطرف.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع ضم وفدي البلدين؛ في مقر إقامة الرئيس السيسي في العاصمة اليونانية أثينا.
ومن جانبه، أكد الرئيس القبرصي نيكوس أنيستاسياديس، الأربعاء، استعادة مصر مكانتها الإقليمية والدولية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم القصر الرئاسي، السفير علاء يوسف، في تصريحات للصحافيين، الأربعاء، عقب انتهاء المحادثات الموسعة بين وفدي مصر، وقبرص أن الرئيس القبرصي وجه التهنئة للرئيس السيسي على إنجاز الانتخابات البرلمانية التي تعد الاستحقاق الثالث والأخير في خريطة الطريق نحو المستقبل، والتي شملت أيضًا إقرار الدستور، وإجراء الانتخابات الرئاسية.
وشارك السيسي في القمة الثلاثية مع رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس ورئيس قبرص، والتي عقدت في إطار حرص الدول الثلاث على دورية انعقادها من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بينها، والبناء على ما تحقق من نتائج إيجابية خلال القمة الثلاثية الأولى التي عقدت في القاهرة في تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2014، والقمة الثانية التي استضافتها قبرص في نيسان/أبريل العام 2015.
أرسل تعليقك