بوتين في طشقند تتويجاً للتقارب مع أوزبكستان
آخر تحديث GMT12:35:36
 العرب اليوم -

بوتين في طشقند تتويجاً للتقارب مع أوزبكستان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بوتين في طشقند تتويجاً للتقارب مع أوزبكستان

الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوزبكي شوكت ميرزيوييف
طشقند - العرب اليوم

الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوزبكي شوكت ميرزيوييف خلال ظهورهما أمام وسائل الإعلام في طشقند أمس، تبادلا الإطراء، حيث أشاد الرئيس الأوزبكي «بالسياسة الحكيمة» التي ينتهجها بوتين و«جهوده الشخصية الهائلة الهادفة إلى تعزيز العلاقات» مع طشقند. أما بوتين فقد قال: «سنطبق كل ما تعهدنا القيام به»، واعتبر أن «الوضع في أوزبكستان يتغير بشكل سريع وعميق يعكس الإصلاحات اللازمة للاقتصاد الأوزبكي والشعب الأوزبكي». وأضاف الرئيس الروسي أن «أوزبكستان هي حليفتنا الوفية وشريكتنا الاستراتيجية. سنقوم بكل شيء لتعزيز تعاوننا». وقال مستشار الكرملين يوري أوشاكوف الثلاثاء في تصريح قبل زيارة بوتين: «إن أوزبكستان هي أحد أبرز شركائنا الاقتصاديين، والتعاون بين البلدين مكثف». والمعروف أن أوزبكستان هي إحدى أبرز الدول المصدرة للقطن في العالم، كما أنها أيضا غنية بالغاز.

وأعلنت روسيا وأوزبكستان الجمعة عن تعزيز علاقاتهما الثنائية في عدة مجالات في مناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها بوتين إلى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى بعد سنتين على وفاة رئيسها إسلام كريموف. والتعاون الذي سيتم تعزيزه بين البلدين سيشمل الاقتصاد وقطاعات المحروقات وصناعة الأنسجة والثقافة والتعليم وبرامج الفضاء، كما قرر بوتين ونظيره الأوزبكي ميرزيوييف في ختام محادثاتهما. وقال ميرزيوييف إن «العلاقات بين بلدينا نقلت إلى مستوى جديد بالكامل وغير مسبوق». ثم قال في خطاب أمام رجال أعمال روس وأوزبكيين: «نثمن كثيرا ونتمسك فعليا بعلاقاتنا المستقرة والثقة مع روسيا، شريكتنا الاستراتيجية وحليفتنا».

وتعهد ميرزيوييف منذ وصوله إلى السلطة قبل سنتين بالقيام بإصلاحات اقتصادية وسياسية مهمة. ويسعى خصوصا إلى اجتذاب استثمارات إلى أوزبكستان وكذلك السياح الأجانب بعد سنوات من العزلة. وفي يونيو (حزيران) الماضي خلال لقاء جمعهما في الصين، أشاد بوتين برئيس أوزبكستان معتبرا أنه «أنجز الكثير من التغيرات نحو الأفضل» في العلاقات بين البلدين.

وحظي الرئيس الروسي باستقبال حافل في عاصمة أوزبكستان. وكتب على لوحات ضخمة نصبت في شوارع طشقند: «أيها الأصدقاء الروس الأعزاء، أهلا بكم في أوزبكستان».

وتعود آخر زيارة لبوتين إلى أوزبكستان إلى سبتمبر (أيلول) 2016 بعد أيام على مراسم تشييع الرئيس الأوزبكي الراحل كريموف، عندما زار بوتين سمرقند (جنوب غرب) ووضع إكليلا من الزهر على قبر الرئيس السابق كريموف الذي حكم البلاد بيد من حديد طيلة 25 عاما. وقال بوتين يومها لشوكت ميرزيوييف، الذي كان لا يزال رئيسا للحكومة ولم يصبح رئيسا إلا بعد ثلاثة أشهر، إن بإمكان أوزبكستان «الاعتماد على الروس باعتبارهم من الأصدقاء الأكثر وفاء».

وقال المحلل السياسي الروسي قسطنطين كالاتشيف لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن روسيا بحاجة لبعض الوقت لمعرفة مدى ثبات الحكم بأيدي الرئيس الجديد، وما إذا كان بالفعل يسيطر على البلاد». وأوضح أن هذا هو سبب انتظار بوتين ستنين لزيارة أوزبكستان، ولو أنه سبق أن استقبل ميرزيوييف في الكرملين في أبريل (نيسان) 2017، والتقى به مرارا على هامش قمم دولية.
واعتبر ميرزيوييف أنه «لم يعد هناك ولا مجال إلا ويوجد فيه تنسيق بين البلدين». وقال المحلل السياسي الأوزبكستاني رفاييل ستاروف: «إذا كان كريموف يعطي الأولوية للعلاقات الثنائية مع إبقاء مسافة معينة بين البلدين، فإن ما نشهده اليوم هو تقارب فعلي» بين موسكو وطشقند.

ودشنت روسيا من جانب آخر في موسكو نصبا في ذكرى كريموف. وهي بادرة ثمنها كثيرا ميرزيوييف الذي انتخب رئيسا للبلاد في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 وعبر لبوتين عن «امتنانه الكبير» بصفة شخصية و«باسم الشعب الأوزبكي».

وعقد منتدى اقتصادي روسي - أوزبكي في طشقند منذ الخميس على مدى يومين وشهد توقيع اتفاقات ثنائية بقيمة إجمالية تبلغ 27، 1 مليار دولار بحسب وزارة الاقتصاد الأوزبكية. والمحطة البارزة في الزيارة التي جرت «في جو ودي وبحرارة» بحسب قول بوتين، كانت إعطاء الرئيسين عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إشارة الانطلاق لبناء أول محطة نووية في أوزبكستان والتي أوكلت إلى مجموعة «روساتوم» النووية الروسية. وهذا الحفل كان رمزيا إلى حد كبير، لأنه لا يزال يتعين على روساتوم وشريكتها الأوزبكية القيام بدراسات لعدة مواقع تحظى «بأولوية» بهدف اختيار أحدها لبدء الورشة. وقال بوتين إن هذه المحطة يفترض أن تتيح تأمين «الاستقرار في الطاقة ليس فقط لأوزبكستان وإنما لكل المنطقة». ويفترض أن تؤمن المحطة نحو 20 في المائة من استهلاك البلاد من الكهرباء بهدف إفساح المجال أمام أوزبكستان لتقليل استخدام الغاز وزيادة صادراتها منه. وقال مدير عام مجموعة روساتوم الروسية أليكسي ليكاتشيف عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة: «إنه شرف عظيم أن تشارك روساتوم في تنفيذ هذا القرار التاريخي». وتقدر قيمة المشروع بنحو 11 مليار دولار. وقال الكرملين إن المفاعل الأول في المحطة النووية سيبدأ العمل عام 2028، وهذه المحطة ستكون الأولى من نوعها في آسيا الوسطى، حيث لا تزال ماثلة في الأذهان كارثة تشرنوبيل عام 1986 وتجارب الأسلحة النووية في كازاخستان المجاورة لأوزبكستان.

جدير بالذكر أنه يعمل في روسيا نحو مليوني مهاجر من أوزبكستان، وما يرسلونه من أموال إلى عائلاتهم يعتبر مهما جدا لاقتصاد أوزبكستان، حسب ما يقول كالاتشيف، الذي شدد على أن البلدين «يواصلان أيضا تعزيز التعاون العسكري».

ومع أن ميرزيوييف يواصل رفض قيام أي تحالف عسكري مع أي دولة على غرار سلفه كريموف، فإن البلدين وقعا قبل فترة قصيرة اتفاقا حول تمكين الطائرات العسكرية لكل بلد من استخدام المجال الجوي للبلد الآخر، كما أن روسيا تشارك في تدريب العسكريين الأوزبكستانيين، وغالبا ما تنضم أوزبكستان إلى مناورات الجيش الروسي.
وخلال زيارة قام بها إلى طشقند في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) أشاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأوزبكستان، التي وصفها بأنها «شريك استراتيجي لروسيا». وقال كالاتشيف بهذا الصدد: «لكي يصبح الشريك حليفا» لا بد لروسيا من أن تحد من نفوذ الصين، أول شريك تجاري لطشقند، ومن نفوذ الولايات المتحدة التي تسعى إلى إقامة شراكة استراتيجية مع أوزبكستان، بعد أن طردت من قاعدة جوية من هذا البلد عام 2005.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين في طشقند تتويجاً للتقارب مع أوزبكستان بوتين في طشقند تتويجاً للتقارب مع أوزبكستان



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 08:06 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
 العرب اليوم - حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 13:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 6 بقصف روسي على زابوريجيا وإسقاط صاروخين و48 مسيرة

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 14:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش ينسحب من بطولة الماسترز

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يتقدم على يوفنتوس بهدف في الشوط الأول

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الريان يحقق أول انتصاراته في دوري أبطال آسيا للنخبة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يتقدم على الريال بهدفين في الشوط الأول

GMT 21:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هدفان مبكران في قمة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا

GMT 12:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات التحالف الدولى تنتهك المجال الجوى فى سوريا 8 مرات

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يتقدم ضد ليفركوزن بهدفين في 3 دقائق

GMT 13:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات القرى اللبنانية

GMT 13:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة

GMT 18:35 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يُقيل وزير الدفاع يوآف غالانت

GMT 17:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة آتية من الشرق

GMT 20:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

1900 جندي لتأمين مباراة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab