فنان بريطاني يبث الروح في قصر بيروتي قديم
آخر تحديث GMT15:36:19
 العرب اليوم -

فنان بريطاني يبث الروح في قصر بيروتي قديم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فنان بريطاني يبث الروح في قصر بيروتي قديم

صورة القصر
بيروت ـ أ ف ب

على تلة مشرفة على البحر في بيروت ، يستعيد منزل اثري زهري اللون الحياة بفضل فنان بريطاني اراد بث الروح مجددا في هذا المعلم المعماري الذي يجتاح العمران محيطه.

ففي رأس بيروت، المنطقة المطلة على البحر المتوسط من غرب بيروت، تقع انظار سالكي الكورنيش البحري على هذه التحفة المعمارية ذات القناطر، والعائدة للعهد العثماني ، والشاهدة على زمن جميل كانت بيروت فيه مدينة خضراء ترصعها بيوت متقنة البناء، قبل ان تجتاحها حمى العمران بعد انتهاء الحرب الاهلية في العام 1990.

في الاشهر السابقة، شاءت الصدفة ان يلتقي الفنان البريطاني توم يونغ بالسيدة فايزة الخازن، آخر من سكن هذا البيت، لتروي له تاريخا مجيدا يتردد صداه بين جدران هذا القصر الصغير ذي الطبقات الثلاث، وحكايات الشخصيات التي ترددت اليه، من شارل ديغول الى الرسام الاميركي جون فيرين صديق بابلو بيكاسو.

ويقول توم يونغ ، الرسام البريطاني المولع بلبنان، في حديث لوكالة فرانس برس "هذا البيت يشبه قصص الخيال".

ولذا، عمل على اقناع مالكه بتحويله الى مركز ثقافي حتى نهاية شهر كانون الاول/ديسمبر الحالي، يتيح للزوار تتبع انشطة فنية، والقيام بجولة في عبق التاريخ، مع بلاط نادر، ونوافذ زجاجية ملونة تزين قناطره واروقته.

ويقول يونغ البالغ من العمر 41 عاما والذي يدرس العمارة الاسلامية في اسطنبول ان هذا المنزل وامثاله من المباني الفريدة "تعبر عن ثقافة لبنان وهويته"، وتنطوي على حكمة يجب الحفاظ عليها".

في احد ايام شهر نيسان/ابريل الماضي، كان توم يونغ يتجول في بيروت، واكتشف ان المنزل مأهول، وتعرف على فايزة الخازن، التي اقامت عائلتها فيه على مدى خمسين عاما. وفي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فيما كان لبنان يعيش عصره الذهبي، حول شقيقها المنزل الى ملتقى للفنانين.

وعرضت السيدة البالغة اليوم 71 عاما على الفنان البريطاني مشغلا للرسم في القصر، علما انها كانت تستعد لمغادرته وتسليمه الى اصحابه، اذ انها ليست المالكة بل المستأجرة.

ويقول يونغ "خشيت ان يكون مصير هذا القصر كغيره من التحف المعمارية " التي ازيلت وارتفعت مكانها ابنية شاهقة في بيروت.

لكن المالك الجديد للقصر، هشام الجارودي، وافق على ان يعرض يونغ اعماله فيه.

واكد جارودي الذي اشترى البيت قبل بضع سنوات لوكالة فرانس برس انه لن يزيله، بل انه سيحوله الى "متحف للحفاظ على الطابع التاريخي لبيروت".

وقد فقدت بيروت معظم مبانيها القديمة التي تراجع عددها من 1200 مبنى في العام 1995 الى 400 في العام 2010.

وبدأت علاقة يونغ مع بيروت في العام 2006، حين طلبت منه اسرة لبنانية مقيمة في لندن ان يرسم لوحات عن بلدها..

ويقول "سحرتني التناقضات في لبنان..كيف يمكن لبلد ان يكون جنة في حب الحياة، وان تمزقه في الوقت نفسه حرب اهلية خمسة عشر عاما".

ويتحدث عن علاقة حميمة تجمعه بالبيوت المدمرة المهجورة ، قائلا انها تذكره بوالدته التي انتحرت وهو في العاشرة من عمره.

مدفوعا بهذه المشاعر، اراد توم يونغ ان يحول القصور الصغيرة القديمة في بيروت الى مراكز ثقافية، وبدأت محاولاته في العام 2013، في منزل ظل مهجورا 38 عاما.

ويقول "انا استخدم الفن لانقاذ الامكنة وابتكار أفكار لاحيائها، انا ارسم هذا الماضي الذي تطوى صفحته، هذا الشعور بالخسارة، وفي الوقت نفسه هذه القدرة على الصمود" التي يبديها اللبنانيون.

تحمل احدى اللوحات اسم "ييرز" (سنوات)، وهي تصور نفايات على البحر تؤشر على "الخلل في اداء الدولة"، وفي لوحة ثانية يبدو البيت الزهري محاطا بالابراج العملاقة..

ويقول "اريد ان يكون هذا المكان مقصدا لكل الناس من كل الطبقات والمذاهب والاعمار، اريد ان يقصده الاطفال ليتعلموا فيه كيف يحلمون".

وتقام في البيت الزهري حاليا عروض موسيقية ومسرحية وعروض راقصة..ويبث بين الحين والآخر تسجيل مصور لآخر ساكني القصر تأمل فيه ان يعاد تأهيله ليكون ذلك مؤشرا على رغبة اللبنانيين في اعادة بناء بلدهم.





 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنان بريطاني يبث الروح في قصر بيروتي قديم فنان بريطاني يبث الروح في قصر بيروتي قديم



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab