بقلم : نجاة فوّاز
قلتُ للبحر
ضحك وداعب قلبي برقصة أدتها أمواجه بحضرة حزني الأنيق…
قال كم كذبت على روحك وانت توهمينها بأنه يمكن للحزن أن يأتي بكامل أناقته، فتركتيه ينهش جسدك قطعة قطعة.
أنهضي يا صغيرتي
أنفضي عنكَ غبار الحزن وأبتسمي لقادم الأيام، فهي تحتفظ لكِ بجيوبها قطعا من الحلوى التي تحبين…
لو كان حزني أنيقاً كما ظننتُ لأعتقني، لكنه ثقيلا وباردا كفأر يقرض ألواح الخشب بجسدي المهترئ…
كيف سأُعيد هذا الجسد حفنة ترابا نقية خصبة تصلح لتكون مأوى لبذرة تخرج عنها شجرة تشبه شجرة الليمون بحاكورة أبويا خلف بيتنه الذي تركه لأمي لتبكي غيابه، وتحرس ما تبقى من عطوره الكثيرة؟!
#سأنجو
قلتُ للبحر جهة غزة بالأمس وانا اتأمل بقايا الحياة هناك…
تلقنتُ الدرس كما يجب
وأختبرتُ نفسي
هنا سار حبيبي
هنا رسم لي خريطة من عشق.
كل شيء هنا يعلمك كيف تنجو
كل شيء هنا يملك من القسوة ما يكفي ليعيدني صلبةً قويةً شجاعةً… كل شيء
عطر حبيبي الذي يزور البحر ليخبره كم يحبني
وخطواته فوق الرمل التي تسير صوب قلبي ليصير حبيبي
وانا الصبية العصية على الكِبر والناجية من شيخوخة لا تشبهها… ومدينة أحلامي وقلبي وجسدي العائد لضحكته بشيء من الغنج الذي لا يشبهني، وروحي الجميلة رغم أنف الإنكسارات وإبتسامتي الصابرة الهادئة المبتسمة…
كل شيء سيكون على ما يرام
* نجاة فواز كاتبة من فلسطين
أرسل تعليقك