قام وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس الجمعة، بزيارة نادرة إلى مسقط التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد، وذلك عشية زيارة بالغة الأهمية يقوم بها إلى طهران.
وبث التلفزيون العماني مشاهد للسلطان قابوس أثناء استقباله الوزير البريطاني.
وشارك وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، في اللقاء الذي بحث خلاله الطرفان "العلاقات الثنائية الطيبة بين السلطنة والمملكة المتحدة وأوجه التعاون المشترك بينهما في العديد من المجالات، إضافة إلى استعراض مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية"، بحسب الإعلام الرسمي العماني.
ويصل جونسون إيران اليوم السبت، في زيارة يلتقي خلالها نظيره محمد جواد ظريف، في مسعى للإفراج عن الإيرانية البريطانية نازانين زاغاري راتكليف المسجونة منذ 2016.
وقبيل وصوله طهران قال جونسون، إنه يتوقع "زيارة بناءة". وأضاف: "سأؤكد قلقي البالغ بشأن القضايا القنصلية المتعلقة بمزدوجي الجنسية، وسأسعى لإطلاق سراحهم حيث هناك أسباب إنسانية لذلك".
وتأتي جولته في المنطقة التي تستمر ثلاثة أيام بينما تشهد الدول العربية احتجاجات على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وقال جونسون: "إيران دولة مهمة في منطقة ذات أهمية استراتيجية ولكن مضطربة وغير مستقرة، وهي ذات أهمية بالنسبة لأمن وازدهار المملكة المتحدة". وأضاف: "رغم تحسن علاقاتنا مع إيران بشكل كبير منذ 2011، إلا أنها ليست صريحة ولا نتفق على العديد من القضايا".
وتابع: "لكني أدرك أهمية الحوار لإدارة خلافاتنا وحيث يمكن، إحراز تقدم بشأن قضايا ذات أهمية وحتى في ظروف صعبة".
وقال الناطق باسم الخارجية البريطانية، إن هذه الزيارة الأولى لجونسون منذ توليه مهامه في يوليو (تموز) 2016 "تأتي في لحظة حاسمة لمنطقة الخليج وتشكل فرصة للبحث في تسوية سلمية للنزاع في اليمن ومستقبل الاتفاق المرتبط بالملف النووي الإيراني وعدم الاستقرار الحالي في الشرق الأوسط".
وتشمل جولة جونسون إضافة إلى سلطنة عمان وإيران، الإمارات العربية المتحدة التي سيزورها الأحد.
وتأتي الزيارة بينما يفترض أن تمثل زاغاري راتكليف، الأحد، أمام القضاء الإيراني للرد على اتهامات "بنشر دعاية" يمكن أن يحكم عليها بسببها بالسجن 16 عاماً.
وحكم على نازانين زغاري راتكليف بالسجن 5 سنوات في سبتمبر (أيلول) 2016 لمشاركتها في تظاهرة ضد النظام في 2009 وهو ما تنفيه. وكانت لدى اعتقالها تعمل لدى مؤسسة "تومسون رويترز".
وقالت المديرة التنفيذية لتومسون رويترز مونيك فيال، إن التهمة الجديدة تعرض زغاري راتكليف لعقوبة أخرى بالسجن 16 عاما، وهو ما وصفته بأنه "مهزلة قضائية".
واعتقلت زغاري راتكليف في مطار طهران في الثالث من أبريل (نيسان) 2016 بعد زيارة لعائلتها. وكانت بصحبتها طفلتها غابرييلا البالغة حالياً ثلاث سنوات.
وتم تسييس القضية بدرجة كبيرة وخصوصاً بعد "زلة لسان" لجونسون في مطلع نوفمبر (تشرين ثاني) عندما قال إن زغاري راتكليف كانت تدرب صحافيين في إيران، وهو ما استندت إليه السلطات الإيرانية لتبرير التهمة الجديدة.
ولكن جونسون سارع إلى تصحيح خطئه بالقول، إن الشابة كانت تمضي إجازة في بلدها الأم وطالب إيران بإطلاق سراحها.
أرسل تعليقك