السـلـك
آخر تحديث GMT14:59:02
 العرب اليوم -

السـلـك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السـلـك

الليل
محمد شلبى أمين

أتى الليل يداعب نجمات السماء الساهرة ، تُطل من بين الظلام نجمة ساحرة .. تخرج لسانها للقمر ، نجلس .. نراقب ، صراع يملأ القلوب ، نتجاذب أطراف الحديث ، ينفعل أحدنا ، يُبالغ فى انفعاله ، أقف محاولاً أن أضع لانفعاله حدوداً ، دفعني ، خرج من الدائرة ،أطلق ساقيه لعناق الريح الباردة ، شكلنا قطاراً ،سرنا خلفه ، يصرخ: اتركوني وشأني ،ونحن .. لا ، فهو سامرنا، وأمسيتنا ، حكايته بدأت حينما أراد أن يعبر الدائرة أول الليل ومنعه من يجاوره ، وقف يقول : كانت هناك ، خلف الأسلاك .. تكمن قريتي ، بها عرسي ، فيها .. أبى ، وقبر أمي ، اخواني، أحبتي ، فيها حبيبتي .

وجوه أحبائي شاحبة ، سعيدة ، اليوم تكتمل فرحتي ، الليلة ليلتي . عريس أنا ، تجاوزت العقد الثالث، بدأ شبح الشيخوخة يطاردني ، كادت الأيام تلفظني ، أتحامل على أحلامي ، أتناسى آلامي، أتماسك رغم الخواء الذي يزلزلني ، أبدو في عيونهم الأمل الذي من خلاله تتحقق الأحلام ، ربما يحقق معنى الحرية ، لكن كيف ؟.

دفوف تقرع فوق رأسي ، وأمام عيني، سعداء هم ، أرسم البسمة على وجهي ، أرى عروسي تغمرها الفرحة ، عروسي أجمل من فى الأرض ، الشمس تغار منها إذا أشرقت ، والقمر يتودد إليها ، يتقرب كي يحظى بابتسامتها ، عروسي أجمل من فى الكون ، كوكب خاص ، حورية هبطت من الجنة إلى الأرض كي ألقاهاهنا ، في تلك البقعة الطاهرة، دعوت الله كثيراً أن يرزقني زوجة صالحة، إذا نظرت إليها سرتني ، وإذا غبت عنها حفظتني ، ها هى دعواتي تتحقق، أحمد ربى ، أتمنى أن يرزقني منها الولد الصالح . لكن ……… طلبت مهرها .. أن أنزع تلك الأسلاك الواقفة أمام القرية، حاولت كثيراً ، أفنيت العمر الماضي أحاول . واليوم عريس أنا، الملح يتطاير ، والحلوى تتناثر، كانت أمي تحلم بهذا اليوم ، وأبى يدعوا الله أن يحيا حتى يشهده ، واخواني ، أحبائي ، الكل سعيد ، وأنا اليوم أولد من جديد .

العرس تمدد فرحاً في جوف الليل، أحلامي أمست تتحقق ، حملتها وسرت إلى البيت الذى أضاءته الفرحة، مشيت قليلاً .

قالت : أنزلني ، أنزلتها ، صمت الناس، قالت : محرم على حتى تنزع تلك الأسلاك الواقفة أمام القرية .

فهذا مهري ، لم تدفعه حتى الآن . وقف الناس، الكل يحاول ، الكل يتمنى ، الكل ينتظر ، وأنا اليوم .. عريس أنا ..وعروسى أجمل من في الكون .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السـلـك السـلـك



GMT 14:20 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

وهم التفوق

GMT 12:47 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 07:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 09:57 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 06:48 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:44 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 11:33 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:01 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

أردوغان يرحب بمبادرات تطبيع العلاقات مع سوريا
 العرب اليوم - أردوغان يرحب بمبادرات تطبيع العلاقات مع سوريا

GMT 12:22 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

كيمياء الدماغ تكشف سر صعوبة إنقاص الوزن

GMT 09:48 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

العيش بالقرب من المطار قد يصيبك بالسكري والخرف

GMT 00:25 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

الغرب والرغبة في انهياره!

GMT 11:18 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط جندياً في معارك رفح

GMT 08:11 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوب أذربيجان

GMT 00:22 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بناء الجدران يصل إلى إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab