الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث
آخر تحديث GMT08:38:12
 العرب اليوم -

الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث

المطر
القاهرة - العرب اليوم

توجد بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التي تبدو متشابهة، ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي ونبدأ بالتفرقة بين (الغيث) و(المطر) فيما ورد ذكرهما في كتاب الله العزيز.

• أولًا: دلالة اللغة

- في (اللسان): (الغيث) المطر والكلأ (العشب)، و(المطر): الماء المنسكب من السماء.

- قال الطبرسي: (الغيث) (المطر) الذي يغيث من الجدب. وكان نافعًا في وقته، والمطر :قد يكون نافعًا
وقد يكون ضارًا في وقته، وفي غير وقته.

- في (الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري): نزل المطر، وأمطرت السماء، وقلّ من يستخدم كلمة (الغيث)للتعبير
عن نزول الماء من السماء، والحق أن جُل المعاجم اللغوية لا تفرق في المعنى بين الكلمتين، فـ(الغيث)عندهم بمعنى (المطر).

- في الوسيط: (الغيث) (المطر)، أو الخاص منه بالخير، وجمعه غيوث وأغياث، و(المطر):الماء النازل
من السحاب وجمعه أمطار.

• ثانيًا: الدلالة القرآنية

- في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم): (الغيث)تستخدم في سياق المطر النافع المخصب للأرض
والنبت، وهو ملمح النفع والخير والخصب.

- وقال (أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية): (الغيث)في القرآن الكريم يدل على النفع والرحمة، أو
طلب الاستنجاد والنصرة.

- (المطر) :تستخدم في سياق العقاب الإلهي للطاغين والمفسدين.

- قال (الزمخشري في الكشاف): قد يكون(المطر)حجارة من السماء أهلكت الطغاة المجرمين، كما في سائر
المواضع التي ورد فيها المطر في القرآن الكريم.

- في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم) : اختص المطر العذاب والهلاك في القرآن الكريم.

- وقال (أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية): القرآن استخدم كلمة (المطر) مع الأذى، ونزول العذاب
والضرر.

• بعض الآيات التي ورد فيها لفظ (الغيث):

قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْأَرْحَامِ"(لقمان34)

قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ
وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ"(الشورى 28)

• الآيات التي ورد فيها لفظ (المطر):

قال تعالى: "وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى
أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِينا"(النساء 102)

قال تعالى:" قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا
عَذَابٌ أَلِيمٌ"(الأحقاف 24)

قال تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ"(الشعراء 173)

قال تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ"(النمل 58)

قال تعالى:" وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ"(الأعراف
84)

قال تعالى:"فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً
مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ"(هود 82)

قال تعالى: "فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ"(الحجر
74)

• يقول الدكتور أحمد مختار عمر في (قاموس القرآن): "ذهب كثير من اللغويين إلى ترادف لفظي الغيث
والمطر وتطابقهما في المعنى، ولكن تتبع استعمال القرآن يدل على وجود صفة مميزة تفرق بينهما بعد إشراكهما في أصل المعنى، فنقل الثعالبي:(المطر) إذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة إليه فهو (الغيث)، ونقل القرطبي:(الغيث) (المطر) وسمي غيثا لأنه يغيث الخلق.

- وعن الأصمعي قال: مررت ببعض قبائل العرب وقد مطروا فسألت عجوزا منهم: أتاكم المطر؟ فقالت: "غثنا
ما شئنا غيثا"

- وعقب القرطبي نقلا عن الماوردي قائلًا: (الغيث) ما كان نافعًا في وقته، و(المطر)قد يكون نافعًا
وضارًا في وقته وفي غير وقته (الجامع لأحكام القرآن)

- ويعقب الدكتور عمر قائلا: "ولا شك أن الاستعمال القرآني يؤيد هذه التفرقة الدقيقة في المعنى"
وهذا إشارة إلى أن الغيث يستخدم في النفع بينما يُستخدم المطرُ في الضرر".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab