غزة ـ محمد حبيب
استشهد فلسطيني مسن، السبت، في قرية حارس، في محافظة سلفيت، في الضفة الغربية، أثناء محاولة تصديه لاقتحام جنود الاحتلال لمنزله، فيما زعمت وسائل إعلام عبرية أنَّ صاروخًا فلسطينيًا أطلق من قطاع غزة، وسقط في منطقة خالية، عند مجمع مجلس إقليمي شاطئ عسقلان.
وأكّدت مصادر طبية استشهاد المسن ناجي علي صوف (60 عامًا)، بعد إصابته بأزمة قلبية، خلال محاولة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزله بالقوة، مشيرة إلى إصابة مواطنين آخرين، خلال حملة دهم واسعة، شهدتها القرية الليلة الماضية، تعرّض خلالها عدد كبير من منازل المواطنين للاقتحام والتفتيش، وتخريب لمحتوياتها.
وأبرز موقع "0404" العبري أنَّ "صافرات الإنذار أطلقت في مجلس إقليمي ساحل عسقلان، عقب سقوط صاروخ في منطقة المجمع، دون إصابات أو أضرار".
واقتحمت قوّات متفرقة من جيش الاحتلال الصهيوني مدينتي رام الله والبيرة، وسط الضفة المحتلة، من محاور مختلفة، وشنّت حملة مداهمات وتفتيش في أنحاء متفرقة منها، رافقتها مواجهات مع السكّان المدنيّين.
واقتحم أكثر من 25 جنديًا، في منطقة البالوع في مدينة البيرة، مجمع النعمان، وقاموا بالاعتداء على الحارس وتقييده، وتفتيش محال ومكاتب فيه، فيما داهم جنود الاحتلال مقر شركة "بالميديا"، القريبة من المجمع، ومنعوا الموظفين من الدخول إليها، وقاموا بتكسير أجهزة الحاسوب، وسرقة "الأقراص الصلبة"، و"الراوترات" الخاصة بفضائية "القدس"، التي تتلقى خدمات البث من الشركة.
وفي شارع نابلس، في مدينة البيرة، داهم الجنود مركز "نون" للدراسات والأبحاث القرآنية، وقاموا بتفتيشه، ومصادرة بعض محتوياته، وكذلك عمارة برج الشيخ، الواقعة في منطقة الشرفا، ومركز لتعلم اللغة العبرية تابع لأحد الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار".
وفي منطقة بطن الهوى، اقتحمت قوّة احتلاليّة مقر الإغاثة الإسلامية، وقاموا بتفتيشه، ومصادرة محتوياته كافة، فيما تصدى الشبان لقوات الاحتلال عبر إلقاء الحجارة، والزجاجات الفارغة، واندلعت المواجهات في كل من منطقة البالوع، وحي الشرفا، وقرب مخيم الأمعري، وقرب منتزه رام الله، ما أسفر عن إصابة 10 شبان بالرصاص المطاطي، فيما قامت قوّات الإحتلال بالاعتداء على شابين بالضرب المبرح، بعد احتجازهما لأكثر من ساعتين، ومنعت طواقم الأسعاف من الوصول إليهما.
وأعلن نادي "الأسير"، مساء الجمعة، عن ارتفاع عدد المواطنين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في عدوانها الواسع في الضفة الغربية، على مدار الأسبوع الأخير، ليصل إلى 388 مواطنًا على الأقل.
وأوضح النادي، في بيان صحافي، أنَّ "هذا العدد يشمل المواطنين الذين أوقفوا لأيام عدة، واعتقلوا، وما زالوا محتجزين حتى الآن"، مشيرًا إلى أنّه "تمّ تسجيل اعتقال 132 شخصًا في محافظة الخليل، والتي تتركز فيها عمليات الاعتقال، بينما وصل عدد معتقلي محافظة نابلس إلى 76، ورام الله 48، وجنين 39، وطولكرم 18، فيما كانت حصيلة الاعتقالات في قلقيلية 13، وبيت لحم 30، والقدس 18، وطوباس 7، وسلفيت 7، وأريحا معتقل واحد".
وفي سياق متّصل، بيّن وزير المال الإسرائيلي يائير لبيد أنَّ "الحملة العسكرية في الضفة المحتلة لها ثلاثة أهداف، تتمثل في إعادة المستوطنين المختطفين، وتدمير حماس، فضلاً عن تفكيك حكومة الوحدة الفلسطينية".
واعتبر لبيد، في تصريح إعلامي، مساء الجمعة، أنّه "يجب على إسرائيل إدارة العملية العسكرية بعقلانية، لاسيما مع اقتراب حلول شهر رمضان، لذلك أنا أقف ضد الاحتكاك مع الفلسطينيين".
ولفت لبيد إلى أنَّ "العملية العسكرية في الضفة والخليل معقدة، مع التأكيد على أننا لا نسعى لانتفاضة جديدة"، مبرزً أنَّ "إسرائيل وأمنها متأكدان 100 % أن حماس هي من يقف وراء عملية الخطف".
ومن جهته، أعرب الموفد الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري عن "قلقه من الحملة الأمنية الإسرائيلية منذ خطف الشبان الثلاثة، التي أسفرت عن اعتقال أكثر من 300 فلسطيني، ومقتل 3 آخرين، فضلاً عن إصابة عدد كبير منهم بجروح".
ودعا سري، في بيان أصدره وتناقلته وسائل الإعلام مساء الجمعة، إلى "إطلاق سراح الشباب المخطوفين"، حاثّاً إسرائيل على "التحلي بضبط النفس، والتصرف وفقًا للقانون الدولي، والتحقيق في الادعاءات بشأن الاستخدام المفرط للقوة، ومقتل مدنيّين".
أرسل تعليقك