رام الله – وليد أبوسرحان
كشف مصدر فلسطيني مطلع على سير المفاوضات الجارية في القاهرة ما بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية مصرية، لـ "العرب اليوم" ، أن الفجوة في المواقف ما زالت متباعدة وأن الأمور تشير لغاية الآن إلى إمكان فشل التهدئة الراهنة التي بدأت بعد منتصف الليلة الماضية، إذا ما واصل الجانب الإسرائيلي الإصرار على مواقفه في شأن مطالب المقاومة الفلسطينية.وأوضح المصدر أن هناك خلافًا جديًا في كيفية إعادة إعمار قطاع غزة، حيث يصر الوفد الإسرائيلي على أن يتم إدخال المواد المطلوبة لإعادة الإعمار تحت الرقابة الاسرائيلية خشية من أن يتم استخدامها بشكل مزدوج ما بين البناء المدني والعسكري لمصلحة فصائل المقاومة.
وحسب ما علمه موقع "العرب اليوم" فإن الوفد الإسرائيلي في القاهرة رفض بشكل مطلق السماح للفلسطينيين ببناء ميناء بحري في غزة أو السماح بإعادة إعمار المطار الذي دمّر قبل عام فرض الحصار على القطاع ورفض الوفد الاسرائيلي الاقتراح الأوروبي بإنشاء ممر مائي بحري آمن ما بين قبرص وقطاع غزة تتولى جهات دولية مراقبته .
وحسب المصدر الفلسطيني فإن إسرائيل تعتبر السماح بإنشاء ميناء بحري لغزة وإعادة إعمار مطارها الدولي من الأمور المستحيل القبول بها من الحكومة الإسرائيلية التي أبدت موافقتها على إطلاق سراح الأسرى المحررين ضمن "صفقة شاليط" والذين أعيد اعتقالهم، إضافة إلى إطلاق سراح النواب، والدفعة الرابعة من الأسرى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو، مقابل أن تفرج حماس عن جثتين لجنديين إسرائيليين احتجزتهما أثناء العدوان على غزة.
ورجح المصدر الفلسطيني أن يكون مصير محادثات القاهر الجديدة الفشل إذا لم تتدخل أطراف دولية للضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية وليس كما تريد إسرائيل زيادة حجم المواد المسموح بإدخالها للقطاع عبر المعابر الاسرائيلية.
وجاء وصول الوفد الاسرائيلي للقاهرة،للتفاوض مترافقًا مع لتلويح للمصريين والفلسطينيين بأن فشل المفاوضات يعني عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق تفضي إلى إعادة احتلال القطاع بالكامل للقضاء على فصائل المقاومة ونزع سلاحها. وأن هذه المفاوضات هي الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف اطلاق النار.
وأوضحت المصادر أن جولة المفاوضات الراهنة مهمة جدًا وأنها أكثر جدية من المفاوضات السابقة ، معتبرة أنها الفرصة الاخيرة لإنهاء الحرب .
وتوصّل الطرفان مساء الأحد، بوساطة مصرية، إلى هدنة لـ 72 بدأت منتصف الليلة الماضية لإتاحة المجال لمحادثات غير مباشرة في القاهرة.
ويدور الحديث في الساحة السياسية الإسرائيلية أن إسرائيل أمام خيارين، إما الحل السياسي أو الاجتياح الشامل لقطاع غزة، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفضل الحل السياسي والتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، لكنه لم يشر إلى مدى الاستجابة الإسرائيلية لاستحقاقات وقف إطلاق النار أي مطالب فصائل المقاومة.
أرسل تعليقك