باريس - العرب اليوم
بعد حياة حافلة، انطفأت في باريس الممثلة رينيه دورلياك عن 109 سنوات. وبهذه السن فإنها كانت عميدة الممثلات في العالم، وكذلك من أوائل الذين عملوا في دبلجة الأفلام. وللراحلة أربع بنات، ثلاث منهن أصبحن ممثلات، منهن نجمة السينما الفرنسية كاترين دينوف وسيلفي وفرنسواز دورلياك، وهي أيضاً جدة الممثل كريستيان فاديم، ابن المخرج الراحل روجيه فاديم، والممثلة كيارا ماستروياني ابنة النجم الإيطالي الراحل مارشيلو ماستروياني. توفيت رينيه دورياك، الأحد الماضي، حسبما أعلنت عائلتها أمس. ولعل الأسرة أجّلت إعلان الخبر لأن الوفاة حدثت في الوقت الذي كانت فيه ابنتها كاترين ترتقي السجادة الحمراء على أدراج قصر المهرجانات في «كان»، جنوب فرنسا، بمناسبة عرض فيلمها «أثناء حياتها» خارج المسابقة الرسمية.
دورلياك، واسمها الأصلي جان دينوف، اختارت اسماً فنياً هو رينيه سيمونو. وسيمونو هو اسم فنان صديق للعائلة كان بمثابة عرّاب لها في المهنة منذ أن احترفت الفن في سن مبكرة وظهرت على خشبة مسرح «أوديون» في باريس. وهو المسرح الذي واصلت الوقوف عليه لثلاثة عقود لاحقة. ومما يُذكر لرينيه دورلياك أنها كانت من أولى الممثلات اللواتي عملن في دوبلاج الأفلام الأميركية إلى اللغة الفرنسية. وقد أعارت صوتها لممثلات من وزن إستر ويليامز وأوليفيا دو هافيلاند، إحدى بطلات «ذهب مع الريح»، وجودي غارلاند والدة المغنية ليزا منيللي. لكنها توقفت عن نشاطها الفني بعد الحرب العالمية الثانية لتتفرغ لتربية بناتها والاهتمام بزوجها الممثل موريس دورلياك الذي فارق الحياة عام 1979.
وفي مقابلة سابقة معها نشرتها صحيفة «لوموند»، قالت كاترين دينوف إن والدتها تعيش بمفردها وتلعب الورق وترتدي العوينات الطبية لكنها تحافظ على سمع جيد وذاكرة طيبة، وهي لا تشكو من مرض، هو أمر مريح في الشيخوخة. كما أن بناتها وأحفادها يتصلون بها هاتفياً باستمرار. وأضافت: «أرى أن أمي امرأة بالغة الشجاعة، وهو أمر لم نشعر به في طفولتنا لكننا فهمناه مع الزمن، فليس من السهل تربية أربع بنات وتترك لهن مجالاً من الحرية».
أرسل تعليقك